Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

مبتورو الأطراف في غزة... معاناة منزوعة الأمل

تقول الأمم المتحدة إن 4700 حالة في القطاع وأطباء يحذرون من مضاعفات لعدم وجود رعاية كافية

الطفلة الفلسطينية سيلا أبو عقلين تحمل طرفها الاصطناعي خلال جلسة علاج طبيعي (رويترز)

ملخص

تعرض آلاف الفلسطينيين لإصابات ستغير حياتهم لما بقي من أعمارهم، ولكن في ظل صراع جعل النظام الطبي يكاد يكون غير قادر على العمل، تتفاوت التقديرات حول عدد الفلسطينيين الذين فقدوا أطرافاً.

كانت فرح أبو قينص تحلم بأن تصبح معلمة قبل الغارة الجوية الإسرائيلية التي أفقدتها ساقها اليسرى في عام 2023، لتنضم الشابة البالغة 21 سنة إلى آلاف فقدوا أطرافاً منذ اندلاع الصراع في قطاع غزة المدمر.

وتعيش فرح نازحة في مأوى موقت وتحضر جلسات للعلاج الطبيعي في مركز للأطراف الصناعية بالقطاع، إذ تنتظر على كرسي متحرك فرصة لتركيب طرف صناعي قد يتيح لها بعض الحرية في الحركة مجدداً.

وقالت فرح، "نفسي أرجع يعني لحياتي الطبيعية زي قبل، أمشي أمارس حياتي، أكمل دراستي وأتمنى يعني أركب الطرف الصناعي وأرجع أمارس حياتي العملية".

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عندما شنت حركة "حماس" هجوماً على إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 واحتجاز 251 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.

 

 

وردت إسرائيل بشن عملية عسكرية قتلت خلالها أكثر من 50 ألف فلسطيني في القطاع، وفقاً للسلطات الصحية في غزة، ودمرت معظمه وتسببت في نزوح سكانه.

وتعرض آلاف الفلسطينيين لإصابات ستغير حياتهم لما بقي من أعمارهم، ولكن في ظل صراع جعل النظام الطبي يكاد يكون غير قادر على العمل، تتفاوت التقديرات حول عدد الفلسطينيين الذين فقدوا أطرافاً.

إصابات مختلفة

خلال مارس (آذار) الماضي قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "في جميع أنحاء غزة، تشير التقديرات إلى 4500 حالة بتر جديدة تحتاج إلى أطراف صناعية، إضافة إلى 2000 حالة سابقة تحتاج إلى متابعة ورعاية".

وذكر أحمد موسى مدير برنامج إعادة التأهيل البدني في غزة التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر أنه تم تسجيل ما لا يقل عن 3 آلاف شخص في برنامجهم، منهم 1800 شخص من مبتوري الأطراف.

 

 

ويعاني آلاف الفلسطينيين الآخرين إصابات في العمود الفقري أو فقدوا بصرهم أو سمعهم، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأدى العدد الكبير من الإصابات إلى إبطاء وتعقيد الجهود المبذولة لتوفير العلاج، وقال مسؤولو الصليب الأحمر إن إدخال الأطراف الصناعية إلى قطاع غزة يمثل تحدياً.

وقال موسى "نواجه عدد من التحديات من خلال نقص هذه المواد، ولكن نحن نعمل على خدمة هؤلاء (هذه) الشريحة بقدر المستطاع لإعادة دمجهم في المجتمع".

وعلقت إسرائيل جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار الشهر الماضي، بعد أن استمر لمدة شهرين.

اقرأ المزيد

وذكرت جولييت توما من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن "كل الإمدادات الأساسية على وشك النفاد، منذ أن فرضت السلطات الإسرائيلية الحصار على قطاع غزة".

وقالت فرح أبو قينص التي تحضر برنامج موسى العلاجي إنها لا تعلم متى ستحصل على ساق صناعية أو علاج في الخارج، وأضافت أنهم طلبوا منها الانتظار، لكنها لا تعرف إن كان ذلك سيحدث في وقت قريب.

أطفال مبتورو الأطراف

أظهرت دراسة أجراها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في أبريل (نيسان) الجاري أن ما لا يقل عن 7 آلاف طفل أصيبوا منذ أكتوبر 2023، إذ فقد مئات منهم أطرافهم أو بصرهم أو سمعهم.

تقول شذى حمدان الطفلة الصغيرة التي تبلغ من العمر سبع سنوات فقط، إنها كانت ترغب في تعلم ركوب الدراجة. وتضيف "أبي قال لي تعالي نمشي قليلاً، طلعنا وأصبح القذائف مثل المطر وأنا أصبت بقذيفة في رجلي وأبي في كتفه".

وخضعت شذى لجراحتين، واضطر الطبيب إلى إجراء ثالثة لبتر الساق المصابة بسبب الالتهاب. وأضافت "حياتي أسوأ من حياتي القبل. كانت قبل الإصابة جيدة كنت ألعب وأعمل كل حاجة، والآن صرت أمشي على عكاكيز".

 

 

وقال والدها كريم حمدان إن حالتها النفسية ساءت وهي تنتظر السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، وأوضح "لا توجد أطراف صناعية في غزة والحل الوحيد هو السفر للعلاج في الخارج، ونفد صبرها وكثرت أسئلتها وتبكي كل يوم. تريد أن تشعر أنها طبيعية".

وقال إسماعيل مهر، وهو طبيب تخدير من ولاية نيويورك قاد عدداً من البعثات الطبية إلى غزة خلال الحرب الحالية وأخرى سابقة، إن نقص الرعاية الكافية يعني إمكان فقدان مزيد لأطرافهم وزيادة مساحة البتر لأطراف مبتورة بالفعل.

وتابع "أجري أكثر من 99 في المئة من عمليات البتر في ظروف دون المستوى المطلوب، من دون أي ذنب من الأطباء من دون تعقيم مناسب ولا معدات، وأحياناً يجريها أطباء غير متخصصين عادة في مثل هذه الإجراءات".

المزيد من متابعات