حذّر المرشح الرئاسي جو بايدن وآخرون ممن ينتمون إلى جناح الوسط في الحزب الديمقراطي، من الذهاب بعيدا على طريق اليسار قبل انتخابات 2020 الرئاسية، وذلك في أعقاب الهزيمة التاريخية التي مُني بها زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربِن في انتخابات المملكة المتحدة العامة الأخيرة. وأشار نائب الرئيس الأميركي السابق إلى أن برنامج كوربِن الليبرالي ودفعه حزب العمال "بعيدا جدا إلى اليسار" ساهما، في نهاية المطاف، في جعل الفوز الساحق الذي حققه بوريس جونسون الأسبوع الماضي ممكناً.
وقال بايدن في سان فرانسيسكو يوم الخميس الماضي إن "بوريس جونسون يفوز بسهولة". وتوقع المرشح الذي كان يتحدث إلى أنصاره عند ظهور نتائج الانتخابات البريطانية، أن وسائل الإعلام العالمية ستكتب في عناوينها الرئيسية في اليوم التالي "انظروا ما يحدث حين يتحرك حزب العمال بعيدا جدا، جدا، إلى اليسار".
وأضاف بايدن أن هذا المضي بعيدا إلى اليسار "يجلب معه أفكاراً لا يمكن استيعابها على أساس منطقي بسرعة... ستسمعون الناس يقولون، يا إلهي، بوريس جونسون، وهو نسخة طبق الأصل جسدياً وعاطفياً عن الرئيس، قادر على الفوز".
وكان معظم المحللين قد توقعوا فوز جونسون والمحافظين في الانتخابات العامة الخميس الماضي، واستطاع حزب المحافظين تحقيق تلك التوقعات أو تجاوزها، ليفوزبـ 365 مقعداً مقارنة بـ 203 مقاعد حصل عليها حزب العمال.
انتخابات رئاسية
لكن في وقت بات حزب المحافظين يتمتع حالياً بغالبية ضخمة في البرلمان للمرة الأولى منذ حوالى ثلاثة عقود، فإن عملية الانتخابات العامة البريطانية تختلف كثيراً عن نظيرتها في الولايات المتحدة. فبينما يتسابق عدد من زعماء الأحزاب على كسب الدعم في المملكة المتحدة، لا ترى الولايات المتحدة سوى مرشّحين فازا في الانتخابات الأولية للحزبين الرئيسين، يتنافسان في انتخابات رئاسية.
إضافة إلى ذلك، فإن ملف بريكست لعب دوراً أساسياً في انتخابات الأسبوع الماضي، إذ اتخذ جميع المرشحين مواقف قوية تجاه خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وإذا كان كوربِن قد قاد المعارضة الرافضة لبريكست، فإن حملة جونسون الانتخابية قامت برمتها فعلياً على تنفيذه، بعدما صوت أبناء المملكة المتحدة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) 2016.
أهنئ بوريس جونسون
لكن سارع السياسيون في الولايات المتحدة، بمن فيهم ترمب، إلى الإيحاء بأن نتائج الانتخابات البريطانية الأخيرة يمكن أن تنبئ بما قد تتمخض عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. وهنأ الرئيس، الذي كان يتحدث إلى المراسلين عصر يوم الجمعة الماضي، جونسون على فوزه قائلاً "أريد أن أهنئ بوريس جونسون على الانتصار الهائل.. أظن أن ذلك قد يُنذر بما سيحدث في بلدنا، مثل المرة السابقة".
في هذه الأثناء، استغل جمهوريون آخرون وبعض أقطاب اليمين فرصة الإعلان عن نتائج الانتخابات العامة في بريطانيا ليوجهوا النقد اللاذع إلى سياسيي الحزب الديمقراطي الأكثر ميلاً إلى اليسار، بمن فيهم المرشحان بيرني ساندرز وإليزابيث وارن.
وفي هذا السياق، كتب راند بول، السيناتور عن ولاية كنتاكي، في صفحته على موقع تويتر، يوم الجمعة الماضية "كن حذراً يا بيرني، حتى المملكة المتحدة ترفض الاشتراكية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خطة اقتصادية
في المقابل قال جون ديلاني، وهو نائب ديمقراطي عن ولاية ماريلاند ومرشح ضعيف لانتخابات 2020 الرئاسية غالباً ما يُعتبر من جناح الوسط، في تصريح له أن انتصار جونسون "أثبت أن الناخبين التقليديين لن يؤيدوا خطة اقتصادية متطرفة ستتسبب في اضطرابات، لأنهم ليسوا من أنصار الزعيم المحافظ".
وأضاف ديلاني في صفحته على موقع تويتر أن "الانتخابات البريطانية تنبئ بمستقبل سياسي محتمل، ولكن ليس مؤكدا بالنسبة للحزب الديمقراطي... هذا إذا رشحنا شخصاً متطرفا أكثر مما ينبغي للانتخابات".
© The Independent