يدير دومينيك كامينغز "عهداً يسوده الرعب" في مقر رئاسة الحكومة في داونينغ ستريت على الرغم من أفكاره "المجنونة"، حسبما يحذر مساعد بوريس جونسون السابق وصديقه.
في هجوم استثنائي لشخصية بارزة في حزب المحافظين، اتّهم توم مونتغومري رئيس الوزراء بالسماح لكبير مساعديه أن يسيطر على الحكومة، معتبراً أن ذلك تسبب جزئياً بـ "إساءة التعاطي" مع الاستجابة لفيروس كورونا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشف مونتغومري أنّه تلقّى تهديداً "بالقصاص" بسبب تعبيره العلني عن معارضته للحكومة، بعد ما عمل لدى جونسون حتّى شهر فبراير (شباط) الماضي. وقال "ما يقلقني هو أنّ (كامينغز) شخصية لامعة، لكن نصف أفكاره مجنونة، ونصفها جيّدة... يجب ألّا يتولّى منصباً نافذاً. لكن أخشى أنّ هذا ما حدث داخل داونينغ ستريت".
وأضاف مؤسّس موقع "كونزيرفاتيف هوم" (بيت المحافظين) الإخباري "لقد نُقلت حملة 'صوتوا للانسحاب' التي أدارها دومينيك كامينغز خلال الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي، لتُزرع داخل داونينغ ستريت، حيث يتجلى نقص في تنوّع الآراء، والموظفين".
تُعتبر هذه الانتقادات مُسيئة أكثر بسبب تأكيد مونتغومري أنه ما زال يعتبر رئيس الوزراء "صديقاً"، قائلاً لراديو 4 التابع لـ " هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) "ما زلت أريده أن ينجح لا أسعى لمعارضة قيادته".
تعكس هذه الانتقادات المخاوف المضمرة التي تراود كثيراً من الوزراء، والنواب المحافظين من تمتّع كامينغز بموقع غير مسبوق، وخطير داخل رئاسة الحكومة. كما تأتي هذه التعليقات بعدما اعتُبرت رحلة كبير المستشارين (سيئة السمعة) خلال الإغلاق من لندن إلى درهام، تحديداً على أنها سبب رئيس وراء التراجع الكبير في ترتيب جونسون في استطلاعات الرأي. فقد ساند حليفه على الرغم من الغضب الذي شاع في أوساط نواب حزب المحافظين، ومن اعتقاد شرطة درهام بأنه قد ارتكب مخالفة بذهابه في رحلته النهارية إلى بلدة "برنارد كاسل".
ووصف مونتغومري كامينغز بأنّه "شخصية مُلهمة" قدّمت مساهمة "هائلة" بما خصّ تنفيذ بريكست وكذلك الفوز بالانتخابات العامّة العام الماضي.
لكنه لفت إلى أنّ الحكومة الضعيفة بعد إخراج الشخصيات القوية من المحافظين منها بسبب معارضتهم لجونسون، تتطلّب أن يكون فريق داونينغ ستريت قوياً، وألّا يقع تحت رحمة شخصية واحدة متقلّبة. وحذّر مونتغومري من أنّ اجتماعات الحكومة باتت قصيرة، ويمكن الاستغناء عن الأفكار والمقترحات "بمجرّد التفوّه بعبارة دومينيك لن يقبل بهذا".
وكتب في مقالٍ منفصلٍ قائلاً "استغرق الأمر ست سنوات قبل أن تتوقف حكومات مارغريت تاتشر عن الإصغاء إلى الأصوات البديلة...لكن الأنماط نفسها ظهرت بعد ستة أشهر من تولّي جونسون رئاسة الوزراء، وبعد ستة أسابيع من انتصاره في الانتخابات العامة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي".
وتابع مونتغومري "خلال سنواتها الأولى، كانت المرأة الحديدية تستسيغ النقاش والجدال الفكري، وقد زادت هذه المبارزات الكلامية من قوّتها وصلابتها أثناء معاركها العلنية أمام منافسيها الحقيقيين... وفي تعارضٍ صارخ مع هذا، غالباً ما فضّل الفريق داخل مقر رئاسة الحكومة حالياً، أن يقابل المعارضة الداخلية بالقصاص، وأن ينقل معظم هذه الأنباء إلى صحافيّيه المفضّلين".
© The Independent