رشق متظاهرون في هايتي منزل رئيس البلاد جوفينيل موييز بالحجارة واشتبكوا مع الشرطة، ما أدى إلى مقتل متظاهر على الأقل، وذلك في اليوم الثالث على التوالي من الاحتجاجات المنددة بسوء الإدارة الاقتصادية والفساد في البلاد. ورفعت التحركات الشعبية الضغط على الرئيس الهايتي الذي كان دعا المعارضة إلى فتح حوار.
وتجمّع الآلاف في وسط العاصمة "بور أو برنس" السبت، مقابل الشرطة التي أطلقت النار في اتجاههم. وأغلق محتجون آخرون في حيّ بيتيونفيل المجاور، الطريق المؤدية إلى منزل الرئيس ورشقوه بالحجارة، وذلك بعدما أقدم جنود يحمون أحد حلفاء موييز، على ضرب امرأة كانت تقود سيارتها على مقربة من المكان.
وأثار التضخم الهائل في البلاد غضب المحتجين، إضافة إلى فشل الحكومة في الاقتصاص من مختلسي برنامج مساعدات فنزويلية بقيمة مليارات الدولارات، يهدف إلى تأمين نفط بأسعار مخفّضة إلى هايتي.
وكان شخصان قُتلا الخميس خلال تظاهرات مماثلة جرت في هايتي وشارك فيها آلاف الاشخاص الذين كانوا يطالبون باستقالة الرئيس موييز بعد صدور تقرير يشير إلى سوء ادارة النفقات العامة.
وقال متظاهر "منذ سنتين يعدنا جوفينيل بملء أطباقنا، أنا لا آكل أكاذيب". وأضاف أن "هذا الرئيس ليس سوى مخادع، يجب أن يستقيل".
وشهد ذلك اليوم الذي شهد تظاهرة وطنية مقتل شخصين، وفق حصيلة جزئية أعدتها الحكومة مساء الخميس. وأوضح المتحدث باسم الشرطة الوطنية في هايتي غاري ديروزييه في مؤتمر صحافي، أن 14 شرطياً أُصيبوا بجروح ايضاً، من جراء رمي الحجارة.
وأحرق متظاهرون في العاصمة، عدداً من السيارات، وحاولوا ايضاً حرق محطة للمحروقات، لكنهم لم ينجحوا.
وبسبب الانخفاض المتسارع لقيمة العملة الوطنية "الغورد" أمام الدولار الأميركي، ينهار الاقتصاد الهايتي الذي أضعفه تضخم فاقت نسبته الـ 15 في المئة منذ سنتين، ما يزيد سعر السلع الاساسية التي يتم استيراد القسم الأكبر منها بالقيمة نفسها.
وقال أولريش لويما الذي تصدر تظاهرة في "بور أو برنس" "لم نعد قادرين على تحمل هذا الركود الاقتصادي، ليس لدينا كهرباء ولا أمن، والآن قرر بائعو الطحين والخبز إغلاق أبوابهم بسبب التضخم. لذلك نحن نقترب من جديد من أعمال شغب ناجمة عن الجوع".