ملخص
ترمب يملأ الفراغ السياسي الذي يتركه انسحاب بايدن الهادئ من القيادة، حيث يتدخل في مشاريع قوانين رئيسة ويطلق تهديدات دبلوماسية
يتفق مشرعون ومعلقون سياسيون على أن دونالد ترمب يمسك بالفعل بزمام الأمور "بشكل جلي" حتى قبل أسابيع من موعد تنصيبه الرسمي.
وفيما تهدأ وتيرة نشاط جو بايدن السياسي مع اقتراب انتهاء ولايته، يتصرف ترمب كما لو أنه قد تسلم مهامه بالفعل عبر تدخله في مشروع الموازنة الأسبوع الماضي وإطلاقه التهديدات باستعادة قناة بنما وتأكيد رغبته بالسيطرة على غرينلاند، وفقاً لموقع "ذا هيل".
وقالت السيناتورة الجمهورية عن ألاسكا ليزا موركاوسكي للموقع "من الواضح أنه يدير الدفة الآن"، في تعليقها على تأثير ترمب في مشروع الموازنة الذي استحال فوضى، قبل ساعات قليلة من الإغلاق الحكومي.
وأضافت "لا أحد يسأل ’أين بايدن؟‘ في خضم هذه الأحداث. فترمب هو من يمسك بزمام الأمور. وترمب هو من يدير الدفة الآن حتى قبل جلسة التصديق على الانتخابات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول ستيفن إف. سميث، أستاذ العلوم السياسية في جامعة واشنطن في سانت لويس إن سلوك ترمب الحازم قبل أسابيع من جلسة تنصيبه، "أمر غير مسبوق".
ولحظ سميث أن ترمب، مدفوعاً بحليفه ومستشاره الملياردير إيلون ماسك، فاجأ كبار المسؤولين الجمهوريين مع إعلان معارضته لأول مشروع قانون يطرحه مايك جونسون ويؤيده الحزبان الرئيسيان.
وقال لموقع "ذا هيل" "تدخل ترمب غير مسبوق. ليس لدي شك في أنه كان يتلقى نصائح دقيقة حول ما يجري. من المؤكد أنه كان هناك تصور بأن تدخله العلني – الذي يمكن اعتباره شكلاً من أشكال انتقاد الجمهوريين – سيجعل من الصعب على الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الحصول على تنازلات من الجمهوريين في مجلس النواب".
فيما قال الخبير الاستراتيجي الجمهوري فين ويبر للموقع إن القضية تتعلق أكثر بغياب بايدن عن المشهد السياسي وليس تدخل ترمب الحازم.
وقال ويبر "سمعت انتقادات وجهها البعض إلى ترمب لتدخله قبل الأوان. لكنني أعتقد أن النقطة الرئيسة هي أن بايدن ترك الساحة فارغة وقد أتى ترمب ليملأ هذا الفراغ".
وأضاف ويبر أن غياب تأثير بايدن الواضح خلال فوضى مشروع قانون الإنفاق في الكونغرس الأسبوع الماضي كان "معبّراً للغاية". وأكمل "كان مشهداً لافتاً جداً".
ويرى جمهوريون آخرون أن بايدن قد "انسحب بالفعل" من المشهد السياسي.
من جهته، قال السيناتور الجمهوري توم تيليس من كارولاينا الشمالية لموقع "ذا هيل" إن ترمب "تصرف كرئيس الشهر الماضي أكثر من الرئيس بايدن" فيما اعتبر السيناتور الجمهوري عن تكساس جون كورنين أن بايدن "غادر موقعه منذ فترة بعيدة".
وأضاف تيليس "لا أرى أي سلوك قيادي من البيت الأبيض. بل نجده في مارالاغو أكثر مما في البيت الأبيض".
وعبر بعض الديمقراطيين عن رأيهم بأن بايدن كان "قادراً على فرض رأيه بشكل أكبر" بشأن المقترحات التي نجح ترمب في إزالتها من مشروع القانون وفقاً لـ"ذا هيل".
ووافق سيناتور ديمقراطي، تكلم على شرط إخفاء هويته، على أن إدارة بايدن "استنفدت طاقتها".
من جهته، قال السيناتور الديمقراطي عن كونيتكت ريتشارد بلومنثال إنه لم "يرده أي شيء بشكل مباشر من البيت الأبيض"، لكنه أضاف أنه لا يعلم بوجود أي حوارات على المستوى القيادي.
رد البيت الأبيض على الانتقادات زاعماً أن "مناوراته منعت إغلاق الحكومة في عيد الميلاد بسبب الجمهوريين".
وقال آندرو بيتس، وهو أحد كبار نواب المتحدثين باسم البيت الأبيض في بيان أرسله لموقع "ذا هيل" "عمل الرئيس بايدن وفريقه مع الزعيمين جيفريز وشومر من أجل استغلال أخطاء الجمهوريين ضدهم، كي يدرك الشعب الأميركي أن الجمهوريين في مجلس النواب وترمب ينكثون بوعودهم ويولون الإعفاءات الضريبية على الأغنياء أهمية أكبر من الجيش والمستفيدين من إعانات الضمان الاجتماعي- وكل ذلك بناء على توجيهات أغنى رجل في العالم [إيلون ماسك]".
© The Independent