لويس هاميلتون المنبهر إثر "المعركة" لم يدرك أنّه فاز!

شدّد سائق فورمولا 1 البريطاني لويس هاميلتون على عدم التقليل من موقع منافسه ماكس فيرشتابن في معركة بطولة العالم لسباق السيارات، وذلك على الرغم من تفوّقه الكبير عليه يوم الأحد الماضي ضمن جائزة إسبانيا الكبرى، التي أقرّ هاميلتون بأنّه كان في حالة "انبهار" خلال سيطرته على مجرياتها.

وقطع هاميلتون خطّ النهاية قبل 24 ثانية من منافسه الهولندي فيرشتابن، الذي احتل المرتبة الثانية. وبدا هاميلتون غير مدرك تماماً لانتهاء السباق الذي هيمن عليه بشكل كامل وغير مسبوق منذ انضمامه إلى سباق فورمولا 1 قبل 12 عاماً. وقام السائق البريطاني، البالغ من العمر 35 سنة، بلفّ حلقة السباق كاملة، مبتعداً طوال الوقت عن الثلاثة الأوائل خلفه، وقد حقق فوزه الـ 88 في مسيرته ليغدو على بعد ثلاث خطوات فقط من الرقم القياسي لمايكل شوماخر (91 فوزاً).

وبعد تمكّنه من تفقّد إطاراته وضبطها باكراً، استطاع هاميلتون مواصلة ابتعاده عن فيرشتابن (التي تحمل سيارته إعلانات "ريد بول")، الذي تزايد إحباطه خلف المقود إذ غاب عن ناظريه متصدر بطولة العالم 2020. وعلى هذا النحو أحكم هاميلتون قبضته على سباق كاتالونيا الذي أقرّ بأنّه كان مستغرقاً كليّاً فيه، ومنفصلاً عن أيّ تفصيل خارج الحلبة أو عما يشتت الانتباه. وقد تحدّث هاميلتون عن ذلك بعد السباق قائلاً "كنت كما لو أنني في حالة إبهار، وذاك كان شعوراً جميلاً فعلاً. لقد بذل فريقنا مجهوداً رائعاً". وأضاف هاميلتون "يا إلهي كان شعوراً جميلاً. وفي النهاية لم أنتبه أنها كانت اللفة الأخيرة. إلى هذا الحدّ كنت مأخوذاً. وكنت مستعداً لمواصلة السباق".

ويأتي فوز هاميلتون هذا ليمنحه تقدّماً إضافياً في بطولة السائقين، ويكسبه 37 نقطة في مواجهة فيرشتابن، ويمنح زميله في فريق مرسيدس، فالتيري بوتاس، 43 نقطة، هذا الأخير الذي أنهى السباق للمرّة الرابعة على التوالي في ترتيب متراجع عن ترتيب انطلاقته، وذلك بسبب بدايته الضعيفة التي أبقته خلف فيرشتابن (سائق ريد بول) ولانس سترول.

وبعد هذا السباق فإنّ فيرشتابن، الذي هزم في أربعة سباقات متتالية واحداً على الأقل من سائقَي مرسيدس، يُعدّ المتحدّي الأوفر حظاً لهاميلتون الذي يحاول كسر الرقم القياسي لمايكل شوماخر، الفائز ببطولة العالم سبع مرات. ويعتقد البريطانيون في هذا الإطار أن منافسة شديدة تنتظر هاميلتون في المراحل المتبقية من البطولة.

وعن تنافسه مع ماكس فيرشتابن قال هاميلتون لـ"سكاي سبورت": "بعد حلول ماكس بالمرتبة الثانية في (النمسا)، فكرت أنّه لولا تعرّضه لذاك الحادث لكان الفارق معه 12 نقطة فقط. نحن على مقربة من بعضنا بعضاً أكثر بكثير مما يعتقده الناس، وفي العادة تكون هذه الأفكار معنا في السباق. بيد أنني اليوم شعرت بحالة تركيز مختلفة وأنا داخل السيارة، وذاك كان رائعاً. إنّه أفضل شعور ينتابني منذ زمن طويل، فاندفعت قاطعاً اللفة إثر الأخرى... وأوووف".

بفوزه بأربعة سباقات من أصل ستّة سباقات افتتاحية في هذا الموسم، يمضي هاميلتون في طريقه إلى تحقيق فوزه بلقب البطولة السابع هذا العام، إذ قد يكسر الرقم القياسي في حمل لقب الجائزة الكبرى المسجّل من قبل مايكل شوماخر. ويأتي فوز هاميلتون الأخير يوم الأحد الماضي ليضعه على بعد ثلاث خطوات من رقم السائق الألماني (91 فوزاً)، وهو قد يُحقق تلك الخطوات في الجولة الافتتاحية لسباق ميجولو الشهر المقبل.

في المقابل وبالنسبة إلى فيرشتابن، فإن السائق الهولندي وعلى الرغم من سجاله المحتدم خلال السباق مع مهندس سيارته، فإنّه كان راضياً في النهاية عن تقدّمه على بوتاس (السائق الثاني لمرسيدس) مرّة أخرى. بيد أنّه، في الوقت نفسه، تقبّل عدم وجود جواب من قِبل فريقه على وتيرة هاميلتون. وقد قال فيرشتابن عن هذا الأمر: "مجرّد التمكّن من فصل فريق مرسيدس يعدّ أمراً جيداً جدّاً بالنسبة إلينا. لم يكن لنا سرعة لويس (هاميلتون)، إلّا أنني سعيد جدّاً بالمرتبة الثانية. والانطلاق كان غاية في الأهمية لتجاوز فالتيري (بوتاس)".