كشفت دراسة حديثة أن نصف مديري المدارس الثانوية يقرون بأن التمييز الاجتماعي هو مشكلة تعاني منها المدارس الرسمية.
وجاء في تقرير أعدته جمعية "سوتون تراست" أن حوالى أربعة من أصل كل خمسة أولياء أمور (78 في المئة) يعتقدون بوجوب أن يكون طلاب المدارس العامة أكثر تنوعاً متحدرين من خلفيات مختلفة.
وذكرت الدراسة التي نُشرت قبيل يوم التسجيل الثانوي، أن نظام القبول الحالي يفضل بشكل فاضح الأهالي الأثرياء الذين يستطيعون الاستئجار أو الشراء قرب المدارس المرموقة التي تحقق نسب النجاح الأعلى، على غيرهم.
إلى ذلك، أعلن ما يزيد على اثنين من أصل كل خمسة (43 في المئة) من مديري المدارس الثانوية أنهم لا يأخذون التركيبية الاجتماعية - الاقتصادية لمجتمعهم في الاعتبار أثناء تصميم سياسات القبول الخاصة بهم.
ومع ذلك، فإن ما يقارب اثنين من بين كل ثلاثة (64 في المئة) من أولياء الأمور الذين استطلعت مؤسسة "يو غوف" آراءهم، يعتقدون أنه يتوجب على المدارس ذات النتائج العالية أن تبذل جهداً لقبول المزيد من الطلاب الذين ينتمون إلى خلفياتٍ أقل ثراءً.
وفي هذا السياق، اعتبر السير بيتر لامبل، وهو مؤسس جمعية "سوتون تراست" للحراك الاجتماعي ورئيس مجلس إدارتها، أن "نظامنا التدريسي يعتمد على التمييز الاجتماعي بشكلٍ كبير... فالمدارس التي تستوعب أبناء أصحاب المداخيل المرتفعة تقف إلى جانب تلك التي تتسم بمستويات عالية من الحرمان. وتجد العائلات ذات الدخل المنخفض والمتوسط نفسها غير قادرة على إرسال أولادها إلى المدارس المرموقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "من الواضح انطلاقاً من هذه الدراسة أن الأهل والمدرسين على حد سواء يريدون رؤية نظام أكثر عدلاً تعبر فيه المدارس عن واقع مجتمعاتهم بشكلٍ أفضل... ومن شأن ذلك أن يعود بفوائد بعيدة المدى، بدءاً من مستوياتٍ أفضل للتحصيل العلمي الشامل إلى تحسين عملية توظيف الأساتذة واستبقائهم ضمن الطاقم التعليمي".
وفي هذا الإطار، اعتبر جيف بارتون، وهو الأمين العام لـ"جمعية قادة المدارس والكليات" أنه "لطالما عمدت العائلات إلى شراء أو استئجار عقارات واقعة قرب المدارس ذات الأداء العالي مما يرفع أسعار تلك العقارات، ويجعل من الصعب على العائلات الفقيرة الوصول إلى تلك المدارس ويعزز بالتالي الفجوة الاجتماعية".
وأردف بارتون أن "بعض المدارس تحجز أمكنة للطلاب المتحدرين من خلفياتٍ فقيرة كما تذكر سوتون تراست في تقريرها، وإنها لفكرة جيدة هذا السياق النظر بما يمكن عمله أكثر من ذلك لتحسين النظام المدرسي... بيد أنه يتوجب علينا الإقرار بأن تحديد الحلول هو أمر غالباً ما يكون أكثر تقدماً من الناحية العملية في المناطق الحضرية حيث تكون الأسر التي تنتمي إلى مجموعاتٍ مختلفة الدخل على مقربة نسبياً من مدرسة مرموقة، ويصعب تحقيق ذلك في المناطق التي لا يكون الوضع فيها هكذا".
وفي ما يتعلق بهذه المسألة، أشار بول وايتمان، وهو الأمين العام لـ "الجمعية الوطنية لمديري المدارس" أن "هنالك عدداً كبيراً من المسائل المؤثرة عندما يتعلق الأمر بحالات الالتحاق بالمدارس وتخرج العديد من هذه القضايا عن سيطرة مدرسة واحدة... علينا أن نكون دوماً منفتحين على إيجاد سبلٍ جديدة لجعل الالتحاق أكثر عدلاً للجميع، بيد أن ذلك سيتطلب استجابةً منسقة ومشتركة".
(ساهمت في التقرير وكالة "بي.آي")
© The Independent