Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

غرف الدردشة من الثمانينات حتى 2050: 10 أسئلة

على رغم تطورها لكن يبقى العنصر البشري هو الحاسم في توجيه مسار هذه التكنولوجيا

تعرّف غرفة الدردشة على أنها مساحات افتراضية عبر الإنترنت تتيح للمستخدمين التواصل الفوري من خلال تبادل الرسائل النصية (اندبندنت عربية)

ملخص

 كانت غرف الدردشة في بداياتها أداة تواصل اجتماعية بسيطة ومنصة للتفاعل النصي بين الأفراد في الفضاء الرقمي الجديد في العقد الأخير من القرن الـ 20، ثم تحولت مع مرور الوقت إلى أداة متعددة الاستخدامات في الحياة المهنية ومجالات الترفيه والتجارة والتعليم، وأيضاً في حياتنا الرقمية اليومية، وما بدأ كأداة تواصل اجتماعي أصبح الآن منصات متكاملة تسهم في إعادة تشكيل التفاعل الاجتماعي والهويات الرقمية للأفراد.

1- متى انطلقت غرف الدردشة في الفضاء الرقمي؟ وكيف؟

بدأت غرف الدردشة على الإنترنت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الـ 20 ووصلت إلى شكلها الحالي بعد تطور كبير في مجال الاتصال الرقمي والتكنولوجيا.

وبدأت فكرة غرف الدردشة على الإنترنت في الأساس كجزء من شبكات الاتصال المستخدمة للتواصل بين الباحثين والمطورين في الجامعات والمراكز البحثية، وفي ذلك الوقت كانت شبكات

 IRC أو  Internet Relay Chatهي الأكثر شهرة واستخداماً، وإذا أردنا تحديد نقطة البداية، فيمكن القول إن أولى غرف الدردشة ظهرت عام 1988 من قبل Jarkko Oikarinen في فنلندا، ثم أصبح هذا التطبيق الذي كان محصوراً بجماعة مطوريه، أداة شعبية للتواصل بين مستخدمي الإنترنت، وهو من أولى الأنظمة التي سمحت بإجراء محادثات جماعية وتبادل الرسائل النصية في قنوات عامة أو خاصة.

2- ماذا كان تعريف غرف الدردشة عند بدايتها؟ وهل اختلف عن تعريفها في وقتنا الحالي؟

عند ظهورها في أواخر القرن الـ 20 كانت غرف الدردشة تعرّف على أنها مساحات افتراضية عبر الإنترنت تتيح للمستخدمين التواصل الفوري من خلال تبادل الرسائل النصية، وكان الغرض الأساس منها هو توفير بيئة للنقاش والتفاعل بين الأشخاص الذين يشاركون اهتمامات مشتركة، سواء في مجموعات عامة أو خاصة.

 

 

أما اليوم فيمكن تعريف غرف الدردشة بأنها منصات رقمية تتيح للأشخاص التواصل الفوري سواء بكتابة النصوص أو بالصوت والفيديو، وحتى في الواقع الافتراضي، سواء بصورة فردية أو جماعي، تطورت هذه الغرف لتشمل تقنيات الذكاء الاصطناعي وتشفير البيانات، وتكاملت مع وسائل التواصل الاجتماعي التي طغت منذ بدايات القرن الجديد على الفضاء الرقمي العالمي.

وأصبحت غرف الدردشة الآن جزءاً من التطبيقات الاجتماعية الحديثة مثل "ديسكور" و "واتساب" و "تيليغرام" و"سلاك" و"تيك توك" و"إنستغرام"، وغيرها من وسائل التواصل التي تتكاثر يوماً بعد يوم وتجد مستخدمين جدد لها بين الأجيال الجديد.

3- ما الفرق بين غرف الدردشة ووسائل التواصل الاجتماعي؟

تهدف غرف الدردشة إلى التواصل الفوري والمباشر بين الأفراد أو المجموعات، سواء عبر النصوص أو الصوت أو الفيديو، أما وسائل التواصل الاجتماعي فتركز على نشر المحتوى مثل النصوص والصور والفيديوهات لمشاركته مع جمهور واسع، مع إمكان التفاعل الواسع من خلال التعليقات وإبداء الرأي.

 

 

 

وتعتمد غرف الدردشة على المحادثات اللحظية فيكون التفاعل مستمراً ومباشراً بين الأعضاء، بينما تعتمد وسائل التواصل الاجتماعي على التفاعل غير المتزامن، إذ يمكن للأشخاص رؤية المنشورات والتفاعل معها بعد ساعات أو أيام، ويمكن لمروحة واسعة من المستخدمين المشاركة فيها وتتناول أنواعاً كثيرة من النشاطات، وغالباً ما تكون غرف الدردشة محدودة النطاق أي أن المحادثات تدور بين مجموعة معينة من المستخدمين، سواء كانوا أصدقاء أو أعضاء في الغرفة نفسها، أما وسائل التواصل الاجتماعي فتعتمد على الوصول الجماهيري حيث يمكن أن تصل المنشورات إلى ملايين الأشخاص من خلال المشاركات وإعادة التغريد والتفاعل.

لكن مع تطور الإنترنت بدأت الحدود بينهما تتلاشى، فأصبح على سبيل المثال "فيسبوك ماسنجر" و "واتساب" و"تيليغرام" مزيجاً بين غرف الدردشة ووسائل التواصل الاجتماعي.

4- ما أشهر غرف الدردشة التي ظهرت خلال التسعينيات؟ وكيف أثرت في الثقافة الرقمية ذلك الوقت؟

لم يكن انتشار غرف الدردشة على الإنترنت حدثاً عفوياً، ففي أوائل التسعينيات بدأ الإنترنت يتحول من شبكة محصورة في الأوساط الأكاديمية والعلمية إلى خدمة متاحة للجمهور العادي، ومع تطور شركات الإنترنت بدأ ملايين الأشخاص حول العالم في الوصول إلى الإنترنت من منازلهم باستخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية، مما أتاح للمستخدمين في جميع الأعمار فرصة التواصل من خلال الدردشة، ومع تقدم تقنيات الويب وظهور متصفحات الإنترنت أصبح الوصول إلى غرف الدردشة أسهل، مما سمح بظهور غرف دردشة تفاعلية وجذابة باستخدام تقنيات جديدة.

5- ما تأثير غرف الدردشة منذ بدايتها حتى اليوم في الثقافة الاجتماعية؟

مع مرور الوقت أصبح الإنترنت جزءاً من الحياة اليومية لمئات ملايين الناس حول العالم، وانتقلت ثقافة "الدردشة" من كونها مقتصرة على مجموعة محدودة من المستخدمين لتصبح وسيلة تواصل عالمية. 

اقرأ المزيد

ومع إطلاق أولى الهواتف الذكية ظهرت تطبيقات الدردشة مثل "واتساب" و"فيسبوك ماسنجر" وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة مستخدميها اليومية، ويمكن الآن لأي شخص لديه هاتف ذكي الاتصال بغرف الدردشة والمشاركة في المحادثات في أي وقت وأي مكان.

6- كيف تعاملت المجتمعات المختلفة من الناحية الثقافية والدينية مع غرف الدردشة في مراحلها الأولى؟

عندما بدأت غرف الدردشة في الظهور على الإنترنت أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات كانت بالنسبة إلى المجتمعات ظاهرة جديدة تماماً، وكانت ردود الفعل تجاهها متفاوتة تبعاً للثقافة والدين والمجتمع المحلي، ففي المجتمعات الغربية كانت غرف الدردشة تُعتبر فرصة تكنولوجية للتواصل بين الأفراد من مختلف الخلفيات والجنسيات، وفي المقابل كانت المجتمعات العربية والإسلامية أكثر تحفظاً وقلقاً، إذ أثيرت المخاوف حول تأثير غرف الدردشة على القيم المجتمعية.

7- هل هناك جانب مضيء وجانب مظلم لغرف الدردشة بنسختيها القديمة والحديثة؟

كما هو الحال مع أية تقنية أو منصة تواصل اجتماعي، تقدم غرف الدردشة فرصاً كبيرة للتفاعل والتواصل لكنها تنطوي على بعض التحديات والأخطار، فمن الإيجابيات أن غرف الدردشة تتيح للأشخاص التواصل الفوري مع آخرين من مختلف أنحاء العالم، وتسهم في تكوين علاقات جديدة وصياغة شبكات اجتماعية أوسع، وتسمح بمناقشة المواضيع التي قد تكون محرمة أو محظورة في سياقات اجتماعية أخرى، ومن السلبيات أنها قد تؤدي إلى إدمان الإنترنت مما يؤثر في الحياة الاجتماعية الواقعية، وهي مجال واسع للتنمر الإلكتروني والتحرش اللذين لا يزالان خطراً حقيقياً في غرف الدردشة، عدا عن سهولة انتشار المعلومات المضللة والخداع.

8- كيف ستكون غرف الدردشة ووسائط التواصل الاجتماعي في عام 2050؟

من الصعب الجزم بمستقبل غرف الدردشة وعلاقتها بوسائط التواصل الاجتماعي وتأثيراتها الإجتماعية، لكن المستقبل يعد بثورة تكنولوجية قد تجعل غرف الدردشة كما نعرفها اليوم شيئاً من الماضي، فتخيل أن تدخل غرفة دردشة لا عبر شاشة بل عبر واقع افتراضي كامل حيث تتحرك بحرية وتشعر بالأشياء، وربما حتى تتذوق الطعام الذي يتحدث عنه أصدقاؤك.

 

 

ولن تكون المحادثات مقتصرة على النصوص والفيديوهات بل ستشمل تجارب حسية تفاعلية، حيث يمكنك الجلوس مع أصدقائك في بيئات ثلاثية الأبعاد وكأنكم في المقهى نفسه على رغم أن كل واحد منكم في قارة مختلفة.

وسيكون الذكاء الاصطناعي حاضراً بقوة، إذ سيصبح بإمكانك الدردشة مع مساعدين رقميين يفهمونك جيداً ويقترحون مواضيع حديث مشوقة وربما يديرون الحوارات لمنع الفوضى أو المشاحنات.

9- كيف ستكون العلاقة بين غرف الدردشة والذكاء الاصطناعي عام 2050؟

ستصبح العلاقة بينهما عضوية لدرجة أننا قد لا نستطيع الفصل بينهما، والذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد "روبوت" يجيب عن الأسئلة بل سيكون شريكاً في الحديث، فيتعلم أسلوبك ويفهم مشاعرك ويقترح لك أصدقاء جدد بناء على اهتماماتك الحقيقية، وليس مجرد خوارزميات تسويقية، وربما في قفزة تكنولوجية جريئة سنتحدث مع بعضنا بعضاً من دون الحاجة إلى هواتف أو لوحات مفاتيح عبر تقنيات التواصل الدماغي، إذ يجري نقل الأفكار مباشرة إلى غرف الدردشة من خلال إشارات دماغية مما يجعل المحادثات أسرع وأكثر سلاسة، فتخيل أن تلقي نكتة في رأسك فيلتقطها النظام ويحولها إلى صوت مسموع أو نص مكتوب تلقائياً.

10- ما هي التأثيرات الاجتماعية والثقافية لغرف الدردشة في عام 2050؟

بقدر ما ستسهل التكنولوجيا التواصل بقدر ما ستعيد تشكيل طريقة تفاعلنا مع بعضنا بعضاً، وغرف الدردشة في عام 2050 قد تخلق مجتمعات متخصصة جداً حيث يجتمع الأشخاص في فضاءات رقمية تتمحور حول اهتمامات دقيقة، مثل الفنون والسياسة أو حتى غرف دردشة لمحبي نوع معين من الموسيقى أو الفلسفة، مما يزيد من قوة الروابط بين الأفراد لكنه في الوقت نفسه يعمق الفجوة بين الجماعات المختلفة، إذ يصبح كل شخص محصوراً في فقاعته الرقمية الخاصة.

وعلى رغم كل هذه الاحتمالات يبقى العنصر البشري هو الحاسم في توجيه مسار هذه التكنولوجيا، فهل سنجعلها وسيلة للتقارب، أم سيفصلنا العالم الرقمي أكثر عن بعضنا بعضاً؟ وهذا سؤال ستجيب عنه الأجيال المقبلة.

المزيد من تقارير