أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، إن إسرائيل بدأت في رسم خرائط بأراضي الضفة الغربية المحتلة، التي سيجري ضمها وفقاً لخطة السلام التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأوضح نتنياهو، في تجمع انتخابي بمستوطنة معاليه أدوميم، "نحن بالفعل في ذروة عملية رسم خرائط المنطقة التي ستصبح، وفقاً لخطة ترمب، جزءاً من دولة إسرائيل. لن يستغرق الأمر (وقتاً) طويلاً".
وقال نتنياهو إن المنطقة ستشمل كل المستوطنات الإسرائيلية وغور الأردن، وهي منطقة أبقتها إسرائيل تحت الاحتلال العسكري منذ السيطرة عليها في حرب عام 1967، لكن الفلسطينيين يطالبون بها كجزء من دولتهم في المستقبل.
في المقابل، قال السفير الأميركي إلى إسرائيل ديفيد فريدمان، الأحد، إن اتخاذ تل أبيب خطوات أحادية لضم أراض بالضفة الغربية قد يؤدي إلى خسارتها دعم الولايات المتحدة لتلك الخطط.
وكتب فريدمان على "تويتر" "رؤية الرئيس ترمب للسلام هي نتاج أكثر من ثلاث سنوات من المشاورات الوثيقة بين الرئيس ورئيس الوزراء نتنياهو وكبار المسؤولين في البلدين".
وأضاف "على إسرائيل أن تستكمل عملية رسم الخرائط في إطار لجنة إسرائيلية أميركية مشتركة. أي إجراء من جانب واحد قبل استكمال العملية من خلال اللجنة سيهدد الخطة والاعتراف الأميركي".
من جهته، قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن "الخريطة الوحيدة التي يمكن القبول بها هي خريطة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها".
وتُجري إسرائيل انتخابات عامة في 2 مارس (آذار) المقبل، ويأمل نتنياهو الذي يواجه اتهامات جنائية بالفساد بالفوز بفترة خامسة في المنصب.
ويرأس نتنياهو حالياً حكومة تصريف أعمال لم تقرر بعد السلطات القضائية سلطتها القانونية لضم أراض.
ويشكل المستوطنون جزءاً من قاعدة ناخبي نتنياهو اليمينيين. كما أن كثيرين من أعضاء حكومته الائتلافية يعتبرون الضفة الغربية منطقة مهمة للشعب اليهودي طبقاً للتوراة.
وتعتبر معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي التي احتلت خلال الحرب انتهاكاً للقانون الدولي. وقد غير ترمب السياسة الأميركية لسحب مثل هذه الاعتراضات.
ويقول الفلسطينيون إن هذه المستوطنات تجعل أي دولة تقام في المستقبل غير قابلة للاستمرار. وتشير إسرائيل إلى احتياجات أمنية، إضافة إلى الصلات التوراتية والتاريخية للأراضي التي تقام عليها المستوطنات.
خطة ترمب
تتصور خطة ترمب حلاً يقوم على أساس وجود دولتين، يقضى بأن تعيش إسرائيل ودولة فلسطينية تقام في المستقبل جنباً إلى جنب ولكنها تحوي شروطاً صارمة يرفضها الفلسطينيون.
وتعطي الخطة إسرائيل كثيراً مما كانت تسعى إليه منذ فترة طويلة، بما في ذلك اعتراف الولايات المتحدة بالمستوطنات والسيادة الإسرائيلية على غور الأردن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وستخضع دولة فلسطينية منزوعة السلاح لسيطرة إسرائيلية على أمنها وستحصل على مساحات من الصحراء مقابل الأراضي الزراعية التي يستوطنها الإسرائيليون.
وبعد تقديم ترمب الخطة في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، قال نتنياهو إن حكومته ستبدأ توسيع السيادة الإسرائيلية على المستوطنات وغور الأردن خلال أيام.
ولكن واشنطن أبطأت ذلك على ما يبدو، وقد واجه نتنياهو بعد ذلك ضغوطاً من زعماء المستوطنين لضم الأراضي رغماً عن أي اعتراضات أميركية.
مواجهات
إعلان ترمب عن خطته للسلام في الشرق الأوسط، قوبلت بغضب شعبي فلسطيني، وصلت ذروته في الأيام الماضية.
وقُتل فلسطينيان على الأقل في الضفة الغربية وأصيب 16 إسرائيلياً، الخميس، نتيجة المواجهات بين الطرفين.
وقالت السلطات الإسرائيلية إنها قتلت مواطناً من عرب إسرائيل، بعدما أطلق الرصاص فألحق جروحاً بسيطة بأحد أفراد شرطة الحدود عند أحد مداخل المدينة القديمة في القدس. وأضافت أن للهجوم دوافع سياسية.