أفاد بحث جديد بأن ما يصل إلى 124 ألف وظيفة في صناعة الطيران البريطانية وسلاسل الإمداد الخاصة بها، باتت معرضة لخطر الاختفاء في غضون ثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا.
إذ بيّن تقرير أصدرته "مؤسسة الاقتصادات الجديدة" New Economics Foundation أن ما لا يقل عن 70 ألف وظيفة ستختفي على الأرجح في غياب برامج إنقاذ حكومية مصممة لحماية العاملين. ومن بين شاغلي تلك الوظائف، يعمل 39 ألفاً في شكل مباشر في قطاع الطيران، ويعمل الباقون في سلاسل الإمداد على غرار المساعدين في الأسواق الحرة والمهندسين الجوّيين وغيرهم.
ويماثل نطاق فقدان الوظائف [في قطاع الطيران حاضراً] ذلك الذي رافق انهيار صناعة الفحم البريطانية بين عامي 1980 و1981. وقد رجّح واضعو التقرير أن يرتفع العدد الحقيقي أكثر بحلول نهاية السنة المالية العامة في أبريل (نيسان) المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياق متصل، أعلنت شركات الخطوط الجوية عن إلغاء آلاف الوظائف منذ بدأت أزمة "كوفيد 19". وأظهرت "الخطوط الجوية البريطانية" في أبريل (نيسان) أنها ستلغي 12 ألف وظيفة من أصل وظائفها الـ42 ألفاً، في حين ستصرف "ريان إير" ثلاثة آلاف موظف و"إيزي جت" حوالي 30 في المئة من قوتها العاملة.
وعن ذلك الأمر، تحدثت الأمينة العامة لـ"مؤتمر الاتحادات المهنية" Trades Union Congress (TUC) فرانسيس أوغرايدي . ووفق كلماتها، "يشكّل الطيران جزءاً مهماً من بنيتنا التحتية الاقتصادية. ويدعم عشرات الآلاف من الوظائف الجيدة. وقد عانى القطاع بالفعل معاناة شديدة بسبب جائحة كورونا، وشكّل تطبيق فترة الحجر الصحي ضربة إضافية. ونحن لا نستطيع تسليم هؤلاء العاملين لليأس الخاص بالبطالة".
وأضافت، "يحتاج قطاع الطيران إلى دعم فوري، ليس لمجرد حماية مداخيل أصحاب المليارات الذين يملكون شركات الخطوط الجوية وحدهم. ويتوجب على الحكومة أن تتصرف الآن لحماية وظائف العاملين وسبل عيشهم، ودعم الاستمرار البعيد الأجل للقطاع، وتسهيل حصول تحوّل منصف صوب عمليات تصدر انبعاثات كربونية أقل".
وفي شأن متصل، ذكر الباحث في "مؤسسة الاقتصادات الجديدة" أليكس تشابمان، أن "صناعة الطيران تواجه خسائر في الوظائف تماثل السنوات الأسوأ لتراجع صناعة الفحم في بريطانيا في ثمانينات القرن العشرين. ويجب أن نتعلم دروساً من تلك المرحلة وأزمة عامي 2007 و2008، فننهض بعمل أفضل بالنسبة إلى حماية رفاه الموظفين والمجتمعات المحلية.
وأضاف، "ثمة أسباب اجتماعية واقتصادية قوية لمنع القفزة في البطالة التي يهدد بها رؤساء شركات الطيران. وبدلاً من ذلك، يجب الاستثمار بكثافة في إعادة تدريب عاملي الطيران وتعزيز مهاراتهم لإعدادهم لظروف طبيعية جديدة، والتخلص سريعاً من الكربون في الاقتصاد البريطاني".
© The Independent