في مناسبة الذكرى الأولى لـ"أحداث تشرين الوطنية" التي شهدت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2019، انطلاق حركة التظاهرات والاعتصامات الشعبية ضد فساد السلطة في العراق، أصدر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الخميس، بياناً دعا فيه إلى الالتزام بسلمية الاحتجاجات، متعهداً بـ"استعادة الحقوق من المتورطين بدماء العراقيين".
وقال الكاظمي في بيانه، إنه "في الذكرى الأولى لأحداث تشرين الوطنية، نجدد التأكيد على ثوابت شعب العراق العظيم صانع تشرين وبطلها وشبابها المتدفق رغم التضحيات". وأضاف "جاءت هذه الحكومة بناءً على خريطة الطريق التي فرضها حراك الشعب العراقي ومظالمه وتطلعاته، ونؤكد الوفاء لشعبنا ولخريطة الطريق التي فرضتها دماء شبابه الطليعي وتضحياتهم".
الأزمات الموروثة
وتطرق الكاظمي إلى المصاعب الاقتصادية التي تواجه فريقه الحكومي، وقال "لا تخفى على شعبنا طبيعة التحديات التي تواجه بلادنا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، وبالإشارة إلى الأزمات التي ورثتها حكومتي على مستوى البنية الاقتصادية المهترئة، ومنها تحويل العراق بكل إمكاناته البشرية والتاريخية إلى رهينة لأسعار النفط، وهو ما نعمل على تغييره بالكامل من خلال معادلة اقتصاد الإنتاج وتفعيل الطاقات الذاتية، كما أن التحدي الذي فرضه وباء كورونا وتداعياته على المستوى الدولي، مثل صدمةً للانتباه إلى ضرورة تحصين مجتمعنا أمام أزمات مستجدة سنواجهها معاً وننتصر عليها إذا ما توحدنا وكان المسار الوطني العراقي الإصلاحي دليلنا". وأضاف رئيس الوزراء العراقي "كنا وما زلنا أوفياء لحراك تشرين ومخرجاته السامية، وقد عملنا منذ اليوم الأول لتولينا على تعهدات المنهاج الوزاري ابتداءً من تحديد وفرز شهداء وجرحى تشرين، وهو المسار الطبيعي لاستعادة حقوقهم وتكريم موقفهم الوطني، ومن ثم تحويل ذلك إلى سياق تحقيقي قانوني كفيل باستعادة الحقوق من المتورطين بالدم العراقي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
دعوة إلى الوحدة
وأكد الكاظمي أن "المرحلة الحساسة التي يمر بها وطننا تتطلب أن يتوحد الجميع من قوى سياسية وفعاليات شعبية للوصول إلى انتخابات مبكرة حرة ونزيهة على أساس قانون عادل". وأضاف "أشد أزر شبابنا الوطني عبر خريطة الوطن وأدعوهم إلى استمرار الالتزام بالسلمية في التعبير عن الرأي وبالمسار الوطني الذي ضحى من أجله شهداء تشرين".
وتوجه الكاظمي إلى المتظاهرين قائلاً "هذا وطنكم، بيتكم، وملاذكم، ومستقبل الأجيال من بعدكم، دافعوا عنه وعن استقلال قراره الوطني ومنع تدخل أي طرف خارجي في شؤونه وخياراته، والاستعداد الكامل للوقوف يداً بيد للذود عن وحدته ومقدراته وسيادته".
وختم الكاظمي بيانه "تشرين في القلب والضمير، حراك للإنسانية جمعاء من منبع الفكر الإنساني وهويته الرافدينية... مع شبابنا ومع شعبنا سنحقق تطلعاتنا بوطن سيد عظيم مهاب يحكمه القانون ويستنير بشمس قيمه ومثله العليا".