عاش العالم الشهر الأول لانطلاق فيروس كورونا يراقب ما يحصل في ووهان، بؤرة الصين التي فتكت بالبلاد بأكملها، قبل أن يصبح وباءً ويضرب دولاً عدة، منها مَن أصبح بدوره بؤرةً تفشى فيها المرض وصدرته إلى دول أخرى جارة أو بعيدة، أمام مرأى ومسمع الجميع. وكشف هذا الفيروس للعالم مدى عجزه عن مواجهته.
إلا أن الصين أظهرت بارقة أمل للعالم اليوم الخميس مع إعلانها أنّها لم تسجّل خلال الساعات الـ24 الماضية أيّ إصابة جديدة محليّة المصدر بفيروس كورونا المستجدّ، في سابقة من نوعها منذ بدأت الحكومة الصينية بإحصاء الإصابات في يناير (كانون الثاني) الماضي، لكنّ السلطات سجّلت في المقابل ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات الوافدة من الخارج.
ولجأت بعض دول العالم إلى الاستعانة بجيوشها في مواجهة فيروس كورونا، حيث وضعت بريطانيا 20 ألف جندي في حالة جاهزية، وأمرت إيطاليا الجيش بنقل الجثث من بلدة بشمال البلاد في قلب بؤرة تفشي الوباء حيث تعمل خدمات دفن الموتى بأكثر من طاقتها.
أما أوروبا، فبدت وكأنها تفاجأت بالفيروس، فبعدما كانت تتابع الصين وبعدها إيران تصارعان للبقاء أمام الجائحة، قبل استفحال الوضع في العالم بأسره، تحولت اليوم إلى بؤرة للفيروس الذي خرج عن السيطرة فيها. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وصفت أزمة كورونا بأنها "الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية"، وقارب عدد الإصابات في البلاد 11 ألفاً. في بريطانيا، هرع المتسوقون إلى شراء مستلزماتهم الأساسية استعداداً لتشديد الإجراءات الاحترازية، بعدما أقرّ رئيس الوزراء بوريس جونسون بأن "إغلاق المدن" أمر وارد، وبعدما أعلنت الحكومة إغلاق المدارس ووضعت 20 ألف جندي في حالة جاهزية. كما أغلقت أربعين محطة مترو في لندن أبوابها، تفادياً لأي تنقل غير ضروري.
وفي إيطاليا، وغداة تسجيل رقم قياسي مع 475 وفاة في يوم واحد، لجأت الحكومة إلى الجيش لنقل الجثث من شمال البلاد، حيث تعمل خدمات دفن الموتى بأكثر من طاقتها. أما إسبانيا فتعيش أصعب فتراتها في صراعها مع الوباء، إذ أعلنت السلطات، اليوم الخميس، ارتفاع عدد الوفيات إلى 767، كما ستجاوز عدد الإصابات 17 ألفاً. في موازاة ذلك، يدرس البنك المكزي في النرويج التدخل في سوق العملات للمرة الأولى منذ عقد، بعد الانخفاض الكبير في الأيام الأخيرة.
أمّا في إيران، فيفتك فيروس كورونا بحياة شخص كل عشر دقائق في البلاد، وفق ما قال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور على "تويتر".
إليكم تغطيتنا للتطورات المتعلقة بفيروس كورونا عندما حدثت.