ملخص
قررت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية اليوم الجمعة عزل الرئيس الموقوف عن العمل يون سوك يول، مؤيدة بذلك مقترحاً برلمانياً لعزله بسبب فرضه الأحكام العرفية لفترة لم تدم طويلاً العام الماضي في إجراء أشعل فتيل أسوأ أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ عقود.
قدم يون سوك يول اليوم الجمعة اعتذاره للكوريين الجنوبيين بعد قرار المحكمة الدستورية تأييد عزله من رئاسة الجمهورية على خلفية محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية أواخر العام الماضي.
وقال يون في بيان بعد صدور قرار المحكمة، "أنا آسف بصدق ومحطم القلب لأنني لم أتمكن من أن أكون على قدر تطلعاتكم".
وأفادت وكالة "يونهاب" للأنباء اليوم بأن مستشارين كباراً للرئاسة في كوريا الجنوبية بينهم كبير الموظفين في مكتب الرئاسة، عرضوا تقديم استقالاتهم.
المحكمة الدستورية تعزل الرئيس
اتخذت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية اليوم الجمعة بالإجماع قراراً بعزل الرئيس الموقوف عن العمل يون سوك يول من السلطة نهائياً بسبب إعلانه الأحكام العرفية في ديسمبر (كانون الأول) 2024.
وفي حكم تلاه رئيس المحكمة مون هيونغ-باي اعتبرت المحكمة أن تصرفات يون "انتهكت المبادئ الأساسية لسيادة القانون والحكم الديمقراطي".
وقال رئيس المحكمة، "نعلن القرار الآتي، بموافقة جميع القضاة بالإجماع: (نحن) نعزل... يون سوك يول".
أسوأ أزمة
وأعلنت المحكمة أن يون سوك يول "انتهك" الدستور بإعلانه الأحكام العرفية في ديسمبر 2024 في إجراء أشعل فتيل أسوأ أزمة سياسية تشهدها كوريا الجنوبية منذ عقود. وقالت في حكمها إن يون "لم يكتفِ بإعلان الأحكام العرفية، بل ارتكب أيضاً أفعالاً انتهكت الدستور والقانون، لا سيما من خلال حشد قوات الجيش والشرطة لمنع الجمعية الوطنية من ممارسة سلطتها".
زعيم المعارضة يرحب بقرار المحكمة الدستورية
رحب زعيم المعارضة الكورية الجنوبية لي جاي-ميونغ بقرار المحكمة الدستورية عزل الرئيس يون سوك يول، متهماً إياه بـ"تهديد الشعب والديمقراطية". وقال لي، وهو المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها في غضون 60 يوماً للصحافة، "لقد تم عزل الرئيس السابق يون سوك يول الذي دمَّر الدستور وهدد الشعب والديمقراطية".
انتخابات رئاسية
وبهذا القرار سيتعين إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوماً وفقاً لما ينص عليه دستور البلاد. وسيواصل رئيس الوزراء هان دوك-سو القيام بمهام الرئيس حتى تنصيب الرئيس الجديد.
وينهي هذا الحكم أشهراً من الاضطرابات السياسية التي ألقت بظلالها على الجهود المبذولة للتعامل مع الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت يشهد تباطؤاً في النمو.
محاكمة جنائية
وبصورة منفصلة يواجه يون البالغ من العمر 64 سنة محاكمة جنائية بتهم تتعلق بالعصيان. وأصبح يون أول رئيس كوري جنوبي يتم اعتقاله وهو في منصبه في الـ15 من يناير (كانون الثاني) الماضي قبل أن يتم إطلاق سراحه في مارس (آذار) بعدما ألغت المحكمة مذكرة اعتقاله.
واندلعت الأزمة إثر إعلان يون الأحكام العرفية التي قال إنها كانت ضرورية لاجتثاث العناصر "المناهضة للدولة" وللتصدي لما عدَّها إساءة استغلال الحزب الديمقراطي المعارض لغالبيته البرلمانية.
وألغى يون المرسوم بعد ست ساعات بعدما تصدى المشرعون لجهود قوات الأمن لإغلاق البرلمان. وأعقب هذا أشهر من الاحتجاجات، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان حكم المحكمة سيخفف من حدة الفوضى السياسية التي سببها إعلان يون للأحكام العرفية.
