تعرضت إحدى أعرق مجتمعات النقاش في المملكة المتحدة لانتقادات حادة بعدما تردد أن طالباً كفيفاً من أصحاب البشرة السوداء تعرّض "للجر من كاحليه" خارج فعالية كانت تقام في جامعة أوكسفورد.
وقيل إن الحادث، الذي صُوّر في مقاطع فيديو، جعل إبنيزر أزاماتي، وهو طالب دكتوراه من غانا، يشعر بأنه "ليس موضع ترحيب" في بريطانيا. وكان الطالب، 25 عاماً، الذي يدرس العلاقات الدولية، قد وصل باكراً كي يحجز مقعداً لحضور مناظرة لأنه كان يخشى عدم وجود ترتيبات خاصة بالنسبة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
وعندما عاد لحضور المناقشة بعد العشاء، مُنع أزاماتي من الدخول لكنه حاول أن يجلس على المقعد الذي حجزه سابقاً. ثم دخل موظفو الأمن وأخرجوه عنوة من المبنى.
وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" أن بريندان ماغراه، رئيس اتحاد الطلبة في جامعة أكسفورد، دعا في وقت لاحق إلى اجتماع للجنة التأديبية، زاعماً أن السيد أزاماتي قد تصرف بعنف أثناء الحادث.
ومن جهته، قال أزاماتي للصحيفة "شعرت بأنني عوملت وكأنني لست على درجة من الإنسانية تكفي لجعلي جديراً بمعاملة عادلة ومنصفة".
أما جمعية أفريقيا في جامعة أوكسفورد فقد وصفت الحادث بأنه "عنيف، غير عادل، غير إنساني ومخزٍ". وأطلقت عريضة، وقّع عليها المئات، تطالب ماغراه بالاستقالة.
وقال الطالب هنري هاتويل في إفادته أمام جلسة الاستئناف يوم السبت الماضي "بعد ثلاثين ثانية من جلوس [أزاماتي]، جاء حارس الأمن. وبعد خمس ثوان من ذلك، بدأ بلمس أزاماتي الذي كان متمسكاً بالمقعد.. وبعد ثلاثين ثانية أخرى، راحوا يجرّونه من كاحليه".
من المفهوم أن اتحاد طلبة أوكسفورد وماغراه سحبا في يوم السبت رسمياً تهمة سوء السلوك العنيف التي كانا قد وجهاها لأزماتي وقدما اعتذاراً له "من دون أي تحفظ" عن المحنة التي عانى منها.
وقال اتحاد طلبة أوكسفورد في بيان له "اعتذرنا من دون أي تحفظ للسيد أزاماتي عن الألم الذي أصابه وعن أية أضرار لحقت بسمعته تسبب بها نشر الحادثة... نحن نخوض مناقشات مستمرة مع السيد أزاماتي من أجل محاولة الوصول إلى حل تقبله كل الأطراف، والذي يعالج القضايا الهيكلية التي أثيرت. لا نرغب في التأثير على تلك المناقشات قبل نهايتها بمزيد من التعليقات في الوقت الراهن".
© The Independent