أظهر تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي، ارتفاع مشتريات البنوك المركزية حول العالم من الذهب بنسبة 12% خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي إلى 547.5 طن.
وحسب التقرير الصادر، الثلاثاء، وتراجعت مشتريات البنوك بنسبة 38% خلال الربع الثالث إلى 156.2 طن، نتيجة أن الفترة المماثلة بالعام الماضي شهدت صافي أعلى مشتريات فصلية منذ 2010.
وذكر التقرير، أن الصين وروسيا وتركيا قادت مشتريات البنوك المركزية خلال الفترة. وتصدر المركزي التركي قائمة البنوك من ناحية الأعلى شراء بنحو 71.4 طن خلال الربع الثالث لترتفع إجمالي احتياطات الذهب لديه إلى 385.5 طن بنهاية سبتمبر (أيلول) الماضي وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
وجاءت روسيا بالمرتبة الثانية عبر إضافة نحو 34.9 طن بالربع الثالث لتصل احتياطاتها إلى 2241.9 طن تمثل خمس قيمة الاحتياطات بقيمة أكثر من 100 مليار دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحسب التقرير، يأتي ذلك في وقت يتجه المركزي الروسي بخفض مساهمة الدولار بالاحتياطي من 43.7% إلى 23.6% مؤخرا واستبداله بعملات أخرى كاليوان الصيني واليورو والذهب لتعزيز التنوع.
وبالمرتبة الثالثة، جاءت الصين بشراء 21.8 طن وهي كمية متواضعة منذ أن أعلن بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) عن ارتفاع احتياطيات الذهب كل شهر منذ أن استأنف عمليات الشراء في ديسمبر (كانون الأول) 2018.
وأفاد التقرير أن نحو 14 بنكا مركزيا حول العالم أضاف بمقدار طن واحد أو أكثر إلى احتياطاتها خلال الفترة، وسط توجه واسعة من البنوك المركزية للأسواق الناشئة لتعزيز الاحتياطات، وضمت القائمة دولة الإمارات العربية المتحدة بشراء (4.9 طن)، وقطر (3.1 طن)، وكازاخستان (2.1 طن)، وكينيا (1.9 طن)، وقيرغيزستان (1.2 طن).
و"مجلس الذهب العالمي" هو منظمة تعمل على تطوير سوق صناعة الذهب، وتهدف إلى تحفيز واستدامة الطلب على المعدن الأصفر عالميا.
في المقابل، سجلت مبيعات البنوك المركزية نحو 28.7 طن بالربع الثالث، وتركز المبيعات مع أوزبكستان بكمية (18 طن)، وغينيا (2.2 طن)، ومنغوليا (1.1 طن).
ارتفاع الطلب العالمي
وحسب التقرير، ارتفع الطلب العالمي على الذهب بنحو 3% خلال الربع الثالث من العام الحالي على أساس سنوي، بدعم التدفقات الوافدة على صناديق الاستثمار المتداولة، وسجل الطلب نحو 1107.9 طن خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر(أيلول) الماضي.
وترجع زيادة الطلب على الذهب إلى قفزة في تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، حيث شهدت زيادة بنحو 258.2 طن مسجلة أعلى مستوى من التدفقات الفصلية منذ الربع الأول من عام 2016.
وارتفعت أسعار الذهب بنحو 5% خلال الربع الثالث العام الحالي عند مستوى 1500 دولار للأوقية.
وتابع التقرير "سجلت حيازات صناديق الاستثمار بالذهب أعلى مستوى على الإطلاق بنهاية الربع الماضي عند 2855.3 طن بدعم السياسات النقدية التيسيرية إضافة إلى زخم الشراء".
وفي سياق آخر، ارتفع المعروض من الذهب بنسبة 4% في سبتمبر (أيلول) الماضي، عند 1222.3 طن، مدعوما بنمو عمليات إعادة التدوير بنسبة 10%، واستمرار ارتفاع الأسعار يشجع المستهلكين على بيع المعدن.
تراجع الطلب على المشغولات الذهبية
وأورد التقرير أن الطلب على المشغولات الذهبية تراجع بنحو 16% خلال الربع الثالث، ليسجل 460.9 طن مقابل 300 طن بالفترة المماثلة من العام الماضي، ويأتي انخفاض الطلب على المجوهرات بالتزامن مع استمرار قوة أسعار الذهب والتي سجلت أعلى مستوى منذ عدة سنوات، إلى جانب ضعف ثقة المستهلكين وحالة عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.
كما أن الطلب على السبائك والعملات الذهبية تراجع بنحو 50% في الربع الماضي ليسجل 150.3 طن، بفعل أسعار الذهب.
حركة الأسعار
وفي هذا الصدد، قال رجب حامد، رئيس مجلس إدارة شركة سبائك، إن الذهب استمر في الصعود ووصل إلى أعلى سعر خلال الأسبوع 1517 دولار، على الرغم من أنه لامس الأربعاء الماضي مستوى 1481 دولارا تأرجح ما بين الصعود والهبوط في نطاق يقترب من 40 دولارا ما يؤكد أن وجهة الذهب في الفترة المقبلة ستكون نحو منحنى الصعود.
وذكر حامد في إفادة لـ"اندبندنت عربية"، "أن بداية الأسبوع الماضي كانت هادئة، والكل كان في انتظار نهاية الأسبوع حيث كان يوم الأربعاء على موعد مع قرار الفيدرالي الأميركي بخصوص تحريك الفائدة، والجمعة مع بيانات سوق العمل الأميركية عن شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وكلاهما كانت نتائجهما في صالح الذهب وضد الدولار بعد أن خفض الفيدرالي للمرة الثالثة خلال هذا العام الفائدة بـ25 نقطة أساس لنرى الذهب يستفيد من هذا الموقف نتيجة انخفاض مؤشر الدولار إلى 97.10 بعد أن لامس مستوى 98 دولارا الأيام السابقة".
وتابع حامد "على الرغم من ذلك إلا أن الذهب صعد فوق 1500 دولار نتيجة اجتذاب السيولة بفعل مخاوف التضخم وضعف النمو الاقتصادي ليكون الملاذ الآمن للمستثمرين".
والذهب كان الملاذ الأمن ومخزن القيمة ولا يزال على مر العصور، ويتجه إليه المتعاملون رغم عدم تحقيقه فوائده مالية، لأن هامش الخسارة يبقى أكثر انخفاضاً من معظم الأصول الأخرى، على عكس الاستثمار بالدولار الأميركي.
هبوط أسعار الذهب
وتراجعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء للجلسة الثانية، في الوقت الذي تعزز فيه الدولار وزادت فيه الشهية للأصول المرتفعة المخاطر بفضل آمال إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما يثبط اهتمام المستثمرين بالاحتفاظ بالمعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1506.33 دولار للأوقية، بينما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب بالنسبة نفسها إلى 1508.40 دولار للأوقية.