تراجعت الأسواق الأميركية قليلا الأربعاء، بعد أيام من الارتفاع المضطرد، فيما أرجعه المحللون إلى خفوت فورة التفاؤل بقرب توقيع اتفاق تجاري بين أميركا والصين. إلا أن سببا آخر كان وراء عمليات بيع أوقفت صعود مؤشرات الأسهم، حسبما كتب عدد من المحللين في الصحافة الاقتصادية الغربية.
كان النبأ الأهم هو الإعلان عن موعد الطرح الأولي لشركة النفط السعودية العملاقة أرامكو مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وبدأ مديرو المحافظ الاستثمارية في التخلص من بعض ما لديهم من أسهم استعدادا لشراء سهم الشركة "الأكثر ربحية في العالم"، على حد تعبير موقع إنفستنج دوت كوم.
وأدت عمليات البيع هذه إلى هبوط مؤشرات الأسهم قليلا، ولم يقتصر ذلك على الأسواق الأميركية فحسب، بل إن بعض الأسواق الآسيوية شهدت قرارات مماثلة لمديري محافظ استثمارية انتظارا لطرح سهم أرامكو.
وعدد كثير من وسائل الإعلام الاقتصادي الرئيسة في أوروبا وآسيا رصدت أسباب انتظار سهم أرامكو من قبل المستثمرين. ومنها بالطبع صافي دخل الشركة العام الماضي بنحو 111 مليار دولار. كذلك وصل دخل الشركة في النصف الأول من العام إلى 46.9 مليار دولار، ما يعني أن معدل العائدات للعام سيكون كبيرا أيضا إذا أخذنا في الاعتبار أن تلك الفترة هي التي شهدت نقص إنتاج الشركة إلى النصف لفترة نتيجة الهجوم الإرهابي على منشآتها في بقيق وخريص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولا يقتصر الأمر على الصحافة والإعلام الاقتصادي المتخصص، بل إن وسائل إعلام تقليدية رسمية أفردت مساحة لتقارير عن طرح أسهم أرامكو "الذي طال انتظاره" كما وصف بعضها الأمر.
وذكرت النيويورك تايمز، في تقرير مطول لها، أن أرامكو تعهدت بتوزيع أرباح مساهمين على ملاكها وحملة أسهمها تصل إلى 75 مليار دولار سنويا. كما أشار التقرير إلى أن طرح السندات لأرامكو قبل أشهر بقيمة 12 مليار دولار شهد إقبالا مضاعفا من المستثمرين.
لكن تقرير الصحيفة أشار إلى مسألة تقييم الشركة عند تريليوني دولار، وأن الأغلب أن يكون عند نحو تريليون ونصف التريليون لدى تحديد سعر السهم في الطرح الأولي. مع ذلك تظل الشركة، حتى بالتقييم المتحفظ، أكبر في قيمتها من إجمالي قيمة منافسيها الكبار من شركات الطاقة العالمية.
وأشارت مذكرة لشركة إنرجي انتلجنس، أنه حتى عند التقييم المتحفظ سيكون العائد للمستمثرين في أرامكو عند 5% في المتوسط، بينما العائد من استثماراتهم في اكسون موبيل الأميركية (ثاني أكبر شركة طاقة عالمية بعد أرامكو) عند 4.1%.
وأشارت منافذ إعلامية اقتصادية أخرى إلى أن نصيب استثمارات الطاقة مما هو متوفر لدى صناديق تأمينات ومعاشات وصناديق استثمارية أخرى تراجع، وأن الطرح الأولي لنسة محدودة بحوالي 3% من شركة أرامكو كفيل بالاستحواذ على تلك الاستثمارات.