تسبب الإعصار "دلتا" في خسائر عنيفة لصناعة النفط الأميركية التي تعاني بالفعل بسبب جائحة كورونا، التي هوت بالطلب العالمي على النفط، وتسببت في هبوط الأسعار مع زيادة المعروض. وتسبب الإعصار في تعطيل معظم إنتاج النفط في منطقة خليج المكسيك، وتوقُف نحو ثلثي إنتاجها من الغاز الطبيعي.
ووصلت سرعة الإعصار إلى 195 كيلومتراً في الساعة بحسب المركز الوطني للأعاصير. وأوقف "دلتا" نحو 1.67 مليون برميل يومياً، أو ما يعادل 92 في المئة من إنتاج النفط في خليج المكسيك، وهو أدنى مستوى منذ 2005 حين دمر الإعصار كاترينا ما يزيد على 100 منصة بحرية، وعرقل الإنتاج لعدة أشهر.
وسجلت أسعار النفط مستوى 43.03 دولار لبرميل خام القياس العالمي "برنت" منخفضة بمقدار 31 سنتاً، وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي مستوى 40.85 دولار منخفضاً بمقدار 34 سنتاً.
إضافة إلى النفط، أوقف المنتجون نحو 62 في المئة من إنتاج الغاز الطبيعي في المنطقة، أو ما يعادل 1.675 مليار قدم مكعب يومياً. وتنتج الحقول البحرية في خليج المكسيك نحو 15 في المئة من النفط الخام الأميركي، و5 في المئة من إنتاج الغاز الطبيعي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
انقطاع التيار عن 700 ألف منزل وشركة
ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، تسبب الإعصار في انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 700 ألف منزل وشركة في ثلاث ولايات على ساحل الخليج أمس السبت، بعد أن هبط الإعصار إلى المنطقة اليابسة خلال الليل كإعصار من الفئة الثانية مع رياح سرعتها 100 ميل في الساعة بالقرب من بلدة كريول بولاية لويزيانا.
ودمرت الرياح أسطح المنازل، وقطعت التيار الكهربائي، وعطلت عمليات الطاقة في أماكن بعيدة مثل بورت آرثر، وتكساس، على بعد 65 ميلاً (105 كم) غرب أرض دلتا.
وقالت مصادر مطلعة على العمليات، إن مصفاة توتال التي تبلغ طاقتها 225500 برميل يومياً فقدت كامل طاقتها، وفقدت محطة فاليرو للطاقة البالغة 335 ألف برميل يومياً برج تبريد، وأغلقت شركة موتيفا إنتربرايزز وحدة صغيرة في مصفاة طاقتها 607 آلاف برميل يومياً وسط العاصفة.
وأوضحت المصادر أن شركة توتال بدأت بسرعة جهود إعادة تشغيل محطة معالجة النفط. فيما لم ترد توتال وفاليرو وموتيفا على طلبات التعليق. وقال متحدث باسم دير رويال داتش شل وجيسمار ونوركو في لويزيانا، إن مصانع النفط والكيماويات تعمل بشكل طبيعي.
كما أُغلِقت ثلاث مصاف أخرى في لويزيانا بالقرب من مسار العاصفة من قبل لأعمال الصيانة، أو من الأضرار الناجمة عن إعصار أقوى قبل ستة أسابيع.
فيما قامت شركة تشينير إنرجي، التي تدير مصنعاً لمعالجة الغاز الطبيعي على حدود تكساس ولويزيانا، بتقييم المنشآت أمس السبت، وقالت متحدثة باسم الشركة، إن مصنع سابين باس لتصدير الغاز الطبيعي المسال لا يزال يعمل على الإنترنت والموظفون في أمان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إغلاق موانئ النفط والبتروكيماويات
وفق الصحيفة الأميركية، فقد أُغلِقت موانئ النفط والبتروكيماويات من بومونت بولاية تكساس إلى بحيرة تشارلز في لويزيانا أمام السفن التجارية قبل العاصفة، وظلت مغلقة طوال يوم أمس السبت. وأظهرت بيانات من خفر السواحل الأميركي أن مدينتي هيوستن وجالفستون مفتوحتان وتعملان بشكل طبيعي.
وذكرت وزارة الداخلية أن الإعصار قطع معظم إنتاج النفط في خليج المكسيك البحري الأميركي، و62 في المئة من الغاز الطبيعي. وأُجلي العاملون في أكثر من 280 منصة إنتاج ومنصة حفر قبل العاصفة.
وعادة ما يستغرق الأمر عدة أيام بعد مرور العاصفة لمنتجي الطاقة لتقييم المنشآت من حيث الأضرار، وإعادة العمال والسماح باستئناف الإنتاج في الخارج.
ومع ذلك، ضربت لورا ولاية لويزيانا كإعصار من الفئة "الرابعة" في أواخر أغسطس (آب) الماضي، مع رياح بسرعة 150 ميلاً في الساعة، واندفاع عاصفة دمرت عمليات معالجة الغاز البرية وعمليات خطوط الأنابيب البحرية.