Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تتحدى واشنطن بالإصرار على اجتياح رفح وبلينكن يحذر "الكابينت"

نتنياهو يتمسك بتنفيذ عملية عسكرية أخيرة على رغم الرفض الأميركي ورئيس "الموساد" يشارك في قمة حول صفقة الأسرى

ملخص

أنتوني بلينكن حذر من أنه من دون خطة لـ"اليوم التالي" ستفقد تل أبيب دعم العالم وتجد نفسها عالقة في غزة، كما أن أي عملية عسكرية في رفح ستجلب معها العزلة لإسرائيل وتعرض أمنها للخطر على المدى الطويل.

في تصريح حذر من تداعياته سياسيون وأمنيون إسرائيليون ضرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعرض الحائط الضغوط والتحذيرات الأميركية من تداعيات تنفيذ عملية رفح، خصوصاً خلال شهر رمضان، لما فيها من أخطار على حياة نحو 1.4 مليون فلسطيني، إذ أعلن بعد انتهاء لقائه مع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أن إسرائيل، وفي حال لم توافق واشنطن، ستنفذ منفردة عملية رفح.

وأوضح نتنياهو في فيديو مصور أنه كان عبر أمام بلينكن عن تقديره لوقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل أكثر من خمسة أشهر ضد "حماس"، لكنه قال "أبلغته أيضاً أننا ندرك جيداً الحاجة إلى إجلاء السكان من مناطق الحرب، وأننا نهتم بحاجاتهم الإنسانية ونعمل من أجل تنفيذ ذلك".

وتابع نتنياهو حديثه، "قلت له أيضاً إنه لا يوجد لنا أي طريق للنصر على (حماس) من دون دخول رفح وتصفية الكتائب المتبقية هناك، وأبلغته أنني آمل في أن نفعل ذلك بدعم الولايات المتحدة، لكن إذا احتجنا فسنقوم بذلك وحدنا".

من جهته ركز بلينكن أيضاً على خطة "اليوم التالي"، وحذر نتنياهو من أن "الاتجاه الحالي الذي تسلكه إسرائيل دون خطة واضحة في شأن اليوم التالي للحرب سيبقيها تواجه عناصر (حماس) في غزة بحرب استنزاف من الصعب تحملها لفترة طويلة".

 

خطة واضحة

وأضاف الوزير الأميركي "أنتم في حاجة إلى خطة واضحة أو أنكم ستبقون عالقين في غزة، في المسار الحالي (حماس) ستبقى في حكم القطاع أو ستكون هناك فوضى تؤدي إلى خلق ظروف لمزيد من الإرهاب".

ووصل بلينكن قبل مغادرة رئيس الموساد ديفيد برنياع تل أبيب متوجهاً إلى قطر للمشاركة في قمة رباعية على أمل التقدم في مفاوضات صفقة الأسرى، ليشارك الوزير الأميركي في اجتماع "الكابينت الحربي"، لتليين الموقف الإسرائيلي حول القضايا التي ما زالت عالقة بين الطرفين ومن شأنها عرقلة التوصل إلى اتفاق.

وبعد أقل من 10 ساعات من الاجتماعات، غادر بلينكن تل أبيب، اليوم الجمعة، من دون إحراز أي تفاهمات حول أبرز القضايا التي وضعها في برنامجه وفي مركزها اجتياح رفح والمساعدات الإنسانية.

ووفق ما تم تسريبه من اجتماع بلينكن مع "الكابينت الحربي" فقد شهد الاجتماع توتراً شديداً، حيث مارس بلينكن ضغوطاً لعدم تنفيذ عملية رفح ولدفع عملية صفقة الأسرى وحاول إقناع متخذي القرار بالسماح لسكان غزة بالعودة إلى شمال القطاع، وهو ما وجد معارضة شديدة.

في الوقت نفسه، حذر بلينكن من أنه من دون خطة لليوم التالي، ستفقد إسرائيل دعم العالم وتجد نفسها عالقة في غزة، وكرر هذه الرسالة لدى إقلاعه من مطار بن غوريون قائلاً "إن عملية عسكرية في رفح تجلب معها خطر مزيد من العزلة لإسرائيل في جميع أنحاء العالم ويعرض أمنها للخطر على المدى الطويل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي لقائه الوزير في "الكابينت الحربي" بيني غانتس بحث الاثنان الاستراتيجية المستقبلية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي نقاشهما العمليات القتالية في غزة، ولا سيما في رفح أكد غانتس أمام بلينكن التزام إسرائيل بمواصلة عملياتها القتالية وتفكيك البنى العسكرية لحركة "حماس" في غزة ورفح.

وقال غانتس في بيان خاص بعد مغادرة بلينكن "إسرائيل ستستمر في توفير حلول إنسانية للسكان المدنيين في غزة مع التأكد من عدم وصول المساعدات إلى (حماس)".

 اختراق جدي

في إسرائيل لم يعولوا كثيراً على التفاؤل الذي سبق وأبداه بلينكن وآخرون من إمكانية التقدم في مفاوضات صفقة الأسرى ومعظمهم استخدموا تعبير "تفاؤل حذر"، وتبين أن حركة "حماس" ردت بمؤشرات إيجابية، وهذا ما أدى إلى سفر رئيس "الموساد" إلى قطر.

 وبحسب مصدر إسرائيلي يوجد تقدم، لكن لا يوجد اختراق جدي، وقال إن رئيس الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز هو الذي طلب من برنياع أن يتوجه إلى قطر، وهي خطوة تعكس الضغط الأميركي الكبير على جميع الأطراف لإحداث تقدم نحو صفقة.

ولفت المستشار السابق لوزير الأمن للشؤون العربية ديفيد حخام إلى أنه في هذه المرحلة "لا يوجد اختراق في المفاوضات، وهناك تقدم، لكنه ليس جدياً، على رغم وصول جميع كبار المسؤولين منهم رئيسا الاستخبارات المصرية والأميركية، ومهم جداً أن ندرك أنه، حتى وإن وصلنا في نهاية الأمر إلى اختراق سيتطلب الأمر أسبوعين أو ثلاثة".

عملية رفح 

الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي في إسرائيل، غيورا إيلاند يرى أن العملية العسكرية في رفح ضرورية ولا يمكن التنازل عنها، لكنه أكد ضرورة الاتفاق حولها مع واشنطن من دون توسيع هوة الخلاف بين تل أبيب وواشنطن، واقترح على متخذي القرار إقناع الولايات المتحدة بذلك من خلال التعهد مقابل إنهاء الحرب بعد تنفيذ العملية.

وأكد إيلاند وجود فجوات كبيرة بين إسرائيل و"حماس" في مفاوضات صفقة الأسرى، لأن الأمر لا يدور عن تكتيك في المفاوضات، إنما عن غياب الضغط على يحيى السنوار.

وتابع الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي "الضغط العسكري عليه تراجع في الأسبوعين الأخيرين فيما يزداد الضغط في موضوعي المساعدات الإنسانية والعملية العسكرية في رفح على إسرائيل، و"في هذين الموضوعين تلوي الولايات المتحدة ذراع إسرائيل، وستكون (حماس) الرابح الأكبر"، وفق إيلاند.

وشدد إيلاند على إسرائيل عدم الموافقة على كل طلب لـ"حماس"، متابعاً "إن كان لاعتبار أن استجابتنا في إطار هذه الصفقة لإعادة نحو 40 مخطوفاً، فإننا سنفقد كل الأوراق التي في أيدينا ولن نتمكن لاحقاً من ضمان إعادة باقي المخطوفين".

وتوجع إيلاند إلى متخذي القرار قائلاً "إذا لم تخرج صفقة المخطوفين التي يتم بحثها الآن في قطر إلى حيز التنفيذ بسبب فجوات واسعة بين الطرفين، فسيكون من الصواب أن تنظر إسرائيل في الوصول إلى تفاهم مع الولايات المتحدة في شأن عملية عنيفة في رفح لأنها ضرورية، لكن إلى جانبها أيضاً تعهد إسرائيلي الموافقة على إنهاء الحرب فور ذلك".

ونوه الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي إلى إتمام ذلك وفق ثلاثة شروط هي إعادة جميع المخطوفين، وتعهد جميع الدول مع التشديد على قطر ألا يتم إعمار قطاع غزة طالما تحكمها "حماس" فعلياً، وكذلك دخول قوات أخرى إلى القطاع، سواء من السلطة الفلسطينية أو الدول العربية أو الغرب، على أن يتم بالتنسيق مع إسرائيل.

وفي رأي المتحدث فإن مثل هذا الطرح يمكن تحديد موعد إنهاء الحرب بعد شهرين من الآن، وسيكون بالإمكان اعتبار الحرب ناجحة، إذ إنها ستتضمن إعادة كل المخطوفين، مشيراً إلى أن الحرب تنتهي بعد ضربة شديدة إلى 24 كتيبة تابعة لـ"حماس" بما في ذلك تلك التي في رفح.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير