تواصل الأسواق الأميركية تحقيق قفزات جديدة في مؤشراتها، بفضل حالة التفاؤل الكبيرة التي يعيشها المستثمرون في الأسهم من انتهاء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين.
وقد واصل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" تسجيل مستويات قياسية جديدة مع افتتاح الأسواق أمس الاثنين، حيث تجاوز مستوى26 يوليو (تموز) الماضي، بالغا 3039 نقطة بنسبة ارتفاع 0.5%، بحسب بيانات "رويترز".
وكذلك الحال لمؤشر "ناسداك" الذي يقترب من مستواه المسجل في يوليو الماضي، عندما كانت الأزمة التجارية بين واشنطن وبكين في أوجها. وقفز مؤشر "ناسداك"، الذي يقيس الشركات التكنولوجية، بنسبة تجاوزت 1% عند 8325.9 نقطة، بينما ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي الذي يقيس الشركات الصناعية بنسبة 0.5%.
اقتراب من محو الخسائر
وتقترب هذه المؤشرات من محو خسائرها التي سجلتها بسبب الحرب التجارية التي بدأتها واشنطن في مايو (أيار) الماضي، مع رفعها رسوما جمركية على البضائع الصينية المستوردة، ثم لحقتها بكين بالمثل. واستمرت تداعيات هذه الحرب حتى بداية هذا الشهر، إلا أن الطرفين، الأميركي والصيني، اجتمعا واتفقا على ضرورة حل الأزمة والاتفاق على بنود مختلف عليها منعا لركود اقتصادي قد يصيب البلدين.
وزاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من حالة التفاؤل مع إعلانه أمس أنه يتوقع التوقيع على جزء كبير من اتفاق التجارة مع الصين قبيل الموعد المقرر، قائلا "سنطلق عليه المرحلة الأولى لكنه جزء كبير جدا".
وتوصل المجتمعون إلى اتفاق مبدئي خلال هذا الشهر يقضي بحل ملفات عدة، تشمل "زيادة بكين المشتريات الزراعيَّة، والتوقف عن استخدام آليَّة خفض عملتها (اليوان) لدعم صادراتها، والإقرار بحماية الملكيَّة الفكريَّة للمنتجات والسلع الأميركيَّة".
خفض متوقع للفائدة
لكن التفاؤل في الأسهم الأميركية تصاعد أيضا مع وجود مؤشرات على احتمال خفض جديد لسعر الفائدة في اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) هذا الأسبوع.
وكان "المركزي الأميركي" خفّض الفائدة في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي للمرة الثانية في غضون شهرين، بمقدار ربع نقطة مئوية أو 0.25% إلى نطاق من 1.75 بالمئة إلى 2.00 بالمئة. وكان "الاحتياطي الفيدرالي" خفّض نسبة الفائدة في نهاية يوليو (تموز) الماضي للمرة الأولى منذ 2008 بربع نقطة، لتصبح بين 2% و2.25%..
الحرب التجارية أساس اتجاه "المركزي"
ويركز "المركزي" في سياسته النقدية وقراراته بخصوص تحديد أسعار الفائدة على الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين، حيث يتخوف "المركزي"، بحسب تصريحات سابقة لرئيسه جيروم باول، من اتساع تأثير هذه الحرب على الاقتصاد الأميركي وعلى الاقتصاد العالمي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشهد "المركزي" معركة سياسية مع هجوم شرس من الرئيس الأميركي دونالد ترمب يطالبه بضرورة خفض الفائدة بشكل كبير لتحفيز الاقتصاد الأميركي، لكن "بأول" يحاول دائما التوضيح أن قرارات البنك المركزي تخضع لعوامل البيانات الاقتصادية والمالية، وليس لمعايير أخرى.
ومن غير الواضح إذا كان رئيس الاحتياطي الفيدرالي سيلتفت هذه المرة إلى إشارات مستقبلية مع قرب الاتفاق الأميركي- الصيني حول الملف التجاري، أو إنه سينظر لمؤشرات أخرى آنية متعلقة بالنمو الاقتصادي والتضخم المستهدف.
هبوط للصادرات
وظهرت بعض المؤشرات الاقتصادية أمس، إذ تراجع العجز التجاري الأميركي في سبتمبر الماضي، وذلك بسبب تراجع تدفق السلع، وهي مؤشرات غير مبشرة تدل على تأثير الحرب التجارية، قد تدفع "المركزي" لخفض الفائدة لتحفيز الاقتصاد في ظل وجود رسوم عالية على الاستيراد والتصدير من وإلى الصين.
وقالت وزارة التجارة الأميركية، أمس، إن العجز التجاري انخفض 3.6 % إلى 70.4 مليار دولار الشهر الماضي. وهبطت الصادرات 1.6 بالمئة بفعل تراجع شحنات المواد الغذائية والأعلاف والسيارات.
كما ساعد على ارتفاع البورصات أمس قفزة أسهم مايكروسوفت 2.4 %، بعد أن فاز عملاق التكنولوجيا بعقد حوسبة سحابية من وزارة الدفاع الأميركية، قيمته 10 مليارات دولار، متغلبا على "أمازون.كوم".
النفط ينخفض وأوروبا تنتعش
وعلى عكس تفاؤل الأسهم، تراجعت أسعار النفط أمس بعد مكاسب لأربعة أيام، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 45 سنتا بما يعادل 0.7 % إلى 61.57 دولار للبرميل، في حين نزل الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 85 سنتا أو 1.5% مسجلا 55.81 دولار.
وفي أوروبا، كان هناك ارتفاعات قياسية، إذ لامست الأسهم الأوروبية أمس أعلى مستوياتها منذ يناير (كانون الثاني) 2018، بحسب بيانات "رويترز"، مدعومة بصناع السيارات وشركات التعدين بفعل آمال اقتراب الولايات المتحدة والصين من اتفاق تجارة.
وعلى صعيد المؤشرات الأوروبية الرئيسة، ارتفع المؤشر "داكس" الغني بأسهم المصدرين في فرانكفورت 0.4 %، في حين زاد المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 %.