شهدت "وول ستريت" بداية أسبوع مُتباينة، أمس مع استمرار الضغوط من قطاع التكنولوجيا، الذي فَقَدَ الأمل بإمكانية إتمام صفقة مليارية بين شركتي "مايكروسوفت" الأميركية و"تيك توك" الصينية مع صدور قرار الأسبوع الماضي من البيت الأبيض بمنع التعامل مع الشركة الصينية، لكن بعض المؤشرات الإيجابية الخاصة بإمكانية عبور هذا الأسبوع خطة تريليونية جديدة لدعم الاقتصاد والأفراد لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا، لعبت دوراً في ظهور قفزة في مؤشر "داو جونز" الصناعي الذي ارتفع بنسبة 1.30 في المئة، عند 27791.44 نقطة، وسط آمال المستثمرين بأن يتم الاتفاق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
في المقابل، كان إغلاق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" مُتواضعاً، حيث صعد بنسبة 0.27 في المئة، إلى 3360.47 نقطة، لكن مؤشر "ناسداك" الذي يقيس أسهم التكنولوجيا واصل أمس بنسبة 0.39 في المئة، ليغلق عند 10968.36 نقطة، متأثراً بإغلاقات سهم "مايكروسوفت" وغيره من أسهم التكنولوجيا.
جدل الخطة التريليونية
ما زال الجدل قائماً بخصوص حزمة الدعم المُقترحة لمساعدة المتضررين من أزمة فيروس كورونا من الأفراد والشركات، حيث قال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، أمس، إن "إدارة الرئيس دونالد ترمب والكونغرس يمكن أن يتوصَّلا إلى اتفاق بشأن مزيد من المساعدات الاقتصادية، في أقرب وقت هذا الأسبوع".
وهناك خطتان يتمسك بهما الحزبان الديمقراطي والجمهوري لمواصلة دعم المتضررين من الأزمة، ويظهر التباين بين الخطتين من حيث حجم حزمة الدعم والفئات المُفترض أن تتلقاها، وقال منوتشين إن "هناك مجالاً للتوصل إلى حل وسط بشأن اتفاق لمزيد من المساعدات، وإنه ينبغي تمرير تشريع"، لكنه رفض الإفصاح عن موعد استئناف المُحادثات بين الجانبين.
كانت المفاوضات مع الديمقراطيين في الكونغرس حول مشروع قانون خامس لمعالجة تداعيات تفشي "كوفيد-19" في البلاد قد انهارت الأسبوع الماضي، ما دفع الرئيس الجمهوري دونالد ترمب إلى اتخاذ إجراءات تنفيذية خلال عطلة نهاية الأسبوع تتعلق بإعانات البطالة وإخلاء المستأجرين للمنازل وضرائب الرواتب وقروض الطلاب.
الديمقراطيون يريدون التفاوض
من جانبه، قال تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس، إن الديمقراطيين مستعدون للعودة إلى طاولة التفاوض حول مساعدات لتخفيف تداعيات جائحة فيروس كورونا إذا وافق الجمهوريون على مشروع قانون أكبر حجماً مما هم مستعدون لقبوله حتى الآن.
ومتحدثاً في قاعة مجلس الشيوخ، قال شومر "الديمقراطيون لا يزالون مستعدين للعودة إلى الطاولة. نحتاج إلى أن ينضم الجمهوريون إلينا ويلتقوا معنا في منتصف الطريق لنعمل معاً لتقديم مساعدة فورية للشعب الأميركي". وتبلغ الحزمة التشريعية من الحزبين ما لا يقل عن تريليون دولار.
تشاؤم أميركي
ذكر مسح نشره بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي، أمس، أن الأميركيين أصبحوا متشائمين أكثر في يوليو (تموز) حول احتمالات إيجاد وظائف في سوق العمل، بعد أن كان هناك تحسُّن طفيف على مدار شهرين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المستهلكون إن متوسط الاحتمالات المتوقعة لفقدان وظائفهم خلال العام المقبل ارتفع إلى 16 في المئة في يوليو من 15 في المئة في يونيو (حزيران)، وهو أعلى من متوسط عام 2019 البالغ 14.3 في المئة، وذلك وفقاً لمسح بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي.
يأتي هذا التحول بعد أن فرضت بعض الولايات الأميركية قيوداً جديدة في الأسواق بسبب تفشي الفيروس من جديد.
كانت بيانات نشرتها وزارة العمل، الجمعة الماضي، قد أظهرت تباطؤاً في نمو التوظيف في الولايات المتحدة بشكل كبير في يوليو، حيث زادت بمقدار 1.8 مليون وظيفة الشهر الماضي، مقارنة مع زيادة قياسية بواقع 4.8 مليون وظيفة في يونيو.
تفاؤل أوروبي
على عكس المعنويات في أميركا، يبدو أن المستثمرين في منطقة اليورو أكثر تفاؤلاً، ربما لأن هناك احتواءً أكبرَ للفيروس مقارنة بالانتشار الحاصل في أميركا. وقد أظهر مسح مؤشر سنتكس لمنطقة اليورو، ونقلته "رويترز"، أن معنويات المستثمرين في منطقة اليورو ارتفعت للشهر الرابع على التوالي في أغسطس (آب). وتحسن المؤشر سنتكس إلى -13.4 من -18.2 في يوليو.
كانت الأسهم الأوروبية قد أغلقت على ارتفاع طفيف أمس، حيث أنهى مؤشر ستوكس 600 الأوروبي الجلسة على زيادة 0.3 في المئة.
النفط يرتفع والذهب ينخفض
في قطاع النفط، أغلقت الأسعار مرتفعة، أمس، حيث أنهت عقود خام برنت القياسي العالمي لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة 59 سنتاً، أو 1.3 في المئة، لتبلغ عند التسوية 44.99 دولار للبرميل. وصعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 72 سنتاً، أو 1.8 في المئة، لتسجل عند التسوية 41.94 دولار للبرميل.
ولقيت أسعار النفط دعماً أيضاً بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تغريدة إن زعماء الديمقراطيين في الكونغرس يُريدون الاجتماع معه لبحث حزمة مساعدات اقتصادية مرتبطة بفيروس كورونا.
في المقابل، واصلت أسعار الذهب تراجعها، أمس، حيث كان السعر الفوري للذهب منخفضاً 0.2 في المئة إلى 2030.10 دولار للأوقية (الأونصة). وزادت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.6 في المئة إلى 2040.80 دولار. وكان الذهب قد بلغ ذروة قياسية عند 2072.50 دولار يوم الجمعة الماضي، ثم تراجع نحو اثنين في المئة.