في اليوم الأخير من سباق الانتخابات البريطانية، يكثف القادة السياسيون من حملاتهم السياسية، حيث تصدّر جدل "بريكست" لقاءاتهم أملا في تحسين نتائجهم، حيث أظهر استطلاع مهم للرأي أن النتائج متقاربة بين المحافظين والعمال. ويتوجه رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون وزعيم حزب العمال الرئيسي المعارض جيريمي كوربين إلى المناطق الرئيسة الحاسمة، في محاولة أخيرة لجمع الأصوات.
وتقرر تنظيم الانتخابات غدا الخميس في محاولة لكسر الجمود بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي تعيشه البلاد منذ استفتاء 2016 المزلزل. وبعد جهوده لقيادة حكومة لا تحظى بتأييد الأغلبية، يأمل جونسون في تأمين أغلبية في مجلس العموم تمكنه من تنفيذ بريكست في 31 يناير (كانون الثاني).
وحافظ "المحافظون" من يمين الوسط على تقدمهم بثبات في استطلاعات الرأي، لكن استطلاع يوغوف النهائي للحملة توقع أن يحصلوا على أغلبية بسيطة، مع اقتراب الحسم.
هل تتجه الأحزاب لبرلمان معلق؟
ونقلت "رويترز" عن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قوله قبل يوم من الانتخابات العامة في بريطانيا، إن "السباق الانتخابي متقارب للغاية".
وأضاف لمحطة "سكاي نيوز" التلفزيونية "الوضع حرج للغاية، السباق متقارب جدا. أقول للجميع إن هناك احتمالا حقيقيا أن نتجه غدا إلى برلمان معلق، هذا يمثل مزيدا من الانجراف والاضطراب والتعطيل لهذا البلد".
وتوقع الاستطلاع حصول "المحافظين" على أغلبية ضئيلة نسبيا من 28 مقعدا في مجلس العموم الذي يضم 650 عضوا، بانخفاض عن أغلبية مريحة من 68 مقعداً توقعها يوغوف في 27 نوفمبر (تشرين الثاني).
وتوقع الاستطلاع الجديد أن يحصل "المحافظين" على 339 مقعدا (بزيادة 22 عن الانتخابات العامة الأخيرة في عام 2017)، على أن تحصل المعارضة العمالية على 231 بانخفاض 31.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوقع الاستطلاع أن يحصل الحزب الوطني الأسكتلندي على 41 مقعداً، بزيادة 6 مقاعد، بينما يحصل الديمقراطيون الأحرار على 15 مقعداً، بزيادة 3 مقاعد.
وحذر معهد يوغوف من أن العدد النهائي لمقاعد "المحافظين" يمكن أن يتراوح بين 311 و367.
وقال كريس كورتيس، مدير الأبحاث السياسية في يوغوف، إن "الهوامش ضيقة للغاية ونظراً لاحتمال حدوث تقلبات صغيرة في عدد صغير من المقاعد، ربما من خلال التصويت التكتيكي واستمرار الاتجاه الصعودي الأخير لحزب العمل، لا يمكننا حاليا استبعاد تشكيل برلمان معلق".
وشمل الاستطلاع نحو 100 ألف من المعلقين السياسيين على مدار الأيام السبعة الماضية.
ويبدأ جونسون (55 عاماً) يومه بتسليم الحليب في يوركشير، شمال إنجلترا، وينتهي بلقاء الناخبين في إيسكس، شمال شرق لندن.
وقال "ما لم نخرج من هذه الرمال المتحركة حول حجة بريكست، يبقى مستقبلنا كدولة غير مؤكد، عقد ضائع من الانقسام والتأخير والعراقيل"، وأضاف "دعونا ننهي بريكست ونواصل نشر الفرص والأمل في جميع أنحاء المملكة المتحدة ونطلق العنان لإمكانات هذا البلد".
وفي محاولة لنشر رسالته الرئيسة في مختلف أنحاء البلاد، اختار جونسون عبارة "دعونا ننجز بريكست، لتشق طريقها عبر جدار محطِّمة (العقبات)".
ومن المقرر أن يتحدث كوربين (70 عاما) أمام تجمع حاشد في ميدلسبروه بشمال شرق إنجلترا، واصفا يوم الخميس بأنه "أهم انتخابات منذ جيل".
وقال "رسالتي إلى كل هؤلاء الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد هي أنه يمكنكم التصويت من أجل الأمل"، وأضاف "سنضع المال في جيوبكم لأنكم تستحقون ذلك. سيدفع الأكثر غنى والشركات الكبرى ذلك".
ويخطط السياسي الاشتراكي لبرنامج إنفاق ضخم على الخدمات العامة وتأميم بعض القطاعات، بالإضافة إلى إجراء استفتاء آخر على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عارضاً نسخة أخف من نسخة جونسون الرافض للبقاء.
نتائج متفاوتة متوقعة
ويتوقع محلل استطلاعات الرأي البريطاني "بريطانيا تنتخب" حصول المحافظين على 43 في المئة، والعمال على 33 في المئة. على أن يحصل الديمقراطيون الليبراليون على 13 في المئة، والخُضر وحزب بريكست على ثلاثة في المئة لكل منهما.
ومن المقرر أن تزور جو سوينسون، زعيمة حزب الديمقراطيين الليبراليين المناهضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المناطق التي صوتت للمحافظين على الأطراف الجنوبية الغربية للندن، بما في ذلك دائرة وزير الخارجية دومينيك راب، التي قال استطلاع يوغوف إنها ليست مضمونة له.
وذكرت سوينسون إنه "لوقف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يجب أن نوقف بوريس جونسون. بقي أمامنا يوم واحد للقيام بذلك".
وفي رسالة مفتوحة، وصفت زعيمة الحزب الوطني الأسكتلندي، نيكولا سترجون، رئيسة وزراء أسكتلندا، جونسون بأنه "أكبر خطر على أسكتلندا من أي رئيس وزراء محافظ في العصر الحديث".
وتسعى سترجون لتنظيم استفتاء ثانٍ على استقلال أسكتلندا كثمن لدعم حزب العمال في برلمان معلق.
في هذه الأثناء في أيرلندا الشمالية، التي يمثلها 18 مقعداً، اشتبكت الأحزاب الخمسة الرئيسة في المقاطعة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مناظرة تلفزيونية في ساعة متأخرة الثلاثاء.
وقد كانت ترتيبات الحدود الأيرلندية الجزء الأصعب من مفاوضات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. ولعب الوحدويون الديمقراطيون في أيرلندا الشمالية دوراً رئيسا في البرلمان الأخير، حيث دعموا الأقلية المحافظة.
الأسهم الأوروبية لم تتفاعل مع الانتخابات
على صعيد متصل، ارتفعت الأسهم الأوروبية بشكل طفيف اليوم الأربعاء في الوقت الذي يتابع فيه المستثمرون عن كثب الانتخابات البريطانية التي تُجرى غدا الخميس لتقرير مصير الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وتركز الاهتمام أيضا على اجتماعي البنكين المركزيين في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو هذا الأسبوع.
وتراجع مؤشر بريطاني لأسهم الشركات المتوسطة، التي تركز على السوق المحلية، 0.1 بالمئة مع توقع مؤشر يحظى بمتابعة كبيرة الآن فوز رئيس الوزراء بوريس جونسون بأغلبية بسيطة فقط.
وإذا أُخفق جونسون في الفوز بأغلبية مطلقة فإن هذه النتيجة ستطيل أمد الغموض المتعلق بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي وتؤثر سلبا على معنويات المستثمرين.
وكان المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مرتفعا 0.1 بالمئة في وقت مبكر من تداول اليوم .
وقادت أسهم الاتصالات التراجع الذي شهدته القطاعات الفرعية الأوروبية بفعل ضغط ناجم عن نزول سهم تليفونيكا دويتشلاند بنسبة اثنين بالمئة، بعدما خفضت الشركة المشغلة لخدمات الهواتف المحمولة الألمانية توزيعات الأرباح.