بحثت كوريا الشمالية في إجراءات جديدة تهدف إلى تعزيز قدراتها في مجال "الردع النووي"، وذلك خلال اجتماع عسكري الأحد 24 مايو (أيار) برئاسة الزعيم كيم جونغ-أون، بحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
القوات في حالة تأهب
وقالت الوكالة إنه خلال اجتماع اللجنة العسكرية المركزية "عُرضت إجراءات جديدة تهدف إلى تعزيز الردع النووي العسكري للبلاد".
وأشارت إلى أنه جرى أيضاً اتخاذ "إجراءات حاسمة"، من دون أن تقدّم تفاصيل حول طبيعة تلك الإجراءات التي اتُخذت بشأن الردع النووي.
وقالت إن المناقشات ركزت أيضاً على "وضع القوات المسلحة في حالة تأهب"، في سياق "زيادة وتطوير القوات المسلحة".
ووفق الوكالة، فقد تم اتخاذ إجراءات "لزيادة القوة النارية للقطع المدفعية للجيش الكوري وتطويرها بشكل كبير".
وهذا أول ظهور علني لكيم تتحدث عنه وسائل الإعلام الكورية الشمالية منذ حوالى ثلاثة أسابيع.
ويأتي إعلان بيونغ يانغ في وقتٍ ناقشت الإدارة الأميركية إمكانية إجراء أول تجربة نووية منذ 1992، وفق ما أفادت صحيفة واشنطن بوست الجمعة.
عيوب في الأنشطة العسكرية والسياسية
وأضافت الوكالة أن المشاركين في الاجتماع درسوا "سلسلة عيوب في الأنشطة العسكرية والسياسية" لكوريا الشمالية وناقشوا سبل تحقيق "تحسن حاسم" في هذين المجالين.
ولم تحدّد الوكالة موعد انعقاد هذا الاجتماع. لكنها أشارت في خبر منفصل إلى أن كيم أصدر أمراً للقوات المسلحة في 23 مايو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتزايدت في الآونة الأخيرة التساؤلات حول صحة كيم بعد غيابه عن احتفالات ذكرى ميلاد مؤسس النظام الكوري الشمالي كيم إيل سونغ في 15 أبريل (نيسان)، وهي أبرز مناسبة سياسيّة في البلاد.
ومع انتشار إشاعات حول وضعه الصحي، كانت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أعلنتا مراراً أنهما لا تملكان أي معلومات تؤكد أياً من التكهنات المطروحة.
لكنّ كيم عاد وظهر في أوائل مايو في مشاهد بثها التلفزيون الرسمي وهو يسير مبتسماً ويدخن سيجارة لدى افتتاح معمل في سونشون، شمال بيونغ يانغ.
ونشرت صحيفة "رودونغ سينمون" الأحد صوراً من اجتماع اللجنة العسكرية المركزية.
تغيير في سياسة الدفاع الأميركية
وفي إحدى الصور، ظهر كيم داخل قاعة مكتظة بضباط يرتدون بزات عسكرية.
ويأتي إعلان بيونغ يانغ الأخير، في وقتٍ أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن إدارة الرئيس دونالد ترمب ناقشت إمكانية إجراء تجرية نووية ستكون الأولى من نوعها منذ 1992، في ما يمكن أن يشكل تحذيراً لروسيا والصين.
وأفادت الصحيفة الأميركية الجمعة نقلاً عن مسؤول كبير في الإدارة ومسؤولَين سابقَين آخرَين، بأنه تمت مناقشة الأمر خلال اجتماع عُقد في 15 مايو.
ويمكن أن يمثل إجراء اختبار من هذا النوع تغييراً مهماً في سياسة الدفاع الأميركية ويؤدي إلى تصعيد كبير في الوضع مع القوى النووية الأخرى.
وقال أحد المحللين إنه في حال تم ذلك، فسيُعتبر "إشارة انطلاق لسباق تسلّح نووي غير مسبوق".
قطع محتمل للمفاوضات
وجاء ذلك بعدما نقل عن مسؤولين أميركيين معلومات تفيد بأن روسيا والصين تجريان تجارب نووية بطاقة منخفضة. ونفت موسكو وبكين هذه المعلومات التي لم تقدم الولايات المتحدة أدلة لإثباتها.
وتدخل إدارة ترمب تغييرات مستمرة على سياسة الدفاع الأميركية.
ورأى داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية ضبط الأسلحة "آرمز كونترول أسوسييشن"، وهي منظمة غير حزبية تتخذ من الولايات المتحدة مقراً، أن قراراً من هذا القبيل قد "يقطع" على الأرجح المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ حول ترسانة كوريا الشمالية النووية.
وأشار كيمبال إلى أن في حال أُجريت التجرية النووية الأميركية، فإن كيم "قد يشعر أنه غير ملزم باحترام وقف التجارب النووية".
وأجرت كوريا الشمالية ستّ تجارب نووية بين عامي 2006 و2017، لكنها لم تُجرِ أية تجربة مذاك. ويفرض مجلس الأمن الدولي على بيونغ يانغ سلسلة عقوبات مرتبطة بأنشطتها النووية وبرامجها البالستية.