من المتوقع أن تتجه شركة "تويوتا موتور كورب"، إلى خفض إنتاجها من السيارات في سوقها المحلية خلال مايو (أيار) المقبل بنحو 50 في المئة من مستويات شهر مارس (آذار) الماضي، مع تقلص الطلب في جميع أنحاء العالم على سياراتها بسبب جائحة فيروس كورونا بحسب ما أوردته (نيكاي). ويتوقع أن تخفض إنتاجها في 18 من مراكز تجميع مركباتها. قال مصدر من الشركة لـ"نيكاي"، إن "عدم وجود احتمالات للتعافي في سوق أميركا الشمالية سبب رئيس وراء خفض الإنتاج المحلي".
ومع ترجيح المزيد من تخفيضات الإنتاج على الطريق، يُرى أن تويوتا لا ترقى إلى الناتج المحلي السنوي البالغ 3 ملايين سيارة، التي تصفه بأنه الحد الأدنى للحفاظ على قدرات التصنيع والوظائف.
إجراءات الشركة لمواجهة كورونا
وكانت "تويوتا" صرحت بأن الإجراءات التي اتخذتها في مواجهة تداعيات فيروس كورونا ستخفض الإنتاج إلى 79 ألف مركبة لهذا الشهر، وتشمل تعليق الإنتاج في بعض الأيام وتقليل ساعات العمل.
وتواجه الشركات اليابانية المُصنِعة للمركبات تحديات سبقت تفشي كورونا بأشهر طويلة، ففي مايو الماضي قال اثنان من كبار صانعي السيارات اليابانيين إنهما يخططان لشد الحزام في السنوات المقبلة لتحرير النقود بهدف تطوير السيارات الكهربائية وخدمات مشاركة الركوب، وأكدا على المهمة الصعبة التي تنتظرهما، حيث تواجه شركات صناعة السيارات التقليدية أجواءً سريعة التغير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ارتفاع تكاليف التصنيع
وقالت "تويوتا موتور كورب"، أكبر شركة تصنيع سيارات في اليابان، إن ارتفاع تكاليف تطوير تقنيات جديدة مثل السيارات المتصلة يزيد من الضغط لتحقيق وفورات حيثما أمكن، في حين قالت شركة "هوندا موتور" إنها ستعمل على تجريد مجموعة سياراتها لخفض تكاليف الإنتاج.
المدير المالي لشركة "تويوتا"، كوجي كوباياشي، قال للصحافيين "ما زلنا غير قادرين على تحسين تكاليفنا بما يكفي العام الماضي"، مضيفا أن "زيادة الاستثمار المطلوب للتكنولوجيات الجديدة وتكاليف البحث والتطوير الأخرى يجعل جهود خفض التكاليف أكثر صعوبة".
تاكاهيرو هاتشيغو، الرئيس التنفيذي لشركة "هوندا"، التي تحتل المرتبة الثالثة في صناعة السيارات في اليابان، سبق أن قال إن الشركة ستخفض عدد الاختلافات في طراز السيارة إلى ثلث العروض الحالية بحلول عام 2025، ما يقلل تكاليف الإنتاج العالمية بنسبة 10 في المئة ويعيد توجيه هذه المدخرات نحو البحث والتطوير المتقدمين. ولا يعرف إن كان هذا التوجه سيبقى قائماً مع تداعيات فيروس كورونا، التي ركّعت شركات صناعة المركبات في العالم، التي تتخذ من الصين مركزاً مهماً لعمليات تصنيع سياراتها.
إغلاق المصانع العملاقة
وكانت "تويوتا" توقعت أن تساعد جهود خفض التكاليف على رفع أرباح التشغيل بنسبة 3.3 في المئة إلى 2.55 تريليون ين (23.20 مليار دولار) في العام حتى مارس الماضي، وربما تكون هذه التوقعات تلاشت مع تفشي كورونا الذي تسبب في موجة هلع وحجر منزلي للعمَّال وإغلاق المصانع العملاقة في العالم بما فيها مصانع السيارات.
وبالإضافة إلى تداعيات الفيروس على صناعة السيارات في اليابان، تواجه "تويوتا" و"هوندا" والشركات الأخرى منافسة شديدة، حيث تسببت تكنولوجيا مشاركة الركوب والسباق في تطوير سيارات ذاتية القيادة، في تعطيل سريع ومكلف لصناعة السيارات، بينما أجبرت التقنيات الجديدة صانعي السيارات التقليديين على إعادة التفكير في استراتيجياتهم لبيع سيارات الركوب التي تعمل بالبنزين للسائقين الأفراد، وهو نموذج أعمال لم يتم تحديثه بشكل أساس في القرن الماضي.