فرضت التدابير الاحترازية المطبقة في جميع أنحاء العالم من أجل مكافحة فعالة أكثر لانتشار فيروس كورونا على مختلف اتجاهات أنشطة الحياة حول العالم واقعاً جديداً تدور أنشطته في الواقع الافتراضي، ففي ظل التزام كثير من سكان العالم بهذه التدابير سعياً لاحتواء الوباء، اتجه كثيرون للمنصات الرقمية، وتطبيقات مشاركات بث الفيديو لمتابعة أنشطتهم التعليمية والاجتماعية والتجارية والثقافية، وممارسة النشاطات الرياضية بتكنولوجيا الواقع الافتراضي.
وبينما تستعد الفرق الرياضية لإتمام البطولات بأفضل طريقة ممكنة وكذلك الآليات الممكنة لضمان أكبر قدر من تأهيل المشاركين، تُنظم بطولات عالمية عبر منصات المشاركات الإلكترونية التي تحاكي الواقعية وهو ما ظهر جلياً في افتتاح المنتخب السعودي لرفع الأثقال خلال مشاركته في بطولة أوزبكستان الدولية الافتراضية التي أقيمت عن بعد بمشاركة 119 رباعاً ورباعة من مختلف بلدان العالم، وكان هناك حضور سعودي بمشاركة 4 رباعات سعوديات وهن: العنود الخليفي، وأسيل الرشيد، والعنود الشهري، وأمل الشهراني.
الواقع الافتراضي يسيطر
بالتوازي مع بدء ثورة الواقع الافتراضي الذي يغزو كل شيء حالياً، وأصبح له عدة تطبيقات في مجال الرياضة، وتستخدمه بعض الأندية والفرق في التدريبات المشتركة بين الأعضاء. تأتي مشاركة المنتخب استكمالاً لخطة الاتحاد السعودي لرفع الأثقال في مواصلة التدريبات وإقامة المسابقات لإبقاء الرباعات في أجواء البطولات استعداداً لعودة المنافسات الدولية الرسمية وأهمها البطولات التأهيلية لأولمبياد طوكيو 2021 المقبلة.
وخاضت رباعات السعودية الأربعة تجربة لافتة في هذه البطولة. وفي حوارها مع "اندبندنت عربية" تقول العنود الخليفي التي توجت، أخيراً، ببطولة الالتزام للسيدات لرفع الأثقال التي أقامها الاتحاد السعودي لرفع الأثقال عن بعد عبر أحد التطبيقات المرئية، وكانت آخر بطولة شاركت فيها، بطولة غرب آسيا 2020، وحصلت فيها على المركز الثاني بثلاث ميداليات فضية بالخطف والنتر والمجموع بمنافسات وزن 64 كجم، "إن المشاركة الدولية الافتراضية في بطولة أوزبكستان تجربة جديدة فرضتها كورونا على الميادين الرياضية، وبالطبع كان هناك اختلاف في بعض القوانين وطريقة اللعب لتسهيل المشاركة وتسريع الوقت، كما اختلف جو المنافسة قليلاً بحكم عدم وجودنا بشكل مباشر مع المتنافسات لكنها بشكل عام سارت بسلاسة وكانت تجربة جميلة".
بادرة أمل
المشاركة الدولية التي جمعت الرباعات السعوديات بنظيراتهن في البطولة الافتراضية تزامنت مع حدث غير الأوضاع في العالم وشل المنافسات في الألعاب الرياضية.
وعلى الطرف الآخر من الحوار تحدثت الرباعة أسيل الرشيد عن تجربتها الافتراضية في المشاركة قائلة "مع توقف أغلب الأنشطة الرياضية في العالم، اتجه كثيرون إلى المشاركات في الواقع الافتراضي، وبالنسبة لي أعتبرها اتجاهاً جديداً قد يغير مفهوم المشاركات بعد كورونا، حيث لعبت التكنولوجيا خلال فترات الجائحة العالمية دوراً مهماً في حياة الناس بشكل عام واللاعبين الرياضيين، وتمكنت من إخراجهم من حالات العزلة التدريبية عن طريق الربط المتصاعد للفريق الرياضي أو ممارسات النشاطات والتدريبات الرياضية بتكنولوجيا الواقع الافتراضي".
وتضيف الرشيد "أن جميع المشاركين والمشاركات في هذه البطولة الافتراضية عاشوا تجربة جديدة بين الانغماس الكامل ودعم بعضهم البعض بمتابعة تدريبات رفع الأثقال واللعب والمنافسة والتحفيز بقوة على البقاء في أجواء هذه الرياضة. كل هذه الأسباب كانت عاملاً مؤثراً في أن لياقة الواقع الافتراضي ستجذب مزيداً من المشاركات خلال فترة العزلة المكانية لفيروس كورنا والذي ينبغي أن نتكيف معه بالعودة لأنشطة التدريبات والمشاركات الافتراضية".
كورونا أبعدت الجماهير
وجاءت مشاركة الرباعتين العنود الشهري وأمل الشهراني بعد انضمامهما رسمياً للمنتخب السعودي لرفع الأثقال، ومع بدايات مشاركة اللاعبتين في البطولة الافتراضية، لاحظت الرباعة الشهري غياب متابعة الجمهور بالحماس والتشجيع في المشاركات الافتراضية، خاصة بعد أن تمكنت كورونا من إجلاء الجماهير من منافسات رفع الأثقال، غير أن بث البطولات والمشاركات الرياضية عبر منصات التواصل الاجتماعي جعل الجمهور على تواصل ومتابعة لبث المباريات بعد توفر الطرق المتاحة لإتمام البطولات بطريقة رقمية، لكنها مهما تكن فلن تبلغ التأثير الذي يحدثه الجمهور حضورياً، فسماع هتافات المشجعين وتصفيقهم من أهم العوامل المحفزة، لكن حماسة الرباعات عوضت هذا الغياب فسارت المشاركات بشكل جيد".
وأما عن مقدار المنافسات والأوزان التي جرى التنافس عليها، فهناك عدة فئات منافسة، حيث تراوحت الأوزان التي تمت المنافسة عليها بين 35 كيلو و70 كيلو في الرفعتين، وتبين العنود الشهري أن مشاركتها كانت في فئة 55 كيلو، وكان مجموع الرفعتين 121 كيلو.
من ناحيتها استعدت الرباعة أمل الشهراني للمشاركة الدولية بتدريبات منظمة ومكثفة خلال فترة إيقاف الأنشطة المتزامنة مع الجائحة العالمية تهيئة للعودة والانخراط في المشاركات المحلية والدولية، بعد بطولة ألعاب ريبوك كروسفت 2020 في مدينة ماديسون بولاية ويسكونسن الأميركية برعاية من الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، حيث تأهلت من بين 70 شابة سعودية مشاركة، وحصلت على المركز الأول.
وتوضح الشهراني "أن المشاركة في هذه البطولة بصورتها الافتراضية الجديدة، جاءت بعد سعي منظمي المشاركات الرياضة العائدة لاستئناف نشاطها بعد توقف قسري تجاوز الأربعة أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وتوقف الرحلات الجوية ولإيجاد طرق تجعل اللاعبات في أجواء تنافسية وتشعرهن بإعادة الحياة إلى الرياضة"، وتابعت "في هذه البطولة اتخذت رياضة رفع الأثقال الافتراضية شكلاً جديداً عزلهن عن التواجد بين التشجيع والتصفيق والهتافات، لكن حرصنا أن نؤدي دورنا خلال هذه البطولة بشكل احترافي في هذه الفترة التي تعتبر صعبة على الجميع".
الفتيات أصبحن أكثر حظاً
وترى الشهراني "أن الفتيات اليوم أصبحن أكثر حظاً منها في التدريب على هذه الرياضة بعد افتتاح صالات متخصصة في رياضة القوة وبناء العضلات"، كما أنها دعت من خلال تدريباتها المكثفة كل من تشعر أنها تمتلك المهارات الكافية لخوض تجربة رفع الأثقال إلى أن تمارسها ليس بغرض المتابعة المهنية بل من أجل اللياقة البدنية، و"هو ما نسعى له الآن بالتوسع في تشكيل رابطة من لاعبات متمرسات في رفع الأثقال وكمال الأجسام"
وأضافت الشهراني في حديثها لـ"اندبندنت عربية" "أن بعض الفتيات اليافعات والنساء بوجه عام يمارسن فقط التمارين الهوائية، ولا يمارسن تمارين القوة مثل رفع الأثقال، لأنهن يعتقدن أن تمارين القوة ستؤدي إلى جعلهن ضخمات البنية وعريضات الأكتاف، ولكن هذا الاعتقاد خطأ"، وأكدت "أن رفع الأثقال مهم جداً للعضلات ويزيد من معدل الأيض، كما يجب اتباع نظام غذائي صحي عال بالبروتين خلال فترة التدريبات".
وتميل كثيرات من النساء في السعودية إلى ممارسة رياضة كمال الأجسام ورفع الأثقال ويلتزمن بالتدريب المنتظم في هذه الرياضة، لما لذلك من أهمية في رفع نسق اللياقة والحفاظ على رشاقة الجسم وتناسقه.