في اتصال هاتفيّ مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقبل انعقاد قمة القادة لمجموعة العشرين المقررة غداً الخميس، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، السعودية، أول مصدّر نفط بالعالم، إلى "طمأنة الأسواق النفطية والمالية"، لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية التي تلوح في الأفق.
وقال بومبيو، في بيانٍ نشرته وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأربعاء، "الرياض بصفتها رئيس مجموعة العشرين هذا العام ودولة نفطية رائدة، لديها فرصة حقيقية لتُظهر أنها على مستوى التحديات، في وقت تشهد فيه أسعار النفط انهياراً منذ بداية الأزمة الصحية الحالية جراء تفشي فيروس كورونا".
وأضاف، "توافقنا على ضرورة التعاون مع كل البلدان من أجل احتواء الجائحة، واستقرار أسواق الطاقة".
قمة استثنائية افتراضية
وتنظّم السعودية، الخميس، قمة "عبر الإنترنت" لقادة مجموعة العشرين بشأن الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، بهدف "بحث سُبل توحيد الجهود لمواجهة انتشار الوباء"، إذ إنّ التداعيات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الحالية تتطلب "استجابة عالمية".
وستعمل مجموعة العشرين مع المنظمات الدولية بكل الطرق اللازمة على تخفيف أثر هذا الوباء، ومن المنتظر أن يضع قادة العشرين سياسات لتخفيف التداعيات عن الشعوب والاقتصاد العالمي.
وستبني القمة تصوراتها على جهود وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، وكبار مسؤولي الصحة والتجارة والخارجية، لتحديد المتطلبات وإجراءات الاستجابة اللازمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وستناقش القمة، برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، سُبل المُضي قدماً في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة جائحة كورونا، والحدّ من تأثيرها الإنساني والاقتصادي.
وقال المحلل السياسي محمد الحربي، لـ"اندبندنت عربية"، "القمة الاستثنائية لمجموعة العشرين تعقد في وضع اقتصادي عالمي مرتبك"، موضحاً "تبلغ الخسائر في هذه المرحلة 2.7 تريليون دولار، والعجز بالنمو العالمي يصل إلى أقل من 2 في المئة".
وأشار الحربي إلى أهمية القمة "من حيث التوقيت"، الذي يمر فيه العالم بأكبر أزمة اقتصادية منذ كساد 1929، وجائحة الإنفلونزا الإسبانية 1919 التي أودت بحياة ما يقرب 100 مليون نسمة.
وأضاف، "سيشارك في القمة أكبر اقتصادات العالم الممثل بثلثي التجارة العالمية، وأكثر من 90 في المئة من الناتج العالمي الخام".
ويرى الحربي أنّ القمة "تعد أكبر قمة لمجموعة العشرين منذ 2008" (أول اجتماع على مستوى القادة) من حيث "حجم التمثيل".
وسيشارك في القمة قادة ورؤساء إسبانيا، والأردن، وسنغافورة، وسويسرا، وكذلك المنظمات الدولية بينها الصحة العالمية، وصندوق النقد الدولي، ومجموعة البنك الدولي، والأمم المتحدة، والأغذية والزراعة، ومجلس الاستقرار المالي، والعمل الدولية، والتعاون الاقتصادي والتنمية، والتجارة العالمية.
كما ستشهد تمثيل المنظمات الإقليمية لكل من فيتنام رئيس رابطة دول جنوب شرق آسيا، وجنوب أفريقيا رئيس الاتحاد الأفريقي، والإمارات رئيس مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ورواندا رئيس الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا.
تجميد تسديد الديون
وفي سياق متصل طلب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، الأربعاء، من دائني الدول الأشدّ فقراً "تجميد تسديد الديون"، كي تتمكّن هذه الدول من استخدام ما لديها من أموال في "مكافحة فيروس كورونا المستجد".
وأشارت الهيئتان، في رسالة مشتركة، حسب وكالة (أ.ف.ب)، إلى أنّ فترة السماح هذه "ستسمح بتحليل الوضع وحاجة كل دولة".
وطلبتا أيضاً من مجموعة العشرين "إعداد لائحة بالدول التي ترزح تحت ديون هائلة والعمل على إعادة هيكلتها".
وأوردت الرسالة، "سنطلب أن تُجرى المصادقة على هذا الطلب من جانب لجنة التنمية خلال اجتماعات الربيع (للمؤسستين) يومي الـ16 والـ17 من أبريل (نيسان) التي ستعقد هذا العام عبر الإنترنت بسبب فيروس كورونا".
وأضافت، "البنك الدولي وصندوق النقد مقتنعان بأن من الواجب التخفيف من عبء الدول النامية، وتوجيه إشارة قوية إلى الأسواق المالية"، مؤكدة أنّ "المجتمع الدولي سيرحب بدعم مجموعة العشرين هذا النداء".