حين كانت كامالا هاريس نجمة صاعدة في الحزب الديمقراطي بوصفها أول امرأة وأول شخص ملون يتولى منصب المدعي العام في ولاية كاليفورنيا، ربطتها صداقة مع بو بايدن Beau Biden ابن جون بايدن.
وكان بايدن الابن المدعي العام لولاية ديلاوير بين عامي 2007 و2015 قبل أن يتنحى عند انتهاء ولايته في منصبه. ولاحقاً تُوفِّي بعمر 46 سنة جراء سرطان في الدماغ وذلك يوم 30 مايو (أيار) 2015.
وأصبحت السيدة هاريس المدعية العامة في كاليفورنيا في 2011، وبقيت في هذا المنصب حتى انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي في عام 2016.
وخلال عملها كمدعية عامة، نشأت بينها وبين بايدن الابن زمالة، فقد كانا يضعان معاً استراتيجيات في شأن بعض القضايا ويقارنان بين ملاحظاتهما. وقال مساعدون سابقون للاثنين لوكالة "أسوشيتد برس" إنهما تبادلا المشورة، بل إن موظفيهما ارتبطوا بعلاقات وثيقة مع بعضهم بعضاً.
وحين جرت مفاوضات مع المصارف خلال أزمة الرهون العقارية، تحدثت هاريس مع بايدن الابن يومياً، كما نقلت "أسوشيتد برس" عن مساعد سابق للسيدة هاريس.
وجرى كل ذلك في وقت كانا يصبوان إلى مستقبل سياسي في الحزب الديمقراطي قبل تشخيص السيد بايدن الابن بأنه مصاب بالسرطان.
وفي الذكرى الرابعة لوفاة السيد بايدن الابن عام 2019، كرّمت هاريس زميلها السابق في وقت كانت تتنافس في السباق الرئاسي مع والده، النائب السابق للرئيس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكتبت السيدة هاريس في "تويتر" تقول وهي تشارك صورة لها مع زميلها: "أفكر في @JoeBiden و@DrBiden وأسرة بايدن كلها اليوم".
وأضافت: "كان بو بايدن صديقي. كنا مدعيين عامين معاً، ومن العسير العثور على من يضاهيه في الاهتمام أكثر وعلى مستوى أعمق بعائلته والأمة التي كان يخدمها وولاية ديلاوير. وبعد أربع سنوات على رحيله، لا أزال أفتقده".
وشكر بايدن الأب وقتئذ السيدة هاريس على كلماتها الطيبة عن ابنه، معززاً الرابطة بين العائلتين.
"شكراً @KamalaHarris مني ومن جيل ومن آل بايدن جميعاً لبادرتك اللطيفة في استعادة ذكرى بو اليوم. وكان أبي يقول أن الناس يعرفون أنهم والدين صالحان حين يلتفتون وينظرون إلى أولادهم ويعون أنهم أصبحوا أفضل منهم – وأنا فخور بالرجل الذي أصبح عليه بو".
ومهدت الرابطة بين هاريس وبايدن الابن إلى شراكتها مع أبيه. ودعم بايدن الأب ترشيحها لعضوية مجلس الشيوخ في عام 2016.
وفي كلمتها أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا في عام 2016، ذكرت هاريس عائلة بايدن وقالت أن أفرادها "يجسدون حقاً أعلى مُثل أمتنا وإيماناً قوياً بنبل الخدمة العامة".
وامتدحت بايدن الأب قائلة إنه "بذل الكثير من أجل بلدنا، وفوق كل ما أنجزه، قدم إلينا صديقي العزيز بو".
لكن علاقتهما مرت بفترة اضطراب حين تنافس الاثنان في الحملة الرئاسية لعام 2020.
وخلال مناظرة داخل الحزب الديمقراطي، أثارت هاريس مواقف بايدن الأب في مجلس الشيوخ خلال سبعينات القرن العشرين من نقل الطلاب بحافلات لتعزيز الاختلاط العرقي وغيرها من مسائل الفصل العنصري.
"كانت ثمة فتاة صغيرة في كاليفورنيا، وكانت في الدفعة الثانية من مساعي الدمج في المدارس الحكومية، وكانت تُنقَل بحافلة إلى المدرسة كل يوم. "وتلك الفتاة كانت أنا". هذا ما قالته هاريس خلال المناظرة أثناء استهدافها بايدن لدوره في معارضة النقل الإلزامي (المختلط) بالحافلات (لردم هوة الفصل العنصري).
وكانت هذه اللحظة أشد لحظات الخصومة بين السيدة هاريس والسيد بايدن خلال الحملة الرئاسية.
وخلال ذلك الوقت، أشارت تقارير إلى أن أعضاء في حملة بايدن فوجئوا بهجوم حملة السيدة هاريس. لكن الخصومة كلها التي برزت بين المعسكرين تلاشت بعدما انسحبت هاريس من السباق وأيدت ترشيح النائب السابق للرئيس.
وقال بايدن في مقابلة أخيراً: "لست ناقماً (عليها). لقد أوضحت على وجه التمام أنني لست حاقداً. وأعتقد بأن المسألة كانت في سياق المناظرة، هذا كل ما في الأمر".
وقال بايدن إنه يريد نائباً للرئيس يرتبط معه بعلاقة مماثلة لتلك التي ربطته هو مع الرئيس باراك أوباما، ووجد ذلك في السيدة هاريس بوصفها صديقة قديمة للعائلة.
© The Independent