لم تمر إخفاقات الحكومة البريطانية خلال أزمة فيروس كورونا من دون أن يراها الإعلام العالمي، الذي رصد أخطاءها بدءاً من الفشل في تطبيق الاختبار والتتبع إلى التباطؤ في فرض الإغلاق.
فبقاء سكان المملكة المتحدة خاضعين للقيود المشددة التي رفعتها بلدان أخرى واستمرار معدل الوفيات في التصاعد، يثيران أسئلة في الخارج عن كيفية انتهاء الأمور في بريطانيا هكذا لتتكبد هذا العدد الكبير من الخسائر البشرية.
في هذا السياق، وصفت قناة التلفزيون الألمانية "زت دي أف" رد المملكة المتحدة على تفشي الفيروس بأنه "فشل مميت". وأضافت في محاولة لتقديم عرض موجز للوضع أن "الشيء الوحيد الثابت هو تفاخر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بعبارات مثل "نحن لدينا أفضل نظام تعقب في العالم"، أو "أنا فخور بما حققناه"، أو "نحن نقود العالم في ردنا على كورونا".
ويلاحظ مراسلها في المملكة المتحدة أن "المراقبين من حزب المحافظين" غير قادرين على تبييض صفحة ما حدث خلال الأشهر القليلة الأخيرة.
أما صحيفة "داي فيلت" الألمانية فتشرح لقرائها كم أن المملكة المتحدة متخلفة عن غيرها في مجال التعافي من فيروس كورونا، إذ إن "جونسون رفع أخيراً فقط قيود التواصل المشددة"، لافتة إلى أن "هذا الأمر حصل في ألمانيا منذ بداية شهر مايو (أيار) الماضي".
وفي الولايات المتحدة، التي ألحق بها هي الأخرى فيروس كورونا ضرراً شديداً، قالت صحيفة "ذا نيويوك تايمز" إن "نظام إنجلترا المتفوق عالمياً في تعقب الفيروس ليس إلا عكس ما يوصف به تماماً". وفي سياق شرحها إخفاقات الحكومة البريطانية اعتبرت الصحيفة أنه "كما هي الحال مع استجابة الحكومة عموماً للجائحة... كانت الوعود أكبر من النتائج التي تحققت فعلاً، ما يعرّض للخطر إعادة فتح الاقتصاد البريطاني المتعثر، ويجازف بموجة وفيات جديدة، في واحد من أكثر البلدان تضرراً بالفيروس".
من جانبها، تساءلت شبكة "سي أن أن" التلفزيونية "أين كان الخطأ في مواجهة المملكة المتحدة لفيروس كورونا؟". وفي غضون ذلك، عنونت صحيفة "ذا واشنطن بوست"، افتتاحية لها في بداية تفشي الجائحة خلال شهر مارس(آذار) الماضي ببساطة "رد الحكومة البريطانية على فيروس كورونا كارثة". وحاججت الصحيفة بأن الاستراتيجية البريطانية كانت "مشوبة بالعيوب" وأن الحكومة أدركت، في وقت متأخر، أنها ارتكبت خطأ.
أما في أستراليا، فطرحت صحيفة "ذا أيج" خلال شهر مايو الماضي هذا السؤال: "أين أخطأت بريطانيا؟"، مع عنوان لمقال معمق يصف رد المملكة المتحدة بأنه "أكبر فشل يقع خلال 30 سنة".
من جهتها، وصفت صحيفة "نيوزيلند هيرالد" النيوزلندية مشاهد الشواطئ المزدحمة بالرواد في المملكة المتحدة، التي شجعها بوريس جونسون هذا الأسبوع بأنها "غير قابلة للتصديق".
إلى ذلك أشارت الصحيفة الفرنسية "ليبراسيون" إلى حالة انقطاع التواصل بين جونسون وفريق مستشاريه العلميين، معتبرة أن ذلك قد يجعل بريطانيا غير جاهزة إلى حد لا يسمح لها بإنهاء الإغلاق. وفي تغطيتها للمؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الوزراء البريطاني أفادت بأن "التناقض بين بشاشة جونسون، والوجوه المكفهرة لمستشاريه العلميين الواقفين إلى جانبه، كان صاعقا".
في اليابان، أشارت صحيفة "أساهي شومبن" في هذا الشهر، إلى أعداد الوفيات المرتفعة في المملكة المتحدة، ومضت لتشرح لقرائها السبب وراء ذلك بأن "المملكة المتحدة بدأت متأخرة في فرض الإغلاق، واتخذت إجراءات محدودة مقارنة ببلدان أوروبية أخرى تفشت العدوى فيها قبل بريطانيا".
وكتبت صحيفة "ريبوبليكا" الإيطالية في هذا الشأن حول ما إذا كانت فضيحة دومينيك كامينغز ستؤثر على الالتزام بنظام الاختبار والتتبع، إذ "كيف سيتصرف المواطنون الآن بعد فضيحة كامينغز، راسبوتين بوريس؟". وتساءل مراسلها ما إذا كان دفاع رئيس الوزراء عنه بقوة "سيزيد من مخاطر انتشار السلوك الفوضوي" بين السكان.
© The Independent