ارتفعت حالات الإصابة في مصر بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) إلى 48 شخصاً، بعدما أكّدت السلطات المصرية ظهور 33 حالة إصابة جديدة على باخرة سياحية في نهر النيل بمدينة الأقصر (جنوب).
وكُشِف أولاً عن إصابة 12 فرداً من طاقم الباخرة، وظهرت أول حالة بعد أن أثبتت الفحوص إصابة امرأة أميركية من أصل تايواني كانت على الباخرة بالفيروس لدى عودتها إلى موطنها.
وحسب وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، فإنّ إجمالي عدد الأشخاص على الباخرة 171، بينهم 101 راكب، و70 من أفراد الطاقم، ويوجد 19 أجنبياً بين 45 حالة على الباخرة جرى الإعلان خلال اليومين الماضيين عن الاشتباه بإصابتهم بالفيروس.
إلى الحجر الصحي
وذكر مراسلو صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في مصر، أنّ بين السائحين المحتجزين في الحجر الصحي أكثر من 20 أميركياً، وفقاً لما أفاد به اثنان من ركّاب الباخرة.
وأضافوا، "ما لا يقل عن 26 أميركياً، جميعهم من المجموعة السياحية نفسها، كانوا في منتصف إجازتهم التي استمرت 12 يوماً في مصر، بدأت من الجيزة (جنوب)، وانتهت على متن الباخرة A-SARA للقيام برحلة بحرية في النيل، ليصلوا إلى مدينة الأقصر، عندها علموا أنّ 12 عاملاً مصرياً على متن سفينتهم ثبت إصابتهم بالفيروس، ثم جرى إجراء اختبار فيروس كوفيد 19 على الركاب، حيث يشتبه في إصابة ثلاثة أميركيين بالفيروس".
وبينما جرى وضع ركّاب الباخرة في حجر صحي داخلها، لكن السلطات المصرية قامت، مساء السبت، بنقل المصابين إلى مستشفى الحجر الصحي في محافظة مرسى مطروح (شمال شرق)، بطائرة خاصة مجهزة لنقل المصابين.
وغردّت السفارة الأميركية في القاهرة، على حسابها بموقع "تويتر"، قائلة إنه "جرى إخطار السفارة بأن هناك مواطنين أميركيين على متن سفينة سياحية على متن سفينة نايل كروز، إذ ثبت أنّ 12 من أفراد طاقمها أصيبوا بفيروس كورونا. وتعمل السفارة على تقديم الخدمات القنصلية والمساعدة، بالتنسيق مع الحكومة المصرية".
وفي سلسلة تغريدات وثّق سائح أميركي، كان على متن الباخرة، ونُقِل إلى مستشفى الحجر الصحي، على حسابه تسلسل أحداث رحلته ونشر عدة صور شملت الطائرة العسكرية التي أقلتهم إلى مستشفى الحجر الصحي.
تفاصيل نقل المصابين
وبعد عدة تغريدات تتضمن صوراً له في أماكن أثرية مصرية، إذ كان يوثق رحلته السياحية لمصر، نشر مات سويدر، وهو صحافي معني بالتكنولوجيا حسب حسابه الموثق على "تويتر"، صورة له من داخل طائرة عسكرية مصرية، وغرّد "بعد أن جرى إبلاغي بأن نتائج فحصي جاءت سلبية، اتضح أن هناك خطأ، وأنني مصاب بفيروس كورونا، يُجرى نقلي الآن إلى الأقصر مع 32 آخرين إلى مستشفى خارج الإسكندرية (شمال) عبر طائرة عسكرية مصرية".
وتابع الصحافي الأميركي تغريداته وصولاً إلى صورة من داخل الحجر الصحي، إذ أشار إلى أن درجة حرارته 36.6، وهو خبر جيد، كما أشاد بمعاملة الطاقم الطبي في المستشفى، مشيراً إلى أنهم "ودودون للغاية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي 28 فبراير (شباط)، تأكّدت إصابة سائحة أميركية من أصل تايواني، كانت على متن السفينة نفسها قبل مغادرتها إلى تايوان. وقالت وزارة الصحة المصرية ومسؤولون في منظمة الصحة العالمية إنها سافرت على متن السفينة في الفترة ما بين أواخر يناير (كانون الثاني) إلى الأول من فبراير (شباط)، حيث يبدو أنها نقلت الفيروس إلى أفراد الطاقم، الذين يبدو أنهم واصلوا العمل على متن السفينة، إلى أن أبلغت منظمة الصحة العالمية السلطات المصرية بإصابة السائحة الأميركية التايوانية.
ونحو 28 سائحاً من الولايات المتحدة واليونان وفرنسا وكندا ثبت إصابتهم بالفيروس بعد زيارة مصر في الأسابيع الأخيرة، إذ كان بعضهم في رحلات بحرية في النيل، لكن من غير الواضح ما إذا كانت الإصابات جميعها مرتبطة بالباخرة نفسها.
وفي إطار تكثيف الجهود لمواجهة الفيروس، قالت وزيرة الصحة المصرية إنّ مصر نشرت أجهزة فحص في المطارات تظهر خلال 30 دقيقة ما إذا كان المسافرون مصابين بفيروس كورونا.
وأعلنت زايد إجراء تحاليل لـ2166 حالة مشتبه بإصابتها بالفيروس، بداية من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي وإلى الجمعة، مؤكدة أن جميعها جاءت سلبية، ماعدا 15 حالة ثبت إيجابية تحاليلها.
وخلال مؤتمر صحافي، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، "بمجرد إعلان فرنسا وجود حالتين لسائحين عائدين من مصر، جرى على الفور اتخاذ الإجراءات اللازمة، وكل المحيطين بهم"، موضحاً، أن "إجمالي من ثبت إصابتهم بالفيروس هم ثلاثة فقط، وجرى التعامل معهم، وأن الفترة السابقة شهدت فحوصاً طبية لكل من كان به اشتباه بالإصابة".