"مصائب قوم عند قوم فوائد"، ربما هذه هي القاعدة التي دفعت بعض الأسواق إلى تحقيق أرباح ضخمة خلال الأزمة الحالية والمخاطر القائمة التي خلفتها جائحة فيروس كورونا المستجد والتي نالت كثيراً من عدد من القطاعات وعلى رأسها أسواق الأسهم والأصول الخطرة، مقابل مكاسب صاروخية لأسواق الأصول والملاذات الآمنة.
في سوق النفط، تراجعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات أمس الثلاثاء، وسط استمرار تصاعد المخاوف حيال ضعف الطلب وتخمة المعروض، لكن الخام الأميركي حقق مكاسب فصلية بأكثر من 91 في المئة. وجاء أداء الذهب الأسود أمس، بالتزامن مع إحراز تقدم في محادثات استئناف الصادرات من قبل شركة النفط الحكومية في ليبيا، الأمر الذي أثار مخاوف من زيادة في الإمدادات.
وتشير البيانات إلى أن الخام الأميركي تمكن من تحقيق مكاسب فصلية بنحو 91.7 في المئة وهى الأكبر في حوالى 3 عقود، كما سجل ارتفاع بنحو 10.6 في المئة خلال يونيو (حزيران) بدعم تخفيضات قياسية للإنتاج النفطي من قبل "أوبك+"، وإشارات تعافي الطلب مع تخفيف قيود الإغلاق. وعند التسوية، تراجع سعر العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأميركي تسليم أغسطس (آب) المقبل بنحو 1.1 في المئة مسجلاً مستوى 39.37 دولار للبرميل. وانخفض سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم أغسطس المقبل بنحو 2.1 في المئة إلى مستوى 40.17 دولار للبرميل.
107 في المئة نسبة الالتزام بخفض إنتاج النفط
في الوقت نفسه، كشف مسح حديث، عن تراجع إنتاج أوبك من النفط خلال يونيو (حزيران) إلى أدنى مستوى في عقدين، مما دفع امتثال المنظمة لاتفاق خفض الإمدادات إلى 107 في المئة على الرغم من عدم وفاء العراق ونيجيريا بكامل حصتيهما.
ووفق بيانات وكالة "رويترز"، فإن الدول الأعضاء الـ13 في المنظمة، ضخت نحو 22.62 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال يونيو الماضي، بانخفاض يبلغ نحو 1.92 مليون برميل يومياً عن الشهر السابق له. ومن شأن هذه القراءة أن تكون الأدنى لإنتاج أوبك من الخام منذ عام 2000 على الأقل.
واتفقت منظمة "أوبك" وحلفائها على خفض قياسي لإنتاج النفط بنحو 9.7 مليون برميل يومياً بداية من الشهر الماضي وحتى نهاية يوليو (تموز) لتعويض تراجع الطلب الناجم عن أزمة كورونا ودعم أسعار الخام. وأظهرت البيانات، أنه منذ بداية الشهر الماضي، قدمت أوبك 6.523 مليون برميل يومياً من التخفيضات التي تعهدت بها، وهو ما يعادل الامتثال بنسبة 107 في المئة، مقارنة مع 77 في المئة خلال شهر في مايو (أيار) الماضي.
وأوضح المسح أن أكبر خفض للإنتاج خلال الشهر الماضي، جاء من قبل السعودية التي ضخت 7.55 مليون برميل يومياً في يونيو الماضي، أو أقل من حصتها بموجب اتفاق "أوبك+" بما يقرب من مليون برميل يوميا. وذكر أن إنتاج أوبك تراجع أيضاً بسبب تخفيضات أكبر نفذها العراق ونيجيريا حيث رفعا التزامهما باتفاقية خفض الإنتاج إلى 62 في المئة و72 في المئة على التوالي.
الذهب يسجل أكبر مكاسب فصلية في 4 سنوات
في سوق الأصول والملاذات الآمنة، ارتفعت أسعار الذهب أعلى مستوى 1800 دولار للمرة الأولى منذ نهاية عام 2011 عند تسوية تعاملات أمس الثلاثاء، مع خسائر الدولار، ليسجل أفضل صعود فصلي في 4 سنوات.
واستفاد المعدن النفيس من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في عدد من الولايات الأميركية لمستوى قياسي مع إعادة فتح الاقتصاد تدريجاً. وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، إن التوقعات بشأن أكبر اقتصاد في العالم "غير مؤكدة للغاية" وستعتمد على سرعة احتواء الفيروس وجهود الحكومة لدعم التعافي.
وكشفت بيانات اقتصادية عن ارتفاع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة بأكثر من التوقعات خلال الشهر الماضي. ومع مخاوف الوباء والإجراءات التحفيزية غير المسبوقة من البنوك المركزية والحكومات، حقق المعدن الأصفر مكاسب بنحو 12.8 في المئة أو ما يعادل 203.9 دولار خلال الربع الثاني من العام الحالي، وهو أكبر صعود فصلي منذ نهاية مارس (آذار) من العام 2016.
كما سجل المعدن النفيس مكاسب شهرية ثالثة على التوالي بنحو 2.9 في المئة خلال يونيو الماضي. وعند التسوية، ارتفع سعر العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم أغسطس المقبل بنحو 1.1 في المئة أو ما يعادل 19.30 دولار ليصل إلى مستوى 1800.50 دولار للأوقية. كما ارتفع سعر التسليم الفوري للمعدن النفيس بنحو 0.5 في المئة مسجلاً مستوى 1781.17 دولار للأوقية.
ارتفاع مستمر للدولار مقابل سلة العملات
في سوق العملات، تحول الدولار الأميركي للارتفاع أمام سلة من العملات الرئيسة خلال تعاملات أمس الثلاثاء، بينما لا يزال القلق بشأن وباء كورونا مستمراً، مع ارتفاع حالات الإصابة الجديدة في كاليفورنيا وتكساس لمستوى قياسي بالأمس مع إعادة فتح الاقتصاد تدريجاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوقع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، أن يتعافى اقتصاد الولايات المتحدة خلال النصف الثاني من العام الحالي، مؤكداً أن الحكومة ومجلس الشيوخ يعملان على تمرير حزمة تحفيز إضافية بحلول نهاية الشهر المقبل.
وفي وقت متأخر من تعاملات أمس، ارتفع الدولار أمام اليورو بنسبة 0.1 في المئة ليصل إلى 1.1230 دولار. كما صعد الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.3 في المئة مسجلاً 107.95 ين، وأيضاً ارتفعت الورقة الأميركية الخضراء أمام الجنيه الإسترليني بنسبة 0.7 في المئة عند 1.2386 دولار.
وعلى صعيد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة مقابل 6 عملات رئيسية فسجل تراجعاً بنسبة 0.1 في المئة ليصل إلى 97.493 بعد أن سجل مستوى 97.802 في وقت سابق من التعاملات.
61.9 في المئة حصة الدولار في الاحتياطيات
في الوقت نفسه، أظهرت بيانات حديثة لصندوق النقد الدولي، أن حصة الدولار الأميركي في الاحتياطيات العالمية ارتفعت إلى 61.9 في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي، مع قيام بنوك مركزية حول العالم بجمع العملة الخضراء في أعقاب جائحة فيروس كورونا. وما زالت حصة الدولار هي الأكبر بين كل العملات. وفي الربع الرابع من 2019، كانت حصة الدولار 60.8 في المئة.
وأظهرت البيانات أيضاً أن الاحتياطيات العالمية تراجعت إلى 11.731 تريليون دولار من 11.824 تريليون دولار في الربع الأخير من العام الماضي. وبلغ إجمالي حيازات الدولار الأميركي في الاحتياطيات العالمية 6.794 تريليون دولار، أو 61.9 في المئة تقريباً من إجمالي الاحتياطيات، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام. وفي الربع الرابع من 2019، بلغت الاحتياطيات الدولارية 6.44 تريليون دولار أو حصة قدرها 60.8 في المئة.
وأشارت البيانات إلى أن حصة اليورو في الاحتياطيات العالمية استقرت عند 20 في المئة خلال الربع الأول، مقارنة مع 20.5 في المئة في الأشهر الثلاثة السابقة. بينما لم يطرأ تغيير يذكر على حصة اليوان الصيني إذ بلغت 1.9 في المئة من إجمالي الاحتياطيات العالمية. واستقرت أيضاً حصة الين الياباني عند 5.6 في المئة في الربع الأول بلا تغيير إلى حد كبير عن أرقام الربع الأخير من عام 2019.