وصلت عشرات الأطنان من المساعدات الانسانية الأميركية، السبت، إلى الجانب الكولومبي من الحدود بين كولومبيا وفنزويلا، ودعا وفد أميركي الجيش الفنزويلي إلى تسهيل دخول هذه المساعدات في موعدها المقرر في الـ 23 من شهر فبراير (شباط) الحالي إلى الأراضي الفنزويلية، في حين أشرف المعارض خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً انتقالياً لفنزويلا، في وقت سابق من اليوم ذاته، على تجمّع آلاف المتطوعين استعداداً للعمل على إدخال تلك المساعدات، على الرغم من تهديد الرئيس نيكولاس مادورو بـ"نشر" الجيش لمواجهة "غزواً محتملاً" لبلاده.
وحطت طائرتان عسكريتان أميركيتان من نوع "سي-117" في مطار مدينة كوكوتا الكولومبية المجاورة للحدود مع فنزويلا، في إطار المرحلة الثانية من خطة ارسال مساعدات أميركية للحد من تفاقم نقص المواد الغذائية والأدوية في فنزويلا.
وكان وفد أميركي برئاسة سكرتير وكالة التنمية الدولية (يو إس إيد) مارك غريت حاضراً أثناء تسليم المساعدات التي نُقلت إلى مخازن قرب جسر تيانديتاس الذي يربط بين فنزويلا وكولومبيا ويغلقه الجيش الفنزويلي بمستوعبات.
تحذير أميركي
من جهتها، حذرت موفدة وزارة الخارجية الأميركية جولي شانغ العسكريين الموالين لمادورو من عرقلة دخول المساعدات التي أُرسِلت بناءً على طلب غوايدو الذي تعترف به 50 دولة رئيساً انتقالياً.
وقالت شانغ في مؤتمر صحافي عقدته في كوكوتا "إن مواطنيكم يفرون ويموتون جوعاً. أنتم ترتكبون خطأ فظيعاً عبر عرقلة نقل هذه المساعدة".
ونقلت إحدى الطائرتين الأميركيتين نحو 70 طناً من المساعدات، ضمّت مكملات غذائية وموادّ نظافة، لتُضاف الى مساعدات أميركية أخرى سبق أن وصلت من بورتوريكو وخُزنت في كوكوتا بإشراف السلطات الكولومبية منذ 7 فبراير.
آلاف المتطوعين
في غضون ذلك، تشكّلت صفوف طويلة من المتطوعين الذين ارتدوا قمصاناً بيضاء وقبعات بألوان العلم الفنزويلي، في لوس كورخيتوس شمال شرقي العاصمة كاراكاس، تحضيراً لتنفيذ وعد غوايدو بإدخال المساعدات إلى البلاد "مهما حدث" في 23 فبراير، وهو الموعد الذي حدده لتظاهرات جديدة أيضاً.
وقال المتطوع كوروموتو كريسبو (58 سنة) لوكالة فرانس برس "شاركت لأن المساعدات الإنسانية ملحة. بات إيجاد الأدوية أشبه بمعجزة. أحتاج لأخذ حبوب للتوتر وما أعثر عليه هنا لا يمكنني دفع ثمنه. مات أحد أقربائي لأنه لم يأخذ مضاداً للالتهابات".
وكرر غوايدو دعوته للجيش إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية المكدسة في كولومبيا والبرازيل وفي جزيرة كوراتشاو في البحر الكاريبي.
وغرّد على تويتر متوجهاً إلى العسكريين "لديك بين يديك القدرة على القتال إلى جانب شعب يعيش تحت حالة نقص (المواد الأساسية) ذاتها التي تعيش في ظلها".
مادورو يحرّك الجيش
في موازاة ذلك، طلب مادورو من الجيش الاستعداد لتنفيذ "انتشار خاص" تعزيزاً للحدود مع كولومبيا الممتدة على طول 2200 كيلومتر. وقال إنه يأمل إعداد "أي قوات جديدة" ستكون ضرورية لجعل هذه الحدود "غير قابلة للانتهاك، لا تُهزم، ومنيعة".
ويرفض مادورو حتى الآن أي مساعدة ويرى أنها محاولة أميركية للتمهيد لتدخل عسكري في بلاده. وقال "لست أبالغ. في البيت الأبيض أعلن دونالد ترمب و(الرئيس الكولومبي) إيفان دوكي خططاً لحرب ضد فنزويلا"، في إشارة إلى اجتماع عُقد الأربعاء بين الرئيسين الأميركي والكولومبي، كرر فيه ترمب أن "جميع الخيارات" مطروحة في ما يتعلق بفنزويلا.
وكان الرئيس الكولومبي شدد لهجته ضد مادورو الجمعة، واعداً غوايدو بالعمل على إيصال المساعدات الإنسانية.
وكرر مادورو الجمعة رفضه إدخال مساعدات غذائية وصفها بـ "الفتات" و"الغذاء الفاسد". وقال خلال فعالية في بلدة سيوداد بوليفار في جنوب شرقي البلاد "إنه فخ، يستعرضون بأغذية عفنة وملوثة".
وتشهد فنزويلا أزمةً اقتصادية أفقرت الملايين وسط نقص في السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء، لكن مادورو ينفي وجود حالة "إنسانية طارئة "، ويلقي بالمسؤولية على العقوبات الأميركية في النقص الغذائي، التي تقول كاراكاس إنها تفقد الاقتصاد الفنزويلي 30 مليار دولار في العام.
وكشف الرئيس الفنزويلي عن أن حكومته ستوزع صناديق مساعدات غذائية بأسعار مدعومة على 6 ملايين عائلة. وأكد شراء موادّ طبية من دول حليفة مثل الصين وكوبا وروسيا.
يذكر أن واشنطن واصلت ضغطها على مادورو، ودعا نائب الرئيس الأميركي مايك بنس السبت الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بغوايدو رئيساً انتقالياً، وذلك غداة فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية على خمسة مسؤولين مرموقين مقربين من الرئيس الفنزويلي.