استضافت القاهرة، اليوم الثلاثاء، المؤتمر الدولي العاشر لدول حوض البحر المتوسط "موك"، تحت شعار "مصر: التكامل بين ضفتي البحر المتوسط" بهدف الترويج للتنسيق والتكامل والتعاون الإقليمي في مجالات البترول والغاز بمشاركة رؤساء شركات البترول المصرية والعالمية وأكثر من 350 شركة من 24 دولة.
معدلات قياسية
وأكد زير البترول المصري طارق الملا، في كلمة ألقاها نيابةً عنه محمد سعفان، وكيل أول الوزارة، "أن قطاع البترول والغاز بدوره تبنى استراتيجية جديدة للطاقة نجحت خلال السنوات الخمس الأخيرة في تحقيق أعلى معدل للاستثمارات في تاريخ القطاع بلغ 30 مليار دولار نتيجة لتحسن البيئة الاستثمارية واستعادة ثقة المستثمرين الأجانب، إلى جانب تحقيقه رقماً قياسياً بأعلى معدل إنتاج خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، حيث وصل إلى 1.9 مليون برميل مكافئ للنفط يومياً".
وأضاف الملا، "أن المبادرة المصرية لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط تهدف إلى ضمان استدامة الحوار والتنسيق مع دول منطقة شرق المتوسط في مجالات التعاون التجاري المالي والفني في كافة مراحل صناعة الغاز"، مشيراً إلى "أن المنتدى يهدف إلى مواجهة التحديات الإقليمية والاستفادة من البنية التحتية المتاحة لدى الدول الأعضاء لتحقيق الاستغلال الاقتصادي الأمثل من احتياطيات الغاز الحالية والمستقبلية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
شركة "شل" وعمليات الاستكشاف
من جانبه، قال جيرالد شوتمان، نائب الرئيس التنفيذي للشركات المشتركة بشركة شل العالمية، "إن مصر تعد اليوم معقل عمليات الاستكشاف والتنقيب والإنتاج لشركة شل، ونحن نواصل استكشاف فرص جديدة ونقوى مركزنا كأحد أكبر منتجي البترول والغاز في مصر".
وأضاف "شوتمان"، "يلعب نمو معدل إنتاج الغاز من المناطق البحرية دوراً حيوياً في نهضة صناعة الغاز الطبيعي في مصر، واليوم لم تعد مصر مستورداً للغاز فقط، بل نجحت في استئناف عمليات تصدير الغاز الطبيعى المُسال مرة أخرى".
وأكد، "أن شركته شريك في صناعة الغاز المُسال المصري من خلال دمج شركة شل ومجموعة BG البريطانية، وتسهم محطات إسالة الغاز الطبيعي بتوسع إنتاج الغاز في تحقيق طموح مصر لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة"، لافتاً إلى "أن مصر ضمن الدول الموقعة على اتفاقية باريس لتغير المناخ، حيث تهدف مصر إلى توليد 20% من الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2022، وتشهد مصر تقدماً كبيراً في قطاع الطاقة من خلال إنشاء محطة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بمنطقة رأس غارب، التي ستبدأ مرحلة الإنتاج بنهاية العام الحالي".
العودة لمركز التصدير
وأكد إينوسينزو تيتونى رئيس مؤتمر( 2019 OMC)، أن منطقة شرق المتوسط أصبحت إحدى أهم مناطق إنتاج الغاز في ضوء الاكتشافات المحققة بعدد من دول المنطقة، خصوصا بعد تحقيق مصر كشف "ظهر" ووضعه سريعاً على الإنتاج"، مشيراً إلى" أن الكشف أسهم إلى جوار الاكتشافات الأخرى التي حققتها مصر في تلبية الطلب المحلي وعودة مصر كدولة مصدرة للغاز مما يؤهلها كذلك لأن تكون مركزاً إقليمياً لتداول وتجارة البترول والغاز يتكامل مع الدول المجاورة لاستغلال مواردها من الغاز المكتشف".
وأضاف تيتوني، أن تنويع إمدادات الطاقة يضمن تأمين الاحتياجات منها ودعم التحول بشكل آمن إلى مصادر طاقة جديدة ومتجددة، خصوصا أنها لا تكفي للوفاء بالطلب على الطاقة في عالم يتنامى فيه الطلب، خصوصا أن صناعة الطاقة ستلعب دوراً حيوياً في المرحلة الانتقالية لأن إمدادات الغاز تعد الأنظف بين مصادر الطاقة الأحفورية"، داعياً إلى "وضع تطوير أنشطة تخزين الطاقة وسبل جديدة لتحويل انبعاثات الكربون إلى مواد نافعة مثل البوليمرات، واستغلال النفايات"، مؤكداً "أهمية إدراج هذه الموضوعات على أجندة المؤتمرات لمناقشتها بشكل أوسع".
استراتيجية النمو
نائب رئيس شركة إديسون الإيطالية لشمال أفريقيا والشرق الأوسط، نيكولاس كاتشاروف أكد "أن مصر لديها فرص متميزة لتتبوأ مكانة كبيرة كدولة محورية للطاقة بالمنطقة استناداً إلى الإمكانيات الواعدة من الغاز الطبيعي والبنية التحتية القوية والموقع الاستراتيجي ووجود سوق محلية كبيرة".
وأضاف "أن الخطوات التي تسلكها مصر حالياً لإصلاح قطاع الطاقة وإعادة تنظيم السوق تمهد الطريق لتصبح مصر مركزاً إقليمياً للطاقة وسوقاً لتداول وتجارة الغاز والبترول تقصده الشركات العالمية"، موضحاً "أن شركته تكثف حالياً أنشطتها في مصر بعدة مناطق للبحث عن الغاز وأنها تضخ 100 مليون دولار استثمارات جديدة على مدار العام المالي الحالي".
حقل ظهر... إنتاج متضاعف
واستعرض لوكا دي كارو، رئيس شركة أيوك التابعة لمجموعة إيني الإيطالية، أبرز نتائج المشروعات المنفذة لتنمية وإنتاج البترول والغاز في البحر المتوسط ودلتا النيل والصحراء الغربية وفى مقدمتها حقل غاز ظهر بالبحر المتوسط، الذي يمثل قصة نجاح ليتضاعف إنتاجه لأكثر من 7 مرات، مقارنة بباكورة إنتاج الحقل في ديسمبر (كانون الأول) 2017 ليصل في أغسطس (آب) الماضي إلى نحو 2.7 مليار قدم مكعبة غاز يومياً، ومن المستهدف أن تتجاوز معدلات إنتاجه حوالى 3 مليارات قدم مكعبة يومياً بنهاية شهر أكتوبر(تشرين الأول) الحالي من 13 بئراً.
وأكد كريم علاء، رئيس شركة بي بي مصر، "أن استثمارات شركته مصر حتى الآن بلغت أكثر من 35 مليار دولار، وأنها تعمل على توسيع أنشطتها، لتصبح مصر إحدى أكبر الدول في ملف استثمارات شركة بي بي العالمية، ما يتماشى مع استراتيجية النمو الخاصة بها التي تهدف للوصول إلى ما يزيد على ثلاثة أضعاف الإنتاج الحالي بحلول عام 2020 مقارنة بعام 2016".
وأكد سامح صبري، الرئيس التنفيذي لشركة فينترشال ديا الألمانية بمصر، "أن القاهرة ستصبح مركزاً للطاقة بمنطقة شرق المتوسط في ظل ما تعمل عليه من خطوات حثيثة لتطوير بنيتها التحتية القوية وتعظيم الاستفادة مما تمتلكه من خطوط ومنافذ للاستيراد والتصدير إلى الدول المجاورة والاكتشافات التي يتم تنميتها، فضلاً عن وجود إرادة سياسية قوية بمصر دعمت تبنيها لإقامة منتدى الغاز بشرق المتوسط واستضافته بالقاهرة".
وحول التهديدات والتوترات التي تصدرها السلطات التركية في حوض البحر المتوسط كشف مصدر حكومي لـ"اندبندنت عربية"، "أن التوترات السياسية غير مدرجة على جدول أعمال المؤتمر الدولي العاشر لدول حوض البحر المتوسط بشعار (موك 2019)".
تهديدات تركيا
وأوضح المصدر، "أنه بالنسبة للموقف المصري من تهديدات تركيا بالتنقيب في البحر المتوسط فلا يشكل هذا هاجسا لها، لكنها تمثل توترا لشريك تجاري واقتصادي مهم، وهي الجمهورية القبرصية، إذ تعد الخط الدفاعي البحري الأول لمصر"، كاشفا "أن الحكومة المصرية لديها ما يكفي من قوة الردع اللازمة لمواجهة السلطات التركية سواء اقتصاديا أو دبلوماسيا وسياسيا وحتى عسكريا".
وفي نفس الاتجاه قال أسامة كمال، وزير البترول المصري السابق، "إن الحقوق المصرية في غاز البحر المتوسط محفوظة وفق المواثيق الدولية"، مؤكدا "أن غالبية الدول الأوروبية والعالمية داعمة بقوة للحقوق المصرية في غاز المتوسط"، موضحا "الصراع حاليا بين قبرص والسلطات التركية ولكن في ظل الارتباط والشراكة الاقتصادية في قطاع الغاز بين مصر وقبرص ينعكس بدوره على طبيعة الصراع وتتحول العلاقة بين الدولتين إلى شراكة سياسية".
وأكد وزير البترول السابق، "أن مصر في السنوات الأخيرة أصبحت لاعبا مهما ورئيسا في سوق الغاز عالميا، وتبني القاهرة لإنشاء منتدى الغاز العالمي يعد نقطة مهمة في صالح الحكومة المصرية وداعما قويا في المواجهة المحتملة بين مصر وتركيا".