مع معارضة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلغاء كامل التعريفات الجمركية الإضافية التي فرضها على مئات مليارات الدولارات من السلع الصينية منذ مارس (آذار) 2018، دخلت مفاوضات الاتفاق التجاري في مرحلة غموض وهو خلاف ما أعلنته الحكومة الصينية سابقا من تقدم في حل المشاكل العالقة بين البلدين .
وردا على سؤال عن الإلغاء التدريجي لكامل الرسوم الجمركية الإضافية بحسب ما أعلنت بكين أخيرا حيث أكد الرئيس الأميركي "لن أفعل ذلك".
من جهة أخرى، أكد ترمب أن اتفاقا مع الصين سيوقع في الولايات المتحدة، وقال "سيتم ذلك في بلادنا، ربما في آيوا".
من جهته قال مسؤول بارز بالإدارة الأميركية إن البيت الأبيض "متفائل جدا" بشأن احتمالات الوصول إلى ما يطلق عليه اتفاق "المرحلة واحد" للتجارة مع الصين قبل نهاية العام. وأبلغ مارك شوت كبير العاملين بمكتب نائب الرئيس مايك بنس محطة تلفزيون سي إن بي سي "نحن متفائلون جدا بأن الجولة واحد سيجرى إتمامها ونأمل بأن يتم توقيعها قبل نهاية هذا العام".
وأضاف أنه يعتقد أن اتفاق "المرحلة واحد" مع الصين من المرجح أن يتم الوصول إليه بحلول الخامس عشر من ديسمبر (كانون الأول).
وكان لاري كودلو المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي أعلن أنّ المفاوضات حول اتفاق تجاري جزئي مع الصين سبق أن أشار إليه دونالد ترامب "أحرزت تقدّماً هائلاً، لكنّها لم تنته". وسبق أن تحدّث ترمب عن اتّفاق "المرحلة الأولى" في 11 أكتوبر (تشرين الأوّل)، في حضور كبير المفاوضين الأميركيين.
بدوره أعلن متحدّث باسم وزارة التجارة الصينيّة أنّ "المباحثات تتقدّم". وأعلن ترمب مراراً أنّه يأمل أن يوقّع سريعاً اتّفاقاً مع نظيره الصيني شي جينبينغ، وتحديداً على هامش قمّة دول المحيط الهادئ التي تلتئم منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) في تشيلي. لكنّ الاضطرابات الاجتماعيّة في هذا البلد أجبرت السلطات على إلغاء القمة.
وأوضح الرئيس الأميركي في وقت لاحق الجمعة أنّ لقاءه مع نظيره الصيني بشأن الاتفاق التجاري الجزئي قد يتمّ في ولاية ايوا الأميركيّة. وقال في البيت الأبيض "ندرس أماكن عدّة. قد يحصل ذلك في ايوا".
التوقيع أين ؟
وقال ترمب إن المفاوضات بشأن " المرحلة الأولى" من الاتفاق تسير بشكل جيد وأبدى أمله بالتوقيع على الاتفاق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في مكان بالولايات المتحدة عندما ينتهي العمل بشأن الاتفاق. وقال للصحفيين في البيت الأبيض "نناقش مكانين مختلفين. يمكن أن يكون حتى في أيوا. نناقش الأماكن ولكن أود ابرام الاتفاقات أولا".
وكان من المتوقع أن يوقع ترامب وشي على الاتفاق في اجتماع قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في سانتياجو بتشيلي يومي 16 و17 نوفمبر ولكن تلك الخطط تداعيت يوم الأربعاء عندما سحبت تشيلي استضافتها للاجتماع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بلومبرغ في السباق الرئاسي
على صعيد آخر قام رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ بخطوة إضافية على طريق الترشح للسباق إلى البيت الأبيض مساء الجمعة بتقديمه ترشحه للانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي في ولاية ألاباما.
ولم يعلن الملياردير البالغ من العمر 77 عاما مؤسس وكالة للأنباء المالية تحمل اسمه، ما إذا كان سيخوض السباق الرئاسي في 2020. لكن تقديم ترشحه في ولاية ألاباما الجنوبية يسمح له بإبقاء كل الخيارات متاحة امامه.
وقبيل ذلك وبعد إعلان بلومبرغ أنه يفكر في خوض السباق الرئاسي، سعى نائب الرئيس السابق جو بايدن المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين، لتأكيد ثقته بالفوز.
وقال بايدن في مينة كونكورد بولاية نيوهامشير حيث قدم ترشحه رسميا للانتخابات التمهيدية "نرحب به. مايكل رجل جيد. ونيوهامشير ولاية مؤثرة وستكون من أوائل الولايات التي ستصوت في فبراير (شباط) المقبل.
وفي حال أكد ترشحه للانتخابات، سيكون وجود مايكل بلومبرغ في السابق صعبا على بايدن الذي يتراجع التأييد له في استطلاعات الرأي قبل ثلاثة أشهر من أول عمليات اقتراع.
وأكد بايدن أنه "لا يواجه أي مشكلة" مع احتمال دخول مايكل بلومبرغ السابق، لكنه أكد أنه سيمثل أفضل سد لمنع دونالد ترمب من الفوز بولاية ثانية.
وقال "حققت تقدما كبيرا في الاستطلاعات الأخيرة التي اطلعت عليها" خصوصا في الولايات الأساسية للفوز بالرئاسة "في مواجهة ترمب" والمرشحين الآخرين للانتخابات التمهيدية للديموقراطيين على حد سواء.
بايدن في الاستطلاعات
وعلق ترمب بازدراء على احتمال ترشح بلومبرغ. وقال أن "مايكل القصير سيفشل"، في إشارة إلى قامة بلومبرغ الذي يبلغ طوله حوالى 170 سنتم. واضاف "في الواقع أعتقد أنه سيضر ببايدن".
وكان بلومبرغ الذي شغل منصب رئيس بلدية نيويورك 12 عاماً، صرح في مارس (آذار) إنه لن يترشح حتى لا يقوض فرص نائب الرئيس السابق جو بايدن (76 عاما). ويشير تبدل موقفه إلى تشكيكه فعليا في فرص فوز بايدن.
وقال هاورد ولفسون مستشار بلومبرغ إنه "تزداد مخاوفه من ألا تكون مجموعة المرشحين الحالية في موقع يسمح لها بالنجاح".
وذكر موقع "أكسيوس" الالكتروني السياسي أن بلومبرغ الذي يملك واحدة من أكبر ست ثروات في العالم حسب تصنيف فوربس، مستعد "لإنفاق المبالغ اللازمة لدحر ترمب".
وكان بلومبرغ ألمح في الماضي مرات عدة إلى إمكانية ترشحه للرئاسة قبل أن يتخلى عن الفكرة.
وما زال بايدن الذي يأتي منذ بدء السباق في الطليعة في استطلاعات الرأي، الأوفر حظا للفوز بين المرشحين الـ17 المتنافسين للانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي. لكن وضعه يتأثر بشكل كبير بتقدم السناتورة التقدمية إليزابيث وارن التي تثير قلق وول ستريت.
ويليها في استطلاعات الرأي السيناتور المستقل بيرني ساندرز وفي المرتبة الرابعة بيت بوتيدجادج الذي قد يتضرر من دخول بلومبرغ السابق أيضا.
وقلق بلومبرغ من تقدم اليساريين وارن وساندرز هو بالتحديد ما دفعه إلى الترشح فهذان العضوان في مجلس الشيوخ يخوضان حملة إلى اليسار ويشجبان على وجه الخصوص نظاما "أفسدته" وول ستريت والمليارديرات والشركات الكبيرة.