ملخص
في بداية الجائحة، واجهت عالمة فيروسات هجوماً واسعاً بسبب طرحها احتمال أن يكون "كوفيد-19" مصدره مختبرياً، وهو ما نفاه بشدة عدد من العلماء والمؤسسات. بعد خمس سنوات، تزايدت الأدلة التي تدعم هذه الفرضية، وأقرت وكالات استخبارات غربية بإمكانية نشوء الفيروس في مختبر ووهان، رغم استمرار الجدل العلمي والسياسي.
قبل خمسة أعوام من اليوم، استيقظت بريطانيا على واقع لم يسبق لكثير من الأشخاص أن اختبروه، إذ طلب من الناس ملازمة منازلهم، مع السماح لهم بالخروج لقضاء حاجات ضرورية فقط، كشراء الطعام أو لأسباب طبية. وسُنت قوانين تمنعهم من السفر خارج مناطقهم، كما أغلقت جميع المحال التجارية "غير الضرورية" في الشوارع الرئيسة. وبحلول مايو (أيار) من عام 2020، سمح للناس بمغادرة منازلهم بغرض الترفيه في الهواء الطلق (بخلاف ممارسة الرياضة)، وبعد مرور شهر، سمح لهم بالتجمع في الخارج ضمن مجموعات تصل إلى ستة أشخاص.
كان العالم تحت وطأة جائحة عالمية ستودي بحياة ما يقارب مليوني شخص بحلول نهاية ذلك العام الأول. وفي ظل هذه الظروف، أوائل عام 2020، بدأتُ باكتساب سمعة سيئة لطرحي احتمال أن يكون فيروس "كوفيد-19" مخبري المنشأ. ولكن بعد خمسة أعوام، لا يزال أصل فيروس سارس-كوف-2 (Sars-Cov-2) الذي اكتشف للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية، وأصاب سكان 229 دولة ومنطقة، وأودى بحياة أكثر من سبعة ملايين شخص، محط جدل واسع.
في ذلك الوقت، كنت لا أزال مجرد عالمة مغمورة في بداية مسيرتي المهنية (باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه) في معهد برود التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد. كان رد الفعل العنيف الذي واجهته بسبب إثارتي لهذا الاحتمال غير متناسبة واستهدفتني شخصياً. وصفتُ بكل شيء، من "خائنة للعرق" إلى منظرة للمؤامرة. بدا الأمر وكأن أدنى انحراف عن الإجماع العلمي الرسمي الذي أكد أن الفيروس انتقل من حيوانات مريضة في سوق لبيع اللحوم الطازجة، يجب أن يسحق ويجعل مطلقه عبرة للآخرين.
اتهمني متعاونون مع علماء ووهان بالسعي إلى لفت الانتباه عبر ركوب موجة نظريات المؤامرة الجامحة. لكن لم يكن لذلك أي معنى. فليس هناك عالم عاقل كان سيسعى إلى نوع الاهتمام الذي تلقيته. كنت ببساطة أطرح حقيقة أن الأصل المختبري كان احتمالاً قائماً، بغض النظر عن مدى رجحانه.
بينما كنت أبحث في الأدلة المتاحة حول أصل الفيروس، واصلت الإشارة إلى حالات لم يكن فيها العلماء الصينيون صادقين أو شفافين. ومع ذلك، تزايدت المضايقات من زملائي العلماء. حاول بعضهم التواصل مع جهة عملي لفصلي أو معاقبتي، إذ كان إنهاء عقد باحث ما بعد الدكتوراه أمراً يسيراً. لكن لحسن الحظ، احتفظت بوظيفتي.
عام 2021، قبلت دعوة الكاتب العلمي مات ريدلي إلى مشاركته في تأليف كتاب نستعرض ضمنه الحجج والأدلة الواضحة لكل من الأصل الطبيعي والأصل المختبري لـ"كوفيد". في ذلك الوقت، شعرت بخوف شديد مما قد يحدث إذا كتبنا كتاباً مثيراً للجدل كهذا. لا شك في أنه سيثير حفيظة الحكومة الصينية التي نجحت في القضاء على كتاب للأطفال في ألمانيا لمجرد ربطه الوباء بالصين، وهددت الناشرين برفع دعاوى جنائية. كنت أعلم أن ذلك سيسيء أيضاً إلى كثير من القادة والمؤثرين في المجتمع العلمي.
لأشهر، كنت محط انتقادات بسبب فرضية التسرب المختبري. كان أفراد عائلتي وأصدقائي يخشون على سلامتي، ونصحوني بتغيير اسمي إذا كنت أرغب في السفر مجدداً إلى آسيا. لكنني، في نهاية المطاف، شعرت بأن أحداً ما يجب أن يروي قصة كيف بدأت الجائحة، وأن يسلط الضوء على إسهامات القلة من العلماء والصحافيين والمحققين الشجعان الذين تجرأوا على تحدي الرواية السائدة. رأيت أنه من المهم أن أتحمل مسؤوليتي كعالمة، على رغم الأخطار المحيطة والوشيكة.
نشر كتابنا الذي حمل عنوان VIRAL: The Search for the Origin of Covid-19 " انتشار فيروسي: البحث عن أصل كوفيد-19" في نهاية عام 2021، ونُقح عام 2022. شعرت بفخر كبير لإنجازه في أقل من عام. عملنا عليه ليلاً نهاراً، فأنا ومات ريدلي نعيش في منطقتين زمنيتين مختلفتين، وكنت أكتب بشغف حتى الصباح الباكر، مدركة أن علماء الفيروسات الغاضبين سيهاجموننا بمجرد نشر الكتاب (وهو ما حدث بالفعل).
تمثلت حجتنا لفرضية تسرب الفيروس من المختبر في ما يلي: كان علماء ووهان يفعلون بالضبط ما زعموا أنهم يفعلونه. فبهدف إجراء دراسات على الفيروسات التي قد تشكل خطراً على البشر، جمعوا عشرات آلاف العينات من الخفافيش والحيوانات البرية، وحتى من القرويين المرضى أو تجار الحيوانات والكائنات البرية. عام 2013، اكتشفوا سلالة جديدة من الفيروسات الشبيهة بفيروس سارس من منجم في مقاطعة يونان حيث أصيب العمال بمرض وماتوا بسبب عدوى تنفسية غامضة. بعدها، عمل العلماء على إنشاء فيروسات كورونا جديدة في المختبر، وجربوها وهندسوها وراثياً بطرق عززت أحياناً قدرتها على إصابة الخلايا البشرية والانتقال بين الأنواع. ثم قاموا عملهم على الفيروسات الحية في ظل معايير أمان بيولوجية منخفضة، مما أثار صدمة لدى أقرب معاونيهم.
وفي هذا السياق، خلال العام الذي سبق الجائحة، خطط علماء ووهان وشركاؤهم الأميركيون لإدخال ميزة فريدة تسمى "موقع شطر الفيورين" furin cleavage site أو (FCS) [عملية الشطر أو القص التي تحدث في البروتين، والفيورين هو الإنزيم المسؤول عن ذلك] في فيروسات جديدة شبيهة بسارس. ومن بين مئات الفيروسات الشبيهة بسارس المعروفة اليوم، وحده فيروس سارس-كوف-2 يملك هذه الميزة الخاصة، مما يجعله مسبب مرض وبائي.
وعلى رغم جهود كثير من مجموعات البحث للعثور على أدلة على أصل الفيروس في قطاع تجارة الحياة البرية، لم تظهر أي علامات على وجود مصدر حيواني مصاب أو أي دليل على أن مثل هذه الفيروسات تنتشر في أسواق ووهان أو سلسلة التوريد الخاصة بها.
وعام 2019، ظهر فجأة في ووهان فيروس يطابق التجارب التي أجراها علماء ووهان بالتعاون مع علماء أميركيين عام 2018، وكان مهيأ تماماً للانتشار بين البشر والحيوانات الأخرى. لم يظهر هذا الفيروس في أي من آلاف المراكز السكانية الكبرى في المنطقة، بل ظهر مباشرة في ووهان، بعد أقل من عامين من وضعهم لهذا المخطط، من دون أن يترك أي أثر على طول رحلته الممتدة لألف ميل من كهوف الخفافيش، حيث اعتاد علماء ووهان جمع مثل هذه الفيروسات.
وكان بعض العلماء المؤثرين من المدافعين عن الأبحاث الخطرة التي يتم فيها تعزيز الفيروسات داخل المختبرات. وقبل أعوام من ظهور "كوفيد-19"، قالوا إن أبحاث "اكتساب الوظيفة" كانت مخاطرة تستحق المجازفة [نوع من الأبحاث العلمية التي تهدف إلى إجراء تغييرات جينية على الفيروسات لجعلها أكثر قدرة على الانتشار أو أن تصبح أكثر قدرة على إصابة البشر أو حيوانات أخرى. يهدف الباحثون من خلال هذه الأبحاث إلى فهم كيفية تطور الفيروسات، وكيف يمكن أن تتحول إلى تهديدات صحية أكبر]. وعندما انتشر الفيروس من ووهان، موطن أكبر مختبر لفيروسات شبيهة بفيروس سارس في العالم، تكهن كثير من هؤلاء العلماء البارزين سراً بأن مختبر ووهان أجرى تجارب خطرة في إطار معايير سلامة بيولوجية منخفضة.
مع ذلك، وبدلاً من الإعلان عن ذلك بصورة عامة كما يلي: "نعم، ربما يكون فيروس كورونا المستجد تسرب من مختبر بالصدفة. وبصفتنا علماء مسؤولين، سنحقق في الأمر ونحاسب زملاءنا. وحتى لو ظهر الفيروس على نحو طبيعي، فإن احتمال خروجه من مختبر يعني وجوب اتخاذ تدابير لمنع وقوع حوادث بحثية كارثية"، ففعلوا العكس تماماً.
ونظم هؤلاء العلماء البارزون ووقعوا على خطابات عامة تستبعد تماماً فرضية الأصل المختبري للفيروس، بل تدين أي إشارة إليها بوصفها "نظريات مؤامرة".
خضع كتابنا للتدقيق والتمحيص من صحة الحقائق الواردة فيه ويحوي أكثر من 300 مرجع حتى يتمكن القراء من البحث في الأدلة المحيطة بأصل الجائحة.
تلقيت كماً هائلاً من رسائل المعجبين، بمن في ذلك من عدد من علماء الفيروسات في مؤسسات مرموقة الذين امتنعوا عن التحدث علناً عن أصل الفيروس خوفاً من الانتقام والنبذ من قبل زملائهم. فقد تمكن الكتاب من كسر الحصار المفروض على المجلات العلمية ووسائل الإعلام الشعبية التي استمرت في الترويج لفكرة أن "كوفيد" جاء من سوق ووهان وأن المسألة حسمت.
منذ صدور كتاب "الفيروسي"، ازدادت قوة الحجج الداعمة لفرضية الأصل المختبري لـ"كوفيد-19"، فالعام الماضي، عملت مع صحيفة "نيويورك تايمز" على تقديم عرض مرئي لحجج فرضية التسرب المختبري. وخضعت المقالة للتدقيق والمراجعة من قبل خبراء متخصصين لضمان دقتها.
ونشرت المقالة في اليوم نفسه الذي استجوب فيه الكونغرس الأميركي الدكتور أنتوني فاوتشي الذي كان مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية من عام 1984 إلى عام 2022، حول ما إذا كان معهده دعم تجارب خطرة على الفيروسات داخل مختبر ووهان المشتبه في أنه تسبب بالجائحة.
توقعت أن يجري تجاهل مقالتي في الصحيفة وظننت أن الناس سئموا من الحديث عن الجائحة. لكنني تفاجأت تماماً بالرد الهائل على المقالة التي حصدت 1597 تعليقاً في يوم واحد، وتصدرت غلاف صحيفة "صنداي أوبينيون" Sunday Opinion وحصلت على إشادة من قبل كثير من الصحافيين والعلماء المرموقين. وفي هذا السياق، غرد شون سبايسر، السكرتير الصحافي السابق للبيت الأبيض: "ربما سيطرد أحدهم في [صحيفة "نيويورك تايمز"] لنشره هذا".
على حد علمي، لم يفصل أحد في صحيفة "نيويورك تايمز" لنشره المقالة. في الواقع، يؤيد عدد متزايد من الخبراء الآن وبصورة علنية فرضية التسرب المخبري. وفي هذا الصدد، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أصدرت وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) التقييم الذي أعدته تحت إدارة بايدن والذي يفضل الأصل المختبري للفيروس، وإن كان بثقة منخفضة. وانضمت إلى وكالة الطاقة الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) اللذين قيّما الأصل المختبري بثقة منخفضة ومتوسطة على التوالي. وهذه هي، على الأرجح، ثلاث وكالات استخبارات أميركية تمتلك أقوى خبرة علمية.
وفي الآونة الأخيرة، انتشرت أنباء تفيد بأن جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني كان يعتقد منذ فترة طويلة بأن "كوفيد-19" نشأ في مختبر. وأجرى الجهاز تقييمه الأخير، المستند إلى معلومات عامة وغير عامة، بنسبة يقين تراوح ما بين 80 و95 في المئة. كما يعتقد الرئيس الحالي لـ"معهد روبرت كوخ" الألماني، وهي وكالة حكومية مركزية في مجال مراقبة الأوبئة والأمراض والوقاية منها أن احتمال نشأة الفيروس في المختبر هي الأكثر ترجيحاً. وتتردد إشاعات بأن حكومة المملكة المتحدة ستعدل موقفها من هذه القضية وستتجه لدعم فرضية تسرب الفيروس من المختبر.
في هذا الصدد، يطرح علي سؤال شائع وهو كيف أشعر بعد أن جرت تبرئتي أو تبرير نظريتي. أشعر بالارتياح لأن محاولات تصوير فرضية تسرب المختبر على أنها نظرية مؤامرة باءت بالفشل في نهاية المطاف (مع استمرار الهجمات الشخصية من قبل علماء الفيروسات). كما أنني ممتنة للغاية للعلماء والصحافيين والناشطين والمحققين الرائعين والشجعان الذين التقيتهم خلال البحث عن أصل "كوفيد-19". ومررت صدقاً بمحطات عدة في هذه الرحلة، فشعرت فيها بأنني أقترب من شفير الهاوية وكان دعمهم مكنني من الحفاظ على الجانب الإيجابي.
ولكنني مع ذلك، أشعر بالاكتئاب لأن كثيراً من القادة العلميين ما زالوا يصرون على أنه لا يوجد دليل على فرضية التسرب المخبري، بالتالي لا تبرز أي حاجة إلى إصلاح ملحوظ للإشراف على أبحاث مسببات الأمراض التي لديها القدرة على قلب الحضارة رأساً على عقب.
وبسبب رفضهم الاعتراف بأصل مخبري محتمل لـ"كوفيد"، لم تتخذ أي تدابير جديدة لمنع أي تسريبات مختبرية كارثية في المستقبل. وبعد مرور خمسة أعوام من بدء الجائحة، لم تصبح معايير السلامة البيولوجية أقوى أو أوضح أو قابلة للتنفيذ حتى داخل الولايات المتحدة، ناهيك عن أنها عالمية. وهذا الشهر، دق عالما فيروسات بارزان ناقوس الخطر من أن نظراءهما في ووهان يواصلون العمل مع مسببات أمراض خطرة محتملة في ظل إجراءات سلامة بيولوجية غير ملائمة.
وأشارت المجلة العلمية المرموقة التي نشرت التجارب أن لكل معهد بحثي الحق في وضع قواعده الخاصة، بالتالي لم تخالف سياسة المجلة. وعلى رغم ذلك، لم تكلف أية جهة مستقلة، حتى داخل الولايات المتحدة، تتبع أو تنظيم الأبحاث التي يحتمل أن تسبب الأوبئة أو التحقق منها في ظل عدم وجود تتبع منهجي لمسببات الأمراض التي تكتشف وتصنع وتعدل في المختبرات.
وفي هذا الإطار أيضاً، لا تزال العواقب القانونية لإنتاج مسببات الأمراض الوبائية وإطلاقها، بصورة عرضية أو متعمدة غير واضحة. ولنقارن هذا الأمر مع قيام علماء الذرة بتأسيس منظمة "مجلة علماء الذرة" Bulletin of the Atomic Scientists عام 1945 (منظمة غير ربحية حول قضايا العلوم والأمن العالمي الناتجة من تسريع التقدم التقني الذي له عواقب سلبية على الإنسانية) بهدف توعية الجمهور حول عواقب الأسلحة النووية، وبإنشاء الكونغرس الأميركي للجنة التنظيمية النووية عام 1974.
وبعد صدور كتاب "الفيروسي"، تواصلت مع "مجلة علماء الذرة" في أواخر عام 2021 لاقتراح تشكيل فريق عمل دولي متعدد التخصصات لوضع توصيات جديدة للأبحاث المتعلقة بأخطار الأوبئة. وعرضتُ الانسحاب حتى قبل تشكيل الفريق، خوفاً من أن تلقي سمعتي بظلالها على هذا العمل المهم، بيد أن المنظمة أصرت على بقائي والمشاركة في المشروع. وتألف نصف فريق العمل من علماء الفيروسات وخبراء الأمراض المعدية من جميع أنحاء العالم. وكان الأشخاص المفضلين لدي علماء فيروسات! ونشرت توصياتنا العام الماضي التي أكدت على تدابير منطقية وأقل ما يمكن أن ينفذ من قبل أي حكومة عقلانية وفعلاً، لم تنفذ بعد.
وكان رواد المجتمع العلمي مناصرين وممولين لأبحاث مسببات الأمراض الخطرة على مدى أعوام طويلة. ولذلك، فإن مطالبتهم بالاعتراف بأن فيروس "كوفيد" ربما يكون ناجماً عن حادثة مخبرية في ووهان ستكون بمثابة مطالبة بالاعتراف بخطئهم، وأن ثمن هذا الخطأ كان ملايين الأرواح البشرية واضطراباً عالمياً.
وأعلن أحد أشهر علماء الفيروسات في فبراير (شباط) عام 2020، أنه "إذا تبينت صحة الأمر [أن الفيروس الوبائي كان من صنع المختبر]، فإن ذلك سيزعجني بشدة، ليس فقط بسبب موت الناس وما إلى ذلك، بل لأنه سيكون بمثابة توجيه الاتهامات لهذا المجال العلمي، أليس كذلك؟".
© The Independent