Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إلى أي مدى يجب أن تقلق بريطانيا من عودة "داعش"؟

لا تزال المملكة المتحدة في مرمى نيران المقاتلين المتطرفين مع رفع مستوى التهديد الوطني إلى "كبير" مما يشير إلى احتمال وقوع هجوم

رفعت فرنسا مستوى تحذيرها من الإرهاب إلى أعلى درجة بعد هجوم موسكو (رويترز)

ملخص

تنظيما "القاعدة" و"داعش" يعطيان "علامات على انبعاثهما من جديد" وهما مسؤولان عن " التأثير في بريطانيين ودفعهم إلى التطرف على نطاق أوسع".

"تأتي بريطانيا في طليعة الدول المعادية للإسلام والمسلمين، فهي التي أرست أساس الدولة الصهيونية في فلسطين"، هذا ما جاء في غلاف مجلة "صوت خراسان" الصادرة باللغة الإنجليزية والمرتبطة بتنظيم "داعش- خراسان" في عددها الصادر في يناير (كانون الثاني) الماضي.

العنوان الرئيس للمقالة التي نشرتها "مؤسسة الأعظم الإعلامية" التي تعلن تبعيتها لولاية خراسان الإسلامية، هو "واقع الغرب المتوحش: مملكة الكفر المتحدة".

وحول موضوع بريطانيا تقول المقالة إن "قائمة جرائمهم بحق المسلمين طويلة جداً، إذ لم يألُ الصليبيون البريطانيون جهداً في مكائدهم ضد الإسلام. ومنذ أن شارك المسلمون في الحرب ضد الصليبيين، قامت بريطانيا بدور بارز للغاية".

وعلى رغم أن المحاولات الأولية التي قام بها فلاديمير بوتين والكرملين لربط أوكرانيا بالمذبحة التي وقعت في قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو، فإن الدليل الدامغ هو أن جماعة "داعش- خراسان" هي التي نفذت الهجوم الذي أسفر عن مقتل 137 شخصاً وجرح 180. والإثنين الماضي، قال بوتين إن الإسلامويين المتطرفين كانوا وراء الهجوم.

وعاد تنظيم داعش الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه هُزم كقوة بعد نهاية "خلافته" ومقتل زعيمه أبو بكر البغدادي قبل خمسة أعوام، لبؤرة الاهتمام الدولي بعدما نفذ هجوماً وُصف بأنه "مذهل" بالفعل من حيث مستوى فتكه.

وهدد تنظيم "داعش-خراسان" الذي يتخذ من أفغانستان مقراً له، روسيا مراراً وتكراراً في نشراته الدعائية، مما يعكس الروابط الآسيوية الوسطى لكثير من مقاتليه. واتهم الكرملين والسيد بوتين بـ"تلطخ أيديهم بدماء المسلمين" تاريخياً في أفغانستان والشيشان وسوريا، وأيضاً في ما يتعلق بعمليات القتل في منطقة الساحل الأفريقي على يد جماعات المرتزقة التابعة لموسكو.

وأشار كولين كلارك، من مركز صوفان "Soufan Center"، وهو مجموعة بحثية مقرها واشنطن تعنى بأبحاث الإرهاب، إلى أن "داعش-خراسان كان يركز على روسيا خلال العامين الماضيين، وكثيراً ما ينتقد بوتين في دعايته". كذلك ذهب مايكل كوغلمان، من مركز ويلسون ومقره واشنطن، إلى أن التنظيم "يرى أن روسيا متواطئة في الأنشطة التي تضطهد المسلمين بانتظام".

وفي الثالث من مارس (آذار) الجاري، قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إن ستة مسلحين إسلاميين قتلوا في منطقة إنغوش كارابولاك. إلا أن الهجوم التالي المخطط له بعد أربعة أيام من تلك الواقعة - على كنيس يهودي في كالوغا قرب موسكو - غالباً ما جاء انتقاماً من الهجوم الإسرائيلي على غزة وليس من تدمير روسيا لغروزني.

لكن الغرب مستهدف أيضاً.

في يوليو (تموز) الماضي، اعتقلت قوات الأمن في ألمانيا وهولندا سبعة مواطنين طاجيكيين وتركمانيين وقيرغيزيين يشتبه في تخطيطهم لشن هجمات في ألمانيا. وفقاً للتقارير، ذهب بعض أفراد المجموعة إلى ألمانيا كلاجئين من أوكرانيا بعد الغزو الروسي. ولكن ليس هناك ما يشير إلى أن لهم أي صلات بالحكومة الأوكرانية أو أجهزتها الأمنية.

واتهم إيمانويل ماكرون الحكومة الروسية بـ"السفاهة" المتعمدة في محاولة توريط أوكرانيا في هجوم موسكو. وقال الإثنين الماضي إن "المعلومات المتوافرة لدينا... وكذلك لدى شركائنا الرئيسين، تشير بالفعل إلى أن داعش هو الذي حرّض على هذا الهجوم". وأضاف: "حاولت هذه الجماعة أيضاً ارتكاب أفعال عدة على أراضينا".

وستضع فرنسا أربعة آلاف جندي إضافي على أهبة الاستعداد في إطار عملية "سينتينيل" لينضموا إلى ثلاثة آلاف جندي منتشرين أصلاً لحراسة البنية التحتية وأماكن العبادة والمدارس والمسارح في جميع أنحاء البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذت الحكومة الإيطالية حذو فرنسا في رفع مستوى الأمن، إذ أعلنت وزارة الداخلية "زيادة المراقبة والتفتيش على حد سواء، مع إيلاء أكبر قدر من الاهتمام لأماكن تجمُّع الأشخاص وعبورهم، وكذلك الأهداف الحساسة".

وكما توضح مقالة "صوت خراسان "، لا تزال بريطانيا في مرمى أنظار الجهاديين العنيفين. وقال وزير الخزانة جيريمي هانت في عطلة نهاية الأسبوع إنه يجب أن يكون هناك قلق "بالتأكيد" حيال "داعش-خراسان".

ومع ذلك، لا يزال مستوى التهديد الوطني عند مستوى "كبير"، مما يشير إلى احتمال وقوع هجوم - أقل من "شديد"، مما يعني أن الهجوم محتمل للغاية، و"حرج"، مما يحذر من خطر وشيك (أي أن الهجوم محتمل جداً في المستقبل القريب).

يقول مسؤولو الأمن والاستخبارات البريطانيون إنهم لاحظوا ارتفاعاً ملحوظاً في حجم مواد دعاية "داعش" التي تهدد بالعنف. هناك دعوات للمتطوعين إلى الالتحاق بالجهاد، حتى إن هناك إجراءات تدقيق معززة بدأ تطبيقها أخيراً بعد سلسلة من عمليات التجنيد غير المرضية على ما يبدو.

وذكرت استراتيجية المملكة المتحدة "المحدّثة" لمكافحة الإرهاب "كونتست" Contest قبل ثمانية أشهر أن الأفراد والجماعات الصغيرة خارج الشبكات الإرهابية المنظمة الكبيرة يهيمنون الآن، مما يقلل من القدرة على التنبؤ بالإرهابيين ويصعب الكشف عنهم.

وقد وقعت تسع هجمات إرهابية محلية خلال الأعوام الخمسة الماضية وجرى إحباط 40 هجوماً آخر في مرحلة متقدمة من قبل الاستخبارات البريطانية والشرطة. كانت الاعتداءات بمعظمها مؤامرات تفجير وطعناً بالسكاكين، وفقاً لمسؤولين أمنيين - وليس عمليات إطلاق نار جماعي شارك فيها مهاجمون عدة، مثل الهجمات التي نفذها تنظيم "داعش" على مسرح "باتاكلان" في باريس والآن على قاعة "كروكوس سيتي" للحفلات الموسيقية في موسكو.

أحد أسباب ذلك هو قوانين مراقبة الأسلحة النارية الصارمة في هذا البلد. لكن تفجيرات السابع من يوليو في لندن - وتفجير مانشستر أرينا قبل سبعة أعوام - أظهرا الدمار الذي يمكن أن تحدثه العبوات الناسفة سهلة الصنع.

وحذر تقرير "كونتست" من تهديد "مستمر ومتطور" من الجماعات الإرهابية الإسلاموية في الخارج. في حين أن الانتماء الصريح والاصطفاف العقائدي الوثيق مع منظمات إرهابية دولية محددة "يتضاءلان"، إلا أن تنظيمي "القاعدة" و"داعش" يظهران "مؤشرات إلى الانبعاث" وهما مسؤولان عن "التأثير ببريطانيين ودفعهم إلى التطرف على نطاق أوسع".

قد لا تكون بريطانيا على خط المواجهة المباشر ضد "داعش- خراسان"، لكن التهديد القاتل لم يتلاشَ. لا يزال الأمر حقيقياً تماماً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء