أحضر مدرّب أسود يعمل في السيرك هذه الحيوانات الضخمة إلى شقته، لتقديم عروض معها خلال حالة الإغلاق المفروضة في مصر بسبب فيروس كورونا.
ونشر أشرف الحلو مقطع فيديو على الإنترنت لأسوده وهي تؤدي بعض الحيل في بيته بالقاهرة، معرباً عن عزمه على تصوير مزيد من المقاطع.
ويدّعي الشاب، 26 عاماً، وهو من الجيل الثالث في عائلة لها تاريخ طويل مع تدريب الأسود، أنه يريد تشجيع الناس على البقاء بمنازلهم في أثناء الجائحة.
وكانت الحكومة المصرية فرضت حظراً ليلياً للتجول، وأمرت عديداً من الشركات بإغلاق أبوابها، بغية احتواء انتشار الفيروس الذي أصاب أكثر من 5500 شخص، وقتل 392 آخرين في البلاد.
وقوبل أول فيديو بثّه الحلو في الـ20 من أبريل (نيسان) بحماسٍ من بعض المشاهدين، لكن نشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الحيوان انتقدوا المقطع، واعتبروا أنه يثير تساؤلات حول الطريقة التي تُعامل بها الأسود.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هكذا قالت دينا ذو الفقار، الناشطة في ميدان حماية حقوق الحيوان، وعضو مجلس إدارة أكبر حديقة حيوان بمصر، إن "هذا سلوك غير مسؤول وأحمق. الأسود ليست حيوانات أليفة، إنها كائنات برية". وأضافت أن إحضار الحيوانات البرية إلى المنازل الخاصة هو "سلوك مخالف القانون"، وحذّرت من أن حساب الحلو على شبكات التواصل الاجتماعي "يعطي انطباعاً غير واقعي عن مدى خطورة الأسود".
يُشار إلى أن عائلة المدرب الشاب تقدِّم عروضاً مع الأسود في السيرك منذ أكثر من قرن. وكانت جدته، محاسن الحلو، اشتهرت بظهورها إلى جانب القطط الضخمة في عروض لافتة في السيرك، كما كانت أول مدربة أسود في العالم العربي. وعرفت باسم "المرأة الحديدية" بسبب أدائها على نحو يتسم بالصلابة من على منصة السيرك.
أمّا جده، محمد، فقد لقي مصرعه عام 1972 خلال أحد عروضه مع أسد يدعى سلطان، مزَّقه إلى أشلاء أمام المتفرجين المروَّعين. كما أُفيد بأن عديداً من أفراد الأسرة الآخرين تعرّضوا لهجوم الحيوانات خلال عروض قدموها في السنوات الأخيرة.
يُذكر أن شقيقات الحلو الأكبر سناً، وهن لوبا 38 عاماً، وأوسا 35 عاماً، وبشرى 28 عاماً، يعملن أيضاً مدربات محترفات للأسود في السيرك الوطني المصري.
وقد تأسس السيرك عام 1966 في خيمة مجاورة لنهر النيل، وتجتذب عروضه المسائية مجموعات من المدارس وعائلات الطبقة العاملة في الغالب.
وذكر الحلو أنه كان في سن السادسة عندما بدأ العمل مع الحيوانات، وراح يؤدي العروض عندما بلغ السادسة عشرة، وقال "لقد وجدت نفسي محاطاً بالأسود منذ فتحت عيني على العالم".
وتحتفظ العائلة بقططها البرية الضخمة في مزرعتها الكائنة على بعد ساعة من القاهرة، وقد أتى بها الحلو إلى المدينة لتصوير مقاطع الفيديو. وبعد انتهاء التصوير، تعود الأسود إلى المزرعة، حيث تملك العائلة نحو 40 حيواناً أخرى، بينها قرود وقطط برية ضخمة أخرى.
وخلال زيارة قام بها أخيراً مراسل صحافي من وكالة أسوشييتد برس، تباهى الحلو باستعراض، جمانة، إحدى اللبؤات التي تملكها الأسرة، وشجّعها على وضع براثنها فوق كتفيه، وراح الاثنان يتمايلان وكأنهما يرقصان. وفي حيلة أخرى، أطاعت اللبؤة أمره بضربة خفيفة بالعصا، لتدوس فوق أخته بشرى المستلقية وكأنها لوح خشبي، وقالت بشرى وهي تربت بحنو على ظهر اللبؤة "إن الأسود مثل أطفالي".
© The Independent