كشفت بيانات المكتب الوطني للإحصاء في الصين "أن أكثر من 40 في المئة من سكان الصين يكسبون نحو ألف يوان (141 دولاراً أميركياً) شهرياً فقط، ما مهّد الطريق لمزيد من الجدل حول فجوة الدخل في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ووفقا للمكتب الوطني عن ملخص من الكتاب الإحصائي لعام 2020، فإن الأرقام تناقض الادعاء المفاجئ، الذي قدمه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، في نهاية المؤتمر الشعبي الوطني في مايو (أيار) الماضي، بحسب ما أوردته صحيفة "ساوث تشاينا موورنغ بوست".
ففي العام الماضي، كان ترتيب أدنى 40 في المئة من الأسر الصينية حسب الدخل، بما مجموعه أكثر من 600 مليون شخص من أصل 1.4 مليار نسمة، يبلغ نصيب الفرد من الدخل المتاح 11485 يواناً (1621 دولاراً أميركياً)، بمتوسط 957 يواناً (135.3 دولار) لكل شهر، وفقاً لمسح دخل وإنفاق الأسرة السنوي الذي أجراه المكتب الوطني للإحصاء.
وفي عام 2018، كسبت المجموعة ذاتها دخلاً شهرياً للفرد يمكن إنفاقه، قدره 866 يواناً (122.4 دولار).
ونقل المكتب الوطني للإحصاء عن ملخص من الكتاب الإحصائي الصيني لعام 2020 رداً على استفسار إعلامي من الصحيفة، أنه مع عدم توقع نشر التقرير الكامل حتى وقت لاحق من هذا العام. فإن الإحصاءات تكشف عن تراجع في مستوى الدخل السنوي للعائلات .
دولة غنية وشعب فقير
ولا تزال الصين أكبر دولة نامية في العالم، حيث إن مستوى الدخل لعدد كبير من السكان في المناطق الريفية والمناطق الوسطى والغربية لا يزال منخفضاً. وقال الجهاز إن مهمة تخفيف حدة الفقر وإنعاش المناطق الريفية شاقة للغاية.
وفي الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أنه مع استمرار نمو الاقتصاد الصيني، إلا أنه سيتم تحويل المزيد والمزيد من الفئات الى مستويات متدنية اقتصادياً، رغم أن السوق المحلية الصينية لا تزال لديها إمكانات كبيرة لكن ليس هناك نهاية لتطورها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسلط بيانات الدخل الجديدة الضوء أيضاً على مستوى عدم المساواة في الصين، الذي يمكن أن يتوسع أكثر في أعقاب تفشّي فيروس كورونا، حيث يصيب الفيروس الفئات ذات الدخل المنخفض، بمن في ذلك أصحاب الأعمال الحرة، والعمّال المهاجرون بشكل خاص.
ووفقاً للمكتب الوطني للإحصاء، فإن 40 في المئة من الأسر؛ تشمل كلاً من ذوي الدخل المحدود والأقل من المواطنين ذوي الدخل المتوسط، حققت المجموعة ذات الدخل المنخفض دخلاً شهرياً يقل عن ألف يوان للفرد (141.3 دولار)، بينما حصلت المجموعة الأخرى على أكثر من ألف يوان 141.3 دولار (141.3 دولار).
وفي الوقت نفسه، في عام 2019، حصل أكثر من 20 في المئة من الأسر على دخل شهري للفرد قدره 6367 يواناً (899 دولاراً).
ورغم أن الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم عند قياسها بتعادل القوة الشرائية، فإن الناتج المحلي الإجمالي للفرد لا يزال متخلفاً كثيراً عن الدول المتقدمة، حيث يميل توزيع الدخل بحدة نحو الدولة، ما يؤدي إلى وضعٍ يُشار إليه عموماً باسم "الدولة الغنية والفقيرة الأفراد". فيما يُزيد تفاوت الدخل بين سكان الريف والحضر من تعقيد الصورة.
وارتفع مُؤشر جيني، وهو مقياس لعدم المساواة بين السكان، ثلاث سنوات متتالية منذ عام 2015، ليصل إلى 0.468 في عام 2018، قبل أن ينخفض قليلاً إلى 0.465 في عام 2019، وفقاً للبيانات الحكومية. وتشير قراءة الصفر إلى مساواة داخل المجتمع، في حين أن قراءة واحدة تشير إلى عدم المساواة.