بدعوة مصرية لبحث التفاهمات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، و"تثبيتها"، وفق تعبير مسؤول أمني مصري رفيع المستوى، بحث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ورئيس حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، والوفود المرافقة لهما، مع مسؤولي الملف الفلسطيني في الحكومة المصرية، آخر تطورات الوضع في القطاع ومستقبل القضية الفلسطينية، في "زيارة نادرة" تجمع قيادي الحركتين في آن واحد بالقاهرة.
وأعلن وفد حماس برئاسة إسماعيل هنية، ووفد "الجهاد الإسلامي" برئاسة أمينها العام زياد النخالة أن الزيارة تأتي لعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع المسؤولين المصريين، دون مزيد من التفاصيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
5 ملفات على الطاولة
ووفق مصادر مصرية تحدثت لـ"اندبندنت عربية"، فإن "أبرز الملفات التي طرحت على أجندة اللقاءات بين المسؤولين المصريين ومسؤولي الفصائل الفلسطينية، تتمثل في إمكانية تحقيق تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة والجانب الإسرائيلي، مقابل تسريع خطوات تخفيف الحصار المفروض على القطاع، ووقف أي تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل". وأضافت أن من بين الملفات أيضا التي تطلبت عقد تلك المباحثات، بحث "مستقبل المصالحة الفلسطينية المتعثر بين الفصائل، وملف الانتخابات التي أوشك الإعلان عنها من قبل الجانب الفلسطيني".
ومنتصف الشهر الماضي، شهد قطاع غزة، تصعيدا عسكريا "غير مسبوق"، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي، بدأت باغتيال إسرائيل القيادي العسكري في حركة الجهاد بهاء أبو العطا وزوجته وأسفرت عن مقتل 36 فلسطينيا وجرح العشرات، قبل أن تقود تهدئة رعتها القاهرة والأمم المتحدة لتثبيت هدنة بين الجانبين.
الأولوية لـ"هدنة طويلة الأمد"
وبحسب المصادر المصرية، فإن "الجانب المصري الذي دعا حماس والجهاد، وهما الآن مجتمعان، لبحث هذه تفاهمات يرغب في تثبيت تهدئة طويلة الأجل في القطاع، من خلال تثبيت التهدئة التي تم التوصل إليها في منتصف الشهر الماضي نوفمبر (تشرين الثاني)، التي لا تزال حركة الجهاد تعترض على بعض بنودها".
وذكرت "أن مصر أكدت أيضا رفضها حدوث شرخ في التفاهمات بين الفصائل في القطاع"، حيث تحدثت تقارير إعلامية وميدانية عن تباين في المواقف بين حماس وحركة الجهاد الإسلامي في أعقاب التصعيد الأخير من جانب إسرائيل، عقب اغتيال قائد "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" بهاء أبو العطا، فضلا عن وجود خلافات ميدانية بين الجانبين".
وكان من اللافت خلال التصعيد الأخير في القطاع، تصدر حركة الجهاد الإسلامي للتصعيد مع إسرائيل، بعكس أجواء التصعيد السابقة التي شهدها القطاع وكانت حماس تتصدره في غزة.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام الأخيرة عن تقدم في تفاهمات تعزيز وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، التي تجري بوساطة مصر والأمم المتحدة.
ووفق مصدر آخر، فإن "اتفاق التهدئة منتصف الشهر الماضي، لا تزال بعض الفصائل تتحفظ على بعض بنوده وتطالب بمزيد من رفع الحصار المفروض على القطاع من الجانب الإسرائيلي قبل تنفيذ كل بنوده".
وكان جوهر الاتفاق الذي اقترحته القاهرة على الجهاد الإسلامي ووافقت عليه، يقضي بضرورة موافقة إسرائيل على "وقف الاغتيالات في القطاع وعدم التصعيد المستقبلي على القطاع"، مع تعهد الحركة بوقف تصعيدها، ورشقاتها الصاروخية. إلا أن مطالبة إسرائيل بوقف مسيرات العودة المتواصلة منذ مارس (آذار) 2018، لم توافق عليه الفصائل من دون رفع الحصار المسبق عن القطاع.
ومنذ مارس (آذار) 2018، يخرج الفلسطينيون كل جمعة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، إحياء لذكرى "مسيرات العودة"، المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هجروا منها منذ عام 1948.
وتعد زيارة إسماعيل هنية إلى القاهرة، هي الثانية خلال العام الحالي، حيث أجرى على رأس وفد من قيادة حماس زيارة مُطوّلة إلى مصر بدأت في الثالث من فبراير (شباط) الماضي واستمرت في حينه أكثر من ثلاثة أسابيع. وتأتي ضمن جولة أولى خارجية له كرئيس لمكتب حماس السياسي منذ عام 2017، ومن المقرر أن تشمل قطر وتركيا وروسيا، وفق بيان للحركة.
وتتوسط مصر منذ سنوات في ملفات فلسطينية أبرزها المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس، ووقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة و"إسرائيل"، وما يترتب على ذلك من مطالبات فلسطينية بضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي على القطاع لتحسين الأوضاع المعيشية للسكان.
ومنذ 2008، شنت إسرائيل ثلاث حروب على حماس وفصائل حليفة لها في القطاع. وتفرض إسرائيل حصارا على القطاع منذ 2006.