اجتاحت العاصفة (كيارا) المملكة المتحدة وشمال أوروبا بالرياح العاتيّة والأمطار الغزيرة يوم الأحد، ما أوقف الرحلات الجويّة والقطارات، وهيّجت البحار التي أغلقت الموانئ، وألغيت ألعاب كرة القدم وأسواق المزارعين، وعدد من الفعاليات الثقافية، بعد أن حثّت السلطات ملايين الناس على البقاء في منازلهم بعيداً عن السقوط في أغصان الأشجار.
وتبلغ قوة العاصفة 93 ميلاً في الساعة (150 ميلاً في الساعة) في ويلز، ويُعتقد أنَّ طائرة الخطوط الجويّة البريطانيّة حققت أسرع رحلة على الإطلاق بواسطة طائرة تقليدية من نيويورك إلى لندن، بعدما دفعت الرياح العاتية طائرة (بوينغ 747 - 436) للقيام برحلة عبر المحيط الأطلسي على ارتفاع 3500 ميل من نيويورك إلى لندن في غضون 4 ساعات و56 دقيقة.
وهبطت الطائرة في وقتٍ مبكرٍ قبل 102 دقيقة، ووصلت سرعتها القصوى إلى 825 ميلاً في الساعة (1327 كم/ ساعة) حسب موقع (Flightradar24).
وأفاد الموقع، أن رحلتين من خطوط "فيرجن الجوية" حلَّقتا عبر المحيط الأطلسي، إذ حطّمت جميع الرحلات الثلاث الرقم القياسي السابق الذي كان من دون سرعة الصوت من نيويورك إلى لندن، وهو 5 ساعات و13 دقيقة.
وأصدر مكتب الأرصاد 190 تحذيراً من الفيضانات الطارئة، وحثّ الناس على عدم محاولة السير عبر الطرق التي غمرتها الفيضانات، واشتبك سكان بلدة أبلبي -إن-ويستمورلاند في شمال غرب إنجلترا لحماية منازلهم وسط فيضانات شديدة، عندما اقتحم نهر إيدين ضفافه، وأصيب ثلاثة أشخاص بعد انهيار سقف حانة جزئياً مساء السبت في مدينة بيرث بوسط اسكتلندا.
وأرسلت ما لا يقل عن 10 شركات سكة الحديد في بريطانيا تحذيرات "لا تسافر"، في حين طلب ما يقرب من 20 شركة أخرى من الركاب توقّع حدوث تأخيرٍ كبيرٍ.
وأتلفت الرياح القوية الأسلاك الكهربائية، ومسارات القطارات المُتناثرة بأطراف الأشجار المكسورة وغيرها من الحطام.
وقام مطار هيثرو بلندن وعدة شركات طيران بتوحيد رحلاتها الجوية يوم الأحد لتقليل العدد الذي ألغته الرياح العاتية، وعرضت الخطوط الجوية البريطانية إعادة حجز العملاء للرحلات الداخلية والأوروبية من مطارات هيثرو وغاتويك ولندن سيتي، وألغت خطوط فيرجن بعض الرحلات الجوية.
وذكرت الخطوط الجوية لوفتهانزا، أنه سيكون هناك كثير من عمليات الإلغاء والتأخير التي تبدأ بعد ظهر يوم الأحد، وتستمر حتى صباح الثلاثاء على الأقل، وتخطط شركة الطيران لمواصلة تشغيل الرحلات الطويلة في مركزها الرئيس في فرانكفورت.
وألغت "يورووينغز"، وهي تابعة إلى شركة لوفتهانزا، معظم الرحلات الجوية طوال فترة العاصفة، وشهد مطار بروكسل أيضاً تأخيراً أو إلغاء.
وجرى إغلاق اثنين من الموانئ الضخمة على جانبي القناة الإنجليزية، دوفر في إنجلترا وكاليه في فرنسا، وسط موجات عالية، وإلغاء العبّارات في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك البحر الأيرلندي المُضّطرب وبحر الشمال.
كما أغلق جسر هامبر في شمال إنجلترا، وحسب ما ذكرت على موقعها على الإنترنت، أنها المرة الثانية فقط، التي يُجرى فيها إغلاق الجسر الضخم بالكامل.
ولم تحضر الملكة إليزابيث الثانية إلى الكنيسة في ساندرينغهام بسبب الرياح العاتية، الذي يعد من روتين الأحد المعتاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشوهدت بقرة على طريق سريع رئيس جنوبي إنجلترا بعد أن هبّت رياحٌ شديدة كسرت الأسوار، إضافة إلى مشكلات الطقس، ومن المتوقع هطول ثلوج غزيرة يوم الاثنين في بعض أجزاء المملكة المتحدة.
وفي إيرلندا، جرى انقطاع الكهرباء عمّا يقدر بنحو 10 آلاف منزل ومزرعة وشركات، وحذّرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية (ميت إيرين) من أن مجموعة من المدّ والجزر في أعالي البحار تسببت في الفيضانات الساحلية، خصوصاً في الغرب والشمال الغربي.
كما تسببت الرياح الشديدة في انقطاع الكهرباء شمالي فرنسا، إذ أرسلت سلطات باريس تحذيراً للمقيمين والسيّاح على حد سواء للبقاء في منازلهم حفاظاً على سلامتهم، وأغلقت المتنزهات والمقابر في مدينة ليل والبلدات المجاورة، بينما ضربت الرياح القوية الفروع الثقيلة، وأغلقت الأسواق المفتوحة.
وأيضاً، أعلنت لوكسمبورغ ومدينة كولونيا الألمانية، أنه يمكن لجميع أطفال المدارس البقاء بمنازلهم يوم الاثنين لتجنّب السفر في ظروفٍ خطيرةٍ.
وفي ألمانيا، حيث تُعرف العاصفة باسم "سابين"، ألغت شركة السكك الحديدية الوطنية دويتشه بان "قطارات المسافات الطويلة إلى الوجهات الأكثر تعرضاً للخطر، بما في ذلك (إيمدين) و(نورديتش) في الركن الشمالي الغربي من ألمانيا، ومدينة (كيل) الشمالية وجزيرة (سيلت) الشمالية" .
وقال أخيم ستاوس المتحدث باسم دويتشه، "لقد تعلّمنا من العواصف السابقة أنه من الأفضل أنّ لا تسافر القطارات إلى المناطق الحرجة. ما نريد تجنّبه هو أن تتوقف القطارات بين المحطات".
وانتشرت فرقٌ من موظفي السكك الحديدية بالمنشار لإزالة أي أشجار سقطت تسد المسارات.
وفي الدنمارك، حذّر خبراء الأرصاد من احتمال وصول رياح بقوة الإعصار في وقت متأخر من يوم الأحد، وألغيت الرحلات الجوية من كوبنهاغن، وحذّرت السلطات الدنماركية سائقي السيارات من عبور الجسور الكبيرة، بما في ذلك جسر الحزام الكبير الذي يربط الأجزاء الشرقية والغربية من الدنمارك، ومِن المتوقع أن تحطّم العاصفة الساحل الجنوبي للنرويج، وتضرب الأجزاء الجنوبية والغربية من السويد.