تتربص الألغام حياة الآلاف من المدنيين اليمنيين في كل لحظة، بل أضحت كابوسا يرافقهم في مناطق عيشهم، سواء في تحركاتهم اليومية أو في المزارع ورعي المواشي.
عشرات المدنيين لقوا حتفهم بالألغام، ومئات المواشي نفقت.
تحت الخطر
زبيدة أحمد حمد أم لخمسة أطفال، لم تتلق أي تعليم ولا تعرف كم بلغت من العمر، تعمل منذ طفولتها في رعي الإبل حافية القدمين، تغامر كل صباح في رعي إبلها في حقول ألغام شمال غرب اليمن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقول زبيدة ل "اندبندنت عربية"، إنها سكنت في مدينة ميدي الساحلية منذ ارتبطت بشريك حياتها، وإنها تمارس معه مهنة الرعي، يتنقلان سويا من مكان إلى آخر سعيا وراء مصدر رزقهما، مثلهم مثل أغلب سكان تلك المناطق، إلا أن الألغام هددت هذا المصدر وتسببت في وفاة عدد من الرعاة فضلا عن نفوق قرابة ثلاثين من الإبل في مناطقهم.
تضيف زبيدة: عندما رزقنا بأولاد أوكلنا لهم مهمة رعي الإبل، كنا نسكن في مدينة ميدي لكن الحوثيين زرعوها ألغاما، وأخرجونا من هناك، الى منطقة الطينة لكنهم لحقوا بنا أيضا، وتتابع: ضغطوا علينا نروح اليمن (تقصد مناطق سيرتهم) لكننا رفضنا، رجعنا إلى هنا، قلنا نشتي بلادنا، وعندما وصلنا تفجرت الألغام بالإبل وماتت، أولادنا ماتوا، فين عاد نرعى... أينما نذهب نجد ألغاما: تحتنا ألغام، هناك واحد جنب البيت".
تشرح زبيدة رحلتهم مع الألغام قائلة: دخلنا حيران، أخرجونا، هربنا إلى منطقة أخرى نحن وخمسة جيران يعملون في الرعي، وانفجر لغم كبير بالجار السادس وعائلته، هربنا إلى الطينة لحقوا بنا إلى هناك.
رسالة للعالم
ورغم مرارة معيشتها إلا أنها توجه رسالة إلى المنظمات الدولية المعنية، تقول فيها: لا نريد مساعدات ولا إغاثات، نريد منهم أن يخلصونا من الألغام، هذه دوابنا وعيالنا ليس لدينا غيرها، هي حياتنا وصدر رزقنا. لكن الألغام حرمتهم من مصر رزقهم زحقهم في عيش كريم.
وقبل أيام انفجر لغم في منطقة عبس ما أدى إلى بتر ساقي طفلة وإصابة شقيقها، فيما انفجر لغم أرضي آخر في مجموعة من الجمال تابعة لأحد المواطنين غرب مدينة ميدي الساحلية ما أدى الى نفوق ستة منها.
وزرعت ميليشيا الحوثي آلاف الألغام في المزارع والطرقات.
في وقت سابق أعلنت قوات الجيش اليمني بالمنطقة العسكرية الخامسة، انتزاع وإتلاف 32 ألف لغم متنوع بين أرضي وفردي وعبوات ناسفة عبر ست مراحل من مناطق متفرقة في ميدي وحيران وعبس.