حذر المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، خلال مؤتمر صحافي عقده الجمعة 28 فبراير (شباط) في اختتام جولة مفاوضات بين فرقاء ليبيا، من تداعيات "انهيار الهدنة في ليبيا خلال الساعات الـ 24 الماضية"، معرباً عن خشيته من "تحول الصراع في ليبيا إلى حرب إقليمية مع تدخل أطراف خارجية".
وقال إن "مناطق كثيرة في العاصمة الليبية طرابلس تعرضت للقصف"، معتبراً أن "قصف المناطق المدنية قد يرقى إلى جريمة حرب".
مسارات التفاوض الثلاثة
وتابع "خضنا ثلاثة أيام من المفاوضات على المسار السياسي بين الأطراف الليبية في جنيف، ووضعنا جدول أعمال للمسار السياسي"، مضيفاً "لا يمكن لمسارات التفاوض الاستمرار تحت القصف، ولا بد من احترام الهدنة الموقعة في 12 يناير (كانون الثاني)، مع تواصل المفاوضات على المسارات الثلاثة: الاقتصادي والسياسي والعسكري".
وأعلن أنه "أن دعوة ستوجّه خلال أيام لعقد جلسة ثانية من المفاوضات في جنيف بين الفرقاء، مع محاولة إقناع من لم يحضروا الجولة الأولى بالمشاركة".
وشدد سلامة على أن "المسارات الثلاثة للتفاوض متزامنة ولكنها غير مترابطة، وأن التعثر أو التقدم في أي مسار لن يؤثر في المسارين الآخرين".
لقاءات جنيف
وتواصلت الجمعة مباحثات المسار السياسي الليبي في يومها الثالث بجنيف، ولم تفصح بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قوائم المشاركين والقضايا المدرجة في جدول الاجتماعات، ولم يحدد موعد نهايتها.
ممثلو مجلس النواب الليبي غابوا عن المباحثات، وانتقد المجلس البعثة الدولية بشأن تدخلها في اختيار ممثليه في طاولة الحوار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الحوار السياسي لحل الأزمة الليبية قد انطلق في مدينة جنيف السويسرية، الأربعاء، من دون حضور ممثلين رئيسيين عن طرفي النزاع في ليبيا، ما يهدد بانهيار هذه المحادثات التي تأمل الأمم المتحدة أن تفضي إلى إيجاد مخرج سلمي لهذه الأزمة، بعيداً من التدخلات الأجنبية والحلول العسكرية.
إلا أن البعثة الأممية إلى ليبيا أصرّت، الأربعاء، على عقد الاجتماع، مهما كان عدد المشاركين فيه وانتماءاتهم وتصنيفاتهم، وذلك على أمل الضغط على المقاطعين ودفعهم إلى الالتحاق به، لكنها لم تنجح كثيراً في حث المعنيين بالملّف الليبي على الحضور، إذ لا تزال مشاركة الطرفين معلّقة.
وعلى امتداد الأسابيع الماضية، فشلت الأمم المتحدة في إقناع طرفي النزاع للمشاركة في هذا الحوار، بعدما أعلنت الكيانات السياسية مقاطعتها على خلفية ما اعتبرته غموضاً محيطاً بأجندة اللقاء والمشاركين فيه، وربطت جلوسها على طاولة الحوار بتنفيذ مجموعة من الشروط، إذ يطالب البرلمان المتمركز في الشرق بحل الميليشيات المسلّحة وطرد المسلحين السوريين والقوات التركية من العاصمة طرابلس، بينما تشترط حكومة "الوفاق" ضرورة تراجع قوات الجيش الليبي عن المناطق التي سيطر عليها في العاصمة.
الموقف الروسي
وفي سياق منفصل أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، ترحيب بلادها باستعداد الاتحاد الأفريقي إرسال بعثة مراقبين عسكريين إلى ليبيا.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس الخميس، "نرحب بإعلان قيادة الاتحاد الأفريقي في اختتام قمة الاتحاد في أديس أبابا بشأن استعداد الاتحاد لإرسال مجموعة مراقبين عسكريين لمراقبة وضع وقف إطلاق النار في حال التوصل لاتفاق في هذا الشأن بين أطراف النزاع الليبي".
وأضافت "ننطلق من حقيقة أن نشاط المراقبين العسكريين، الذي ينبغي أن يجري بالتنسيق الوثيق مع منظمة الأمم المتحدة لدورها الرائد في التسوية الليبية، من الممكن أن يصبح مساهمة كبيرة في جهود المجتمع الدولي لتطبيع الوضع في ليبيا".
مقتل 10 جنود أتراك
ميدانياً، تجدد القصف المدفعي والصاروخي جنوب العاصمة الليبية طرابلس صباح اليوم، وأعلن عن سقوط حوالى 60 قذيفة صاروخية على مطار معيتيقة، ما دعا إدارته إلى تعليق الملاحة الجوية مجدداً. وأعلنت وكالات أنباء مقتل أكثر من عشرة جنود أتراك في ضربة "دقيقة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر استهدفت مقراً تابعاً للقوات التركية في قاعدة معيتيقة العسكرية في طرابلس".
كذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة في محاور القتال في العاصمة، وأعلن مصدر عسكري ليبي تابع للجيش أن "محور بوسليم يشهد اشتباكات عنيفة بالمدفعية الثقيلة بين عناصر الوفاق ووحدات قوات الجيش"، كاشفاً أن "ميليشيات الوفاق تقوم باستهداف مواقع الجيش بقذائف الهاون منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء".