Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

انهيار أسواق الأسهم العالمية وترمب متمسك بالرسوم الجديدة

زلزال غير مسبوق يهز البورصات الأوروبية وتراجع حاد في آسيا من طوكيو إلى شانغهاي مروراً بسيول وتايبيه

سُجل انهيار الإثنين في الأسواق الآسيوية من طوكيو إلى شانغهاي مروراً بسيول وتايبيه (أ ف ب)

ملخص

بلغ التراجع 13 في المئة في هونغ كونغ التي سجلت أسوأ جلسة منذ 16 عاماً في حين شهدت "وول ستريت" الجمعة الماضي أسوأ يوم لها منذ 2020

سجلت الأسواق المالية في العالم انهياراً اليوم الإثنين على خلفية تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالرسوم الجمركية المعممة التي فرضها على بقية الدول، ورد الصين عليها، ما ينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.

بعد جلستين من الخسائر يومي الخميس والجمعة الماضيين، تشهد أسواق الأسهم الأوروبية زلزالاً "غير مسبوق"، بحسب محللين، إذ انخفض مؤشر "داكس الألماني" بأكثر من 5 في المئة، وكذلك مؤشر "كاك" في باريس.

وسُجل انهيار الإثنين في الأسواق الآسيوية من طوكيو إلى شانغهاي مروراً بسيول وتايبيه، وبلغ التراجع 13 في المئة في هونغ كونغ التي سجلت أسوأ جلسة منذ 16 عاماً، وكانت "وول ستريت" شهدت الجمعة أسوأ يوم لها منذ 2020.

ولدى سؤاله عن انهيار الأسواق الذي قد يكون له أثر مدمر على الاقتصاد العالمي، تمسك ترمب بموقفه قائلاً "في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي".

وأكد ترمب أن بلاده أصبحت "أقوى بكثير" منذ الإعلان عن هذه الإجراءات، معتبراً أن تراجع الأسواق لم يكن قراراً متعمداً من جانبه.

تراجع حاد في مستهل تداولات "وول ستريت"

سجلت بورصة نيويورك تراجعاً حاداً يناهز ثلاثة في المئة عند بدء التداولات، مثل معظم أسواق الأسهم العالمية، في ظل الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترمب على شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

وعند بدء التداولات، انخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 2.85 في المئة، وخسر مؤشر "ناسداك" 3.91 في المئة، ومؤشر "أس أند بي 500" 3.24 في المئة.

الوطأة على التجارة العالمية

قرر ترمب فرض رسوم جمركية عامة بنسبة 10 في المئة على مجمل الواردات الأميركية منذ السبت، متهماً شركاء الولايات المتحدة الاقتصاديين بـ"نهب" بلاده.

وستشتد الوطأة على التجارة العالمية الأربعاء المقبل مع فرض رسوم إضافية على قائمة طويلة من البلدان التي تصدر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد منها، ولا سيما رسوم بنسبة 34 في المئة على الصين و20 في المئة على الاتحاد الأوروبي.

ويزداد الانهيار حدة في ظل رد الصين التي أعلنت فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34 في المئة على الواردات الأميركية، بغية "إعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح للنظام التجاري التعددي"، بحسب نائب وزير التجارة الصيني لينغ جي.

لكن لينغ جي تعهد بأن تبقى بلاده "أرضاً مثالية وآمنة وواعدة" للاستثمارات الأجنبية.

وفي مواجهة الاضطرابات التي تشهدها الأسواق المالية، أعلن أكبر صناديق الاستثمار المملوكة للدولة في الصين عزمه الإسهام في "الأداء المستقر" للأسواق.

وكتب ترمب الأحد على منصته "تروث سوشال" "لدينا عجز تجاري هائل مع الصين والاتحاد الأوروبي وعديد من الدول الأخرى، الطريقة الوحيدة لتسوية هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية التي ستدر عشرات مليارات الدولارات على الولايات المتحدة".

وأكد ترمب أنه تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع "مع كثير من الأوروبيين والآسيويين ومع العالم بأسره. جميعهم يريدون بشدة التوصل إلى اتفاق".

"يعطونا الكثير من المال"

ترمب أشار أيضاً إلى أن الأوروبيين "يأتون إلى طاولة (المفاوضات). يريدون التحدث، لكن لن يكون هناك نقاش إلى أن يعطونا الكثير من المال على أساس سنوي".

وقال وزير المال سكوت بيسنت لشبكة "أن بي سي" "تواصلت أكثر من 50 دولة مع الحكومة في شأن تخفيض لحواجزها الجمركية ورسومها ووقف تلاعبها بأسعار الصرف".

وأوضح بيسنت في شأن الشركاء التجاريين "سنرى ما إذا كان ما يعرضونه جديراً بالمصداقية، لأنه بعد 20 أو 30 أو 40 أو 50 عاماً من السلوك السيئ، لا يمكننا الانطلاق مجدداً من الصفر".

اقرأ المزيد

وحذر بيسنت أن "هذا ليس أمراً يمكنكم التفاوض عليه خلال بضعة أيام أو بضعة أسابيع"، ملمحاً إلى أن الرسوم المشددة قد تبقى سارية لعدة أشهر في الأقل.

وضاعف الأوروبيون، من جانبهم، الاتصالات في نهاية الأسبوع قبل عقد اجتماع الإثنين في لوكسمبورغ لوزراء التجارة الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي من أجل تحديد "الرد الأوروبي على الولايات المتحدة".

ووعدت بروكسل بفتح "مفاوضات جادة" مع واشنطن لمواجهة هذه الرسوم التي تعتبرها "غير مبررة".

مهلة "لا تقل عن 45 يوماً"

يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم في البيت الأبيض محادثات مع ترمب تهيمن عليها مسألة الرسوم الجمركية بنسبة 17 في المئة التي فرضها الرئيس الجمهوري على الدولة العبرية، إلى جانب الحرب في قطاع غزة والموضوع الإيراني.

من جهة أخرى، طلب الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام، أعلى زعيم في فيتنام، مهلة "لا تقل عن 45 يوماً" قبل دخول الرسوم الجمركية بنسبة 46 في المئة المقررة لصادرات بلاده إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ، حتى يتمكن البلدان من "التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن".

ورأى كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض كيفن هاسيت أن الدول التي عرضت بدء محادثات "فعلت ذلك لأنها تدرك أنها ستخضع لنسبة مرتفعة من هذه الرسوم الجمركية".

وهو يعارض بذلك التحذيرات بأن الرسوم الجديدة ستنعكس سلباً على الاقتصاد الأميركي، ولو أنه أقر بأنه "ستكون هناك زيادات في الأسعار"، لكنه أكد "لا أعتقد أننا سنرى وطأة كبيرة على المستهلكين في الولايات المتحدة".

غير أن معظم الاقتصاديين يتوقعون أن تؤدي التعريفات الجديدة على المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة إلى تسارع التضخم وتراجع الاستهلاك.

وقال كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في وكالة "موديز" ستيف كوكراين، "قد نشهد في وقت قريب جداً ركوداً في الولايات المتحدة".

المزيد من أسهم وبورصة