يشتهر فريدليب فرديناند رونغ بكونه مكتشف المادة الفعّالة في الـ"كافيين"، وتذكّرته رسوم الـ"دودل" التي تتصدر صفحة الاستقبال في محرك البحث "غوغل"، محتفيَّةً بذكرى ميلاده الـ225.
وُلِد رونغ في ضواحي مدينة هامبورغ الألمانية في الثامن من فبراير/شباط 1795. وفي مستهل مراهقته، ظهر لديه اهتمام بإجراء التجارب، ما قاده إلى مسار من الإنجازات في ذلك المجال عبر حياته كلها.
تمثّلت إحدى تجارب رونغ في توسيع حدقة العين بقطرات من مستخلص نبتة الـ"بيلادونا". وبدت تجربة فاتنة، بل أَسَرَتْ اهتمام يوهان ولفانغ فون غوته، وهو كاتب ألماني شهير ومتنوّع المواهب.
وإذ افتُتِنَ بما يمكن أن يحققه رونغ في ذلك العمر الشاب، أوكل غوته إلى ذلك العالِم الكيميائي مهمة التعرّف على التركيب الكيميائي لبذور القهوة.
وكانت النتيجة هي التوصّل إلى عزل مركّب الـ"كافيين" للمرة الأولى في 1819.
وعقب الحصول على درجة الدكتوراه ثم العمل أستاذاً أكاديمياً في "جامعة برِسلاو"، تابع رونغ تجاربه. ولاحقاً، ألّف كتابين عن الكيمياء أورد فيهما استخدام التحليل الطيفي- الورقي للتعرف على التراكيب الكيميائيّة للمواد، بل عزلها عن بعضها بعضاً.
كذلك اشتُهِر ذلك العالِم الكيميائي بأعماله وبحوثه عن الصبغات التركيبيّة التي اكتشفها في غمار عمله كمختص في الكيمياء في معمل للمواد الكيميائيّة في "آورانيانبورغ"، عقب تركه منصبه الأكاديمي في 1831.
وإضافة إلى اكتشافه طريقة مبتكرة في صَبْغْ الملابس، تعرّف رونغ إلى مُكوّنات الصبغات، بل تولّى تسميتها، كحمض الكاربوليك الذي يسمّى "فينول" حاضراً، إضافة الى اكتشاف طريقة لاستخراج السُكَّر من عصير الشمندر.
توفي رونغ في 25 مارس 1867، لكن ذكراه تبقى حاضرة دوماً بفضل مساهماته في حقل الكيمياء.
© The Independent