اكتشف علماء آثار إيطاليون ما يقولون إنه قد يكون ضريحاً قديماً يعود إلى آلاف الأعوام، مكرَّساً لرومولوس الأب الأسطوري المؤسّس لمدينة روما. وكشفت الحفريات في فوروم روما في غرفة أسفل منزل مجلس الشيوخ القديم، عن أثرين تاريخيّين، على رغم أنهما متواضعان في المظهر، فقد كانت لهما أهمية تاريخية كبيرة.
الأول يشبه حوض غسيل يعتقد الحفّارون أنه ناووس أو تابوت. والآخر هو عبارة عن كتلة حجرية أسطوانية يُعتقد أنها بقايا جزئية لأحد المذابح. وأوضحت عالمة الآثار باتريزيا فورتيني أن المنطقة التي تمّ التنقيب فيها أخيراً "تمثّل مكاناً في التاريخ والخيال الرومانيّين، يتحدّث عن عبادة رومولوس".
وكما تقول الأسطورة، أمر الملك الجديد برمي رومولوس وشقيقه التوأم ريموس المولودين من إله الحرب وابنة الملك المخلوع في المدينة المجاورة، في نهر التيبر. لكن بدلاً من ذلك تمّ تركهما على ضفاف النهر إلى أن أنقذتهما ذئبة، وأرضعتهما حتى عثر عليهما أحد الرعاة. وبعد استعادة جدّهما العرش، انطلقا لبناء مدينتهما الخاصّة، لكن الخلاف على أي من التلال السبعة يجب بناء روما عليها، أدّى إلى تصدّع العلاقة بينهما.
وزعم رومولوس أنه فاز بموافقة من الآلهة، فبنى المدينة على تل بالاتين، وأصبح أول ملك على روما في السنة 753 قبل الميلاد. لكن رومولوس عمد في وقتٍ لاحق إلى قتل شقيقه في نزاع نشب بينهما.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي وقتٍ ظلّت فيه القصة الأصلية لروما موضع نزاع شديد، زعمت بعض المصادر القديمة أن رومولوس دُفن في منطقة الاكتشاف الأثري. ومن المحتمل أن يعود الناووس إلى فترة مئتي عامٍ بعد المرحلة التي عاش فيها التوأمان.
وتشير فورتيني إلى أنه من غير المعروف حتى "ما إذا كان رومولوس موجوداً جسديا" بالطريقة التي تمّ وصفه بها في الأساطير، مضيفةً أنه لا يوجد أحد افترض أن التابوت يحتوي فعلاً على رفات رومولوس.
وفي المقابل، لفتت ألفونسينا روسو، عالمة الآثار المسؤولة عن موقع الاكتشاف، أنه وفقًا لبعض التقاليد القديمة، فقد قُتل رومولوس وقُطع جسده إلى أجزاء، أو صعد إلى السماء. لذلك لا يمكن أن يكون هذا قبره. لكن من المحتمل جداّ، كما نعتقد، أن يكون موقعاً تذكارياً أو قبراً أجوف".
من الغريب أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها استخراج ناووس وكعب حجر أسطواني، لكن الآن فقط اعتبر علماء الآثار أنهما مهمّان. وفي العام 1899، كان عالم الآثار الإيطالي جاكومو بوني، أول من قام بحفر المنطقة بشكل منهجي.
وأعطى عالم الآثار وصفاً في كتاباته، لطريقة العثور على الحجر الأسطواني و"القفص الذي يشبه حوضاً داخل الحجر المسامي"، أو الصخرة التي صُنع منها الأثران والمنحوتة من تل كابيتولين.
ولم يعطِ بوني أي أهمية خاصّة لاكتشافاته، وفي ثلاثينيّات القرن الماضي، أثناء نظام الدكتاتور بينيتو موسوليني، تمّ بناء درجٍ ضخم إلى منزل مجلس الشيوخ الذي يُطلق عليه إسم "كوريا يوليا" فوق الموقع. وقالت روسو: "اعتقدنا أنه كان قد هُدم".
لكن حدس فورتيني أنبأها بأن ما وجده بوني من المحتمل أن يكون مزاراً لرومولوس، لأن المنطقة مرتبطة بالأصول القديمة لروما. وسعت العالمة إلى التنقيب هناك. وهناك دليل آخر حاسم على مكان البدء في الحفر، بالقرب من ضريح رخامي أسود يطلَق عليه إسم Lapis Niger.
وكان يُعتقد أن "لابيس نيغر" الذي يُعدّ أحد أقدم الآثار في الفوروم، قد أقيم منذ فترة طويلة من قبل بعض الرومان، إما إحياءً لقبر رومولوس، أو للمكان الذي يعتقد البعض أنه قُتل فيه على يد أعضاء مجلس الشيوخ في المدينة. وفيما تستمر الحفريات، تأمل السلطات المعنية في أن يتمكّن الناس من التنزه تحت الأرض لمشاهدة هذا الاكتشاف بحلول السنة 2022.
تقارير إضافية من الوكالات
© The Independent