يتعرض لقاح جامعة "أوكسفورد" البريطانية ضد فيروس كورونا لحملة تضليل إعلامية روسية على مواقع التواصل الاجتماعي لإثارة الخوف منه في دول تسعى موسكو فيها إلى بيع لقاحها "سبوتنيك في"، وفق تحقيق لصحيفة "تايمز" البريطانية.
تقوم الحملة على نشر صور ومقاطع فيديو أعدت في روسيا وتصور اللقاح البريطاني، الذي تعمل مجموعة "أسترازينيكا" على تطويره وإنتاجه، كمادة خطيرة قادرة على تحويل من يتلقاه إلى قرد، إذ إنه صنع من سلالة معدلة جينياً من الإنفلونزا العادية التي تصيب قردة الشمبانزي.
تهديد الصحة العامة
تثير حملة التضليل مخاوف من تقويض الجهود الدولية لمكافحة فيروس كورونا عبر دعم نظريات المؤامرة والحركات المناهضة للقاحات. وفي هذا السياق، حذر المدير التنفيذي لـ"أسترازينيكا"، باسكال سوريو، من خطر المعلومات المضللة على الصحة العامة، وحث "الجميع على اللجوء إلى مصادر معلومات موثوقة".
وحصلت "تايمز" على الصور من شخص قالت إنه منخرط في حملة التضليل الروسية وشعر بالقلق إزاء الضرر الذي قد تلحقه بالجهود المبذولة للحفاظ على الصحة العامة. ونقلت عنه قوله إن الهدف الرئيس كان وضع هذه الصور على مواقع إلكترونية غربية في دول مثل الهند والبرازيل، حيث تسعى موسكو إلى تسويق لقاحها.
دور الكرملين
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفيما لم يتضح ما إذا كانت الحملة منظمة بإشراف مباشر من الكرملين، قال النائب البريطاني المحافظ توم توغندات، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، لصحيفة "تايمز"، إنه لا شك لديه بوقوف السلطات الروسية وراء نشر هذه الحملة التي "لا يمكن تنفيذها من دون موافقة شخص في الدائرة الداخلية" لموسكو.
في المقابل، قال متحدث باسم السفارة الروسية في لندن، لـ"تايمز"، إن "الإيحاء بأن الدولة الروسية قد تقوم بأي نوع من الدعاية ضد لقاح (أسترازينيكا) هو في حد ذاته مثال على التضليل الإعلامي".
هجمات إلكترونية
كان المدير العام لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية "أم أي 5"، كين ماكالوم، قال في وقت سابق هذا الأسبوع، إن الجهاز يعمل على حماية البحوث البريطانية حول لقاح كوفيد-19 من الهجمات الإلكترونية.
والشهر الماضي، اتهم رئيس أركان الدفاع البريطاني الجنرال السير نيك كارتر، روسيا بالانخراط في "حرب سياسية" بشأن اللقاح واستخدامها نظريات المؤامرة.
وفيما لا يزال لقاح "أوكسفورد" يخضع للتجارب السريرية حتى الآن، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أغسطس (آب) الماضي، أن بلاده طورت أول لقاح يوفر "مناعة مستديمة" ضد فيروس كورونا، في خطوة أثارت ريبة منظمة الصحة العالمية، التي علقت على الخبر مذكرةً بأن "المرحلة التي تسبق الترخيص" والترخيص للقاح يخضعان لآليات "صارمة" للتأكد من سلامته وفاعليته.
وتواصل روسيا التجارب على لقاح "سبوتنيك في" في دول عدة حول العالم.