أعلنت إسرائيل ضرب حوالي 100 هدف لحركة حماس في غزة رداً على إطلاق صاروخين من القطاع، وبدأت اسرائيل بسلسلة غارات على قطاع غزة، بعد ساعات على اطلاق صاروخين وصلا الى منطقة تل ابيب. الغارات استهدفت عشرات المواقع لحركتي "حماس و"الجهاد الاسلامي" وتسبب بأضرار جسيمة بحسب ما أفاد شهود عيان. وكان حبسُ أنفاس سيطر ليلاً في غزة بعد سقوط صاروخين على منطقة تل أبيب في أول هجوم من نوعه منذ الحرب التي دارت رحاها في القطاع عام 2014. وأظهرت لقطات للتلفزيون الإسرائيلي الصاروخين يخترقان ليل تل أبيب قبل أن ينفجرا.
وعلى الرغم من تفعيل نظام الدفاع الصاروخي المعروف باسم "القبة الحديدية" لم يشر الجيش الإسرائيلي إلى أي اعتراض ناجح للصاروخين. وقال المتحدث العسكري البرجادير جنرال رونين مانليس لراديو إسرائيل "لم تسقط أي صواريخ على أي منطقة إنشاءات"، لكنه أحجم عن الإفصاح عن تفاصيل العملية.
وعقب إطلاق الصاروخين، أمرت البلديات الإسرائيلية فتح الملاجئ التي خصصت لحماية الإسرائيليين في أوقات التصعيد، ودوّت صفارات الإنذار في أرجاء تل أبيب ومناطق مستوطنات محيط غزة. وهي المرة الأولى التي تدوي فيها صفارات الإنذار في المدينة منذ حرب 2014 في قطاع غزة الذي تديره "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس). وكانت وقعت اشتباكات أصغر نطاقاً منذ ذلك الحين، لكن تم احتواؤها بفضل وساطات من جانب مصر والأمم المتحدة. وقال مانليس "كانت تلك مفاجأة بالأساس"، مضيفا أن إسرائيل لم يكن لديها معلومات استخبارية مسبقة تحذرها من إطلاق صواريخ.
وفي الساعة الأولى من يوم الجمعة 15 مارس (آذار)، سُمع دوي انفجارات في قطاع غزة. وقال شهود فلسطينيون إن طائرات إسرائيلية قصفت موقعين أمنيين تابعين لحركة "حماس" في جنوب القطاع وشماله.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يهاجم ما وصفه "بمواقع إرهابية" في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق صفارات التحذير من الصواريخ في مناطق قرب الحدود مع قطاع غزة.
"حماس" و"الجهاد" تنفيان المسؤولية
وفي محاولة لاحتواء أي تصعيد نفت حركتا "حماس" و "الجهاد الإسلامي" مسؤوليتهما عن إطلاق الصاروخين اللذين جاء إطلاقهما في قت تعقد محادثات بشأن هدنة مع وسطاء مصريين.
وأكدت "كتائب عزالدين القسام"، الجناح المسلح لحماس، في بيان، "عدم مسؤوليتها عن الصواريخ التي أطلقت الليلة باتجاه العدو، خصوصاً وأنها أطلقت في الوقت الذي كان يعقد فيه اجتماع بين قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس والوفد الأمني المصري بشأن التفاهمات الخاصة بقطاع غزة". كذلك نفت "حركة الجهاد الإسلامي" إطلاق أي صواريخ.
وبعد نحو 40 دقيقة من انطلاق الإنذار عادت الحركة المرورية لتدفقها الطبيعي على طريق أيالون السريع الرئيسي في تل أبيب. لكن بلدية المدينة طلبت من السكان فتح الملاجئ كإجراء احترازي.
وفور وقوع الهجوم سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الاجتماع مع كبار مسؤولي الجيش والأجهزة الأمنية. وبطلب من إسرائيل غادر الوفد المصري الذي كان يتولى التفاوض على التهدئة بين إسرائيل وحماس غزة. وكتب وزير المالية الإسرائيلي موشي كاخلون على تويتر إن إسرائيل "سترد كما تقتضي الضرورة" على الهجوم الصاروخي.
يذكر ان العام الماضي شهد توتراً على امتداد الحدود بين إسرائيل وغزة، منذ بدأ الفلسطينيون احتجاجات قرب السياج الحدودي، غالباً ما تدفع الجيش الإسرائيلي للرد بشكل يتسبب بسقوط قتلى.
وأثار إطلاق الصاروخين تساؤلات في إسرائيل عما إذا كانت من عمل عناصر فلسطينية معارضة لإبرام أي اتفاق بين "حماس" وإسرائيل.
اتهامات وردود
الجيش الإسرائيلي اتهم "حركة الجهاد الإسلامي" بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ، ولكن مسؤول الإعلام في الحركة داوود شهاب نفى لـ"اندبندنت عربية" مسؤولية "الجهاد" عن إطلاق أيّ قذائف صاروخية من قطاع غزّة، موضحاً أنها ادعاءات باطلة.
واستنكرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، التابعة للحكومة الموازية، إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، نحو تل أبيب، معتبرة أن هذا الفعل خارج عن الاجماع الوطني، وأنّها ستتخذ إجراءاتها بحق المُخالفين.
وبحسب مصدر فصائلي، فإنّ وفد المفاوضات التابع للأمم المتحدة إلى جانب الوفد الأمني المصري يحاولان التوصل إلى تفاهمات لحل الأزمة، وعدم انجرار المنطقة إلى حرب شاملة، موضحاً أنّ المقاومة أعطت وعداً للمصريين بعدم التصعيد ضدّ إسرائيل. ومنذ حادثة الصواريخ، يشهد قطاع غزّة تحليقاً كثيفًا لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية.