ارتدت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، نحو الصعود بعد أنباء عن توجّه أوبك وحلفائها إلى مزيدٍ أكبر من تخفيضات الإنتاج، وذلك لمواجهة التراجع المُحتمل للطلب العالمي على النفط، نتيجة الانتشار السريع لفيروس كورونا الصيني.
كما أن الأنباء عن توصّل العلماء إلى عقار فعّال لعلاج فيروس كورونا السريع الانتشار في الصين، عززت من صعود النفط.
وذكرت صحيفة تشانغجيانغ اليومية، أمس، "أن فريقاً بحثيّاً في جامعة تشجيانغ توصّل إلى عقارين جديدين يمكنهما بفعالية التصدي للفيروس".
وعلى نحوٍ منفصلٍ، نقلت (سكاي نيوز)، عن باحثين في جامعة إمبريال كوليدج في لندن قولهم إنهم حققوا "تقدماً كبيراً" في تطوير لقاح لفيروس كورونا، على الرغم من أن التقرير قال إن "الأوان فات"، بالنسبة للتفشي الحالي.
وارتفع خام القياس العالمي برنت في التعاملات الآجلة 31 سنتاً أو 0.6% إلى 54.27 دولار للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 21 سنتاً ما يعادل 0.4% إلى 49.82 دولار للبرميل، وارتفع الخامان أكثر من 1% في وقت سابق.
ومن المُنتظر أن يدرس المنتجون تخفيضات أكبر للإنتاج، وتقديم اجتماع مقرر في مارس (آذار) إلى فبراير (شباط).
وفي اجتماع أمس، استمعت منظمة البلدان المصدرة البترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا، المجموعة المعروفة باسم (أوبك +)، إلى مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة في فيينا، أمس، لتقييم أثر تفشي فيروس كورونا على الطلب العالمي للنفط والنمو الاقتصادي.
ويدرس المنتجون تخفيضات أكبر للإنتاج، وتقديم اجتماع مقرر في مارس (آذار) إلى فبراير (شباط)، ومن المقرر أن يصدر في وقت لاحق اليوم الأربعاء التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وأظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي، أمس، ارتفاع مخزونات النفط الخام الأميركية في الأسبوع المنتهي في 31 يناير (كانون الثاني)، بواقع 4.2 مليون برميل إلى 432.9 مليون برميل، والرقم أعلى من توقعات المحللين بزيادة 2.8 مليون برميل.
الذهب يتعافى بعد هبوط
وفي المعادن ارتفعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء، متعافية بعد هبوطٍ حادٍ في الجلسة السابقة مع تنامي الطلب على الملاذات الآمنة بفعل مخاوف من تفشي فيروس كورونا السريع الانتشار في الصين.
وكسب الذهب في المعاملات الفورية 0.6 بالمئة إلى 1561.62 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 8:01 بتوقيت غرينتش، بعدما تراجع 1.5 بالمئة أمس الثلاثاء، مسجلاً أكبر خسارة منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني).
ونزل الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 0.7 بالمئة إلى 1565.60 دولار.
في الوقت ذاته، قال أكبر مستشار اقتصادي للبيت الأبيض، أمس، "إن تفشي الفيروس سيؤجّل زيادة الصادرات الأميركية للصين، التي كانت متوقعة بفضل اتفاق (المرحلة واحد) التجاري، الذي من المقرر أن يبدأ تطبيقه الشهر الحالي."
ولقي المعدن النفيس دعماً أيضاً من مسح للقطاع الخاص، أظهر أن نمو قطاع الخدمات في الصين تباطأ للشهر الثاني على التوالي في يناير (كانون الثاني).
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، زاد البلاديوم 1.5 بالمئة إلى 2470.77 دولار للأوقية، بعدما لامس أعلى مستوى في أسبوعين تقريباً عند 2478 دولاراً في وقت سابق من الجلسة، وصعدت الفضة 0.7 بالمئة إلى 17.70 دولار، بينما ارتفع البلاتين 0.1 بالمئة إلى 964.09 دولار.
الأسهم الأوروبية تتخلى عن المكاسب
وعلى صعيد البورصات العالمية تخلّت الأسهم الأوروبية عن مكاسب حققتها في الآونة الأخيرة اليوم الأربعاء، مع استمرار المخاوف بشأن تفشي فيروس كورونا في الصين، بينما تترقب الأسواق أيضاً بيانات لنشاط قطاع الخدمات من المنطقة، حسب ما أوردته (رويترز).
وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 بالمئة، بعد أن تعافى مؤقتاً من أسبوع شهد عمليات بيع كثيفة، إذ يقيم المستثمرون الآثار الاقتصادية لفيروس كورونا السريع الانتشار.
ويتحوّل الانتباه الآن إلى قراءة يناير (كانون الثاني) لمؤشر آي. إتش. إس ماركت لمديري المشتريات، والمتوقع صدورها في الساعة 9:00 بتوقيت غرينتش.
وكانت أسهم النفط والغاز من بين الأسوأ أداءً في قائمة المؤشرات الفرعية في المنطقة خلال الجلسة، لتخسر 0.8 بالمئة.
ونزل سهم شركة سيمنس الألمانية العملاقة واحداً بالمئة، بعد أن حققت الشركة أرباحاً صناعية أضعف من المتوقع خلال فصلها الأول بسبب تراجع عام في نشاط التصنيع.
الدولار الملاذ الآمن
على صعيدٍ متصلٍ تمسّك الدولار بمكاسبه مقابل الين، الذي يُعدّ ملاذاً آمناً، اليوم الأربعاء، في الوقت الذي عزز فيه رد فعل الصين على تفشي فيروس كورونا الآمال، باحتمال أن يُجرى احتواؤه، حتى في الوقت الذي ارتفع فيه معدل الوفيات بشدة.
وانخفض الين مع الذهب والسندات وملاذات أخرى آمنة في أثناء الليل في أسوأ جلسة في ستة أشهر، وتكبدت العملة اليابانية خسائر اليوم، لتنزل في أحدث تداولات نحو أدنى مستوى في أسبوع عند 109.45 ين للدولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع الدولار الأسترالي من أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 0.6697 دولار أميركي إلى 0.6737 دولار، في ظل تلقيه دعماً إضافياً من تصريحات تميل إلى التشديد النقدي من جانب رئيس البنك المركزي، وصعد الدولار الأميركي مقابل اليورو والجنيه الأسترليني.
لكنّ هبوطاً طفيفاً لليوان وانهيار الدولار السنغافوري، بعد تلميحات إلى تيسير نقدي مدفوع بالمخاوف بشأن الفيروس، تظهر أنه ما زال هناك قدرٌ كبيرٌ من الحذر.
وقال البنك المركزي، في سنغافورة اليوم، "إن هناك مجالاً لتيسير السياسة مع تأثير الفيروس سلباً على النمو، ما دفع الدولار السنغافوري إلى الهبوط نحو 0.8 بالمئة، وهو أكبر انخفاض في عامين."
وسجّلت العملة السنغافورية في أحدث تداولات 1.3810 للدولار الأميركي، وهو أضعف مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول).
كما تراجع اليوان الصيني، وهو مقياسٌ آخر لتوقعات المستثمرين بشأن التفشي، عن المستوى الرمزي عند سبعة يوانات للدولار، وسجّل 7.0058 يوان مقابل الدولار.