تعيش كرة القدم العالمية، وبخاصة الأوروبية، حالة من التخبط والأزمات بسبب توقف المنافسات المحلية والقارية، وضبابية مستقبلها، إثر تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)، فيما باتت "القارة العجوز" بؤرة انتشاره وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، بعد انطلاقه من الصين في نهاية العام الماضي.
وخلال الأيام الماضية ومنذ بداية الأزمة الصحية العالمية التي تسببت في تجميد المسابقات الرياضية، ظهر اهتمام مسؤولي الاتحادات والدوريات والأندية بإيجاد حلول لأزمة توقف الدوريات المحلية وبطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي والعمل على عدم إلغاء الموسم الحالي لتجنب خسائر مالية هائلة على أطراف اللعبة كافة.
ولجأت أندية أوروبية كبرى إلى خفض رواتب نجومها للحفاظ على رواتب العاملين في ظل الخسائر اليومية حالياً، حيث أخذت أندية مثل يوفنتوس الإيطالي وبايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند وبوروسيا مونشنغلادباخ في ألمانيا زمام المبادرة بالاتفاق بين الإدارة واللاعبين على خفض رواتب النجوم التي تُقدر بمئات الملايين للمساعدة على المرور من هذه الأزمة الطاحنة.
وفي غضون ذلك، ظهرت بوادر أزمة جديد ة بين إدارة نادي برشلونة متصدّر الدوري الإسباني ونجوم الفريق، حيث أكدت تقارير صحافية وإعلامية أن رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو وإدارته دخلا في مفاوضات مطولة مع نجوم النادي، وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد الفريق لخفض رواتبهم أسوة بالأندية الأخرى، إلا أن اللاعبين رفضوا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستمرت التقارير الإسبانية، التي جاء أغلبها عبر منصات إعلامية مُقربة من النادي، لتؤكد وجود أزمة جديدة، خصوصاً مع تأخر إعلان أي قرار رسمي في هذا الشأن.
وكسر أسطورة النادي الكتالوني وقائده الحالي، ليونيل ميسي، حاجز الصمت ببيان نشره عصر أمس الاثنين، عبر حسابه على موقع إنستغرام، قال فيه إن لاعبي برشلونة اتفقوا على خفض رواتبهم بنسبة 70 في المئة لمساعدة النادي على توفير 100 في المئة من رواتب العاملين طوال فترة الأزمة الحالية، وأن نجوم الفريق على استعداد للتبرع بمبالغ مالية أخرى للحفاظ على وظائف ورواتب موظفي النادي.
ووجه ميسي اتهاماً صريحاً للبعض في إدارة النادي بالضغط على اللاعبين ومحاولة تشويه صورتهم بتسريب معلومات مغلوطة للإعلام عن رفضهم تقليل رواتبهم الضخمة التي تقترب من 400 مليون يورو سنوياً، رغم موافقتهم من اليوم الأول على تقليص رواتبهم لصالح دعم النادي والعاملين به.
وسرعان ما جاء ردّ بارتوميو على بيان ميسي بمقابلة مع صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكتالونية، محاولاً تهدئة الأمور، حيث أكد هو الآخر على وجود اتفاق بين الإدارة واللاعبين على خفض رواتبهم، وأن نجوم النادي قالوا نعم منذ اليوم الأول لطرح فكرة دعم النادي مالياً في هذه الفترة العصيبة.
وردّ بارتوميو على التقارير التي أشارت إلى معاناة ناديه من أزمة مالية كبيرة، قائلاً "برشلونة النادي الأقوى مالياً في العالم، وسيظل كذلك هذا العام رغم أن الإيرادات ستنخفض عن العام الماضي كما سيحدث مع الجميع".
وأضاف بارتوميو "من يتحدثون عن وجود أزمة مالية لا يعلمون شيئا عن برشلونة وسيرى الجميع مدى قوتنا خلال فترة الانتقالات الصيفية".
وتُعد هذه هي المرة الثانية التي يخرج فيها ميسي عن صمته ممثلاً للاعبي برشلونة هذا الموسم، بعدما خرج ببيان ناري قبل أسابيع للرد على إريك أبيدال، المدير الرياضي للنادي، الذي اتهم بعض اللاعبين بالتآمر على المدير الفني السابق إرنستو فالفيردي لإطاحته من تدريب الفريق.
وردّ ميسي على أبيدال ببيان شديد اللهجة، طالباً منه تحديد الأسماء المتهمة بالتقصير وكشفها أمام الجماهير، وطالب إدارة النادي بالقيام بعملها قبل اتهام اللاعبين.
وامتدت الأزمة في برشلونة بين اللاعبين والإدارة إلى فضحية مدوية، حين كشفت تقارير صحافية عن تعاقد إدارة النادي مع شركة للعلاقات العامة وإدارة مواقع التواصل الاجتماعي لتبييض صورة الإدارة وتشويه صورة نجوم الفريق الحاليين والسابقين، إلا أن إدارة النادي ردّت سريعاً بنفي التهمة عن نفسها كي لا يحدث انقسام في الفريق.