للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، محادثة هاتفية، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وصفها الكرملين بأنها تأتي في إطار "تحقيق الاستقرار في سوق النفط، وآليات مكافحة انتشار فيروس كورونا".
وأفاد الكرملين في بيان، بأن "بوتين أجرى السبت، اتصالاً جديداً بالأمير محمد بن سلمان، لمواصلة الحوار السابق الذي دار بينهما الثلاثاء الماضي"، مشيراً إلى أن الطرفين تبادلا بشكل مفصل الآراء حول تطبيق الاتفاقات المبرمة ضمن إطار مجموعة "أوبك+".
وأوضح البيان أن "المحادثات بين روسيا والسعودية أثبتت فعاليتها في ضمان استقرار سوق النفط العالمية". وأضاف أن المحادثات تناولت التعاون بينهما في مكافحة انتشار فيروس كورونا، بخاصة فرص استخدام لقاح "سبوتنيك في" الروسي المضاد للوباء في السعودية.
وأشارت الرئاسة الروسية، إلى أن ولي العهد السعودي والرئيس الروسي "اتفقا على مواصلة الاتصالات بين دولتيهما في مختلف المستويات"، وأكدا استعدادهما لمزيد من التنسيق الوثيق في هذا الاتجاه من أجل الحفاظ على الاستقرار في سوق الطاقة العالمية.
جهود مستمرة لدعم نمو الاقتصاد العالمي
جرى يوم الثلاثاء الماضي، اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي وولي العهد السعودي للتأكيد على أهمية مواصلة الدول المنتجة للنفط التعاون والالتزام باتفاق "أوبك +" لتحقيق أهداف المنتجين والمستهلكين معاً.
واستعرض الأمير محمد بن سلمان، أوضاع أسواق النفط العالمية والجهود المبذولة لتحقيق استقرارها وتوازنها والمحافظة عليها من أجل دعم نمو الاقتصاد العالمي.
وكانت دول مجموعة "أوبك+" اتفقت في أبريل (نيسان) الماضي، على خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً، خلال شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) الماضيين، وبمقدار 7.7 مليون برميل يومياً من شهر يوليو (تموز) حتى نهاية العام الحالي.
كما أوضح البيان الختامي لاجتماع "أوبك +" الذي انعقد في يونيو الماضي، أن الدول التي لم تلتزم تخفيضات الإنتاج منذ إقرار الاتفاق، سيكون عليها التعويض بالنسبة ذاتها التي لم تلتزمها خلال يوليو وأغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول).
وأشار البيان حينها إلى "التأكيد من جديد على التزام منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والدول غير الأعضاء، إعلان التعاون المستمر لتحقيق واستدامة سوق نفط مستقرة، والمصالح المشتركة للدول المنتجة، وإمدادات فعالة واقتصادية آمنة للمستهلكين، وعائد عادل على الاستثمار النفطي".
ودعت "أوبك +"، وفق البيان، جميع المنتجين الرئيسين للنفط، إلى الإسهام بشكل متناسب في استقرار السوق، مع الأخذ في الاعتبار الجهد الكبير الذي بذلته "أوبك" والدول غير المشاركة في إعلان التعاون.
وأشار البيان إلى إعادة التأكيد على تفويض لجنة المراقبة الوزارية المشتركة وأعضائها، بالمراجعة الدقيقة لأوضاع أسواق النفط والعوامل المؤثرة ومستويات الإنتاج، والالتزام بالتخفيض، بمساعدة من اللجنة الفنية وأمانة "أوبك"، التي من المقرر أن تجتمع شهرياً حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لهذا الغرض.
وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان كشف في يوليو الماضي، عن ملامح جديدة في أفق التعاون المشترك بين دول "أوبك" والدول المنتجة خارج المنظمة، لتمديد اتفاق "أوبك +" حتى عام 2022.
مخاوف الموجة الثانية للفيروس تعمق الأزمة
سجلت أسعار النفط مستوى 42.93 دولار للبرميل، وذلك للعقود الآجلة لخام "برنت" عند تسوية تعاملات يوم الجمعة 16 أكتوبر ( تشرين الأول)، منخفضاً بمقدار 23 سنتاً. وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 40.88 دولار للبرميل منخفضةً بمقدار 8 سنتات.
وجاء انخفاض أسعار النفط إثر التأثر السلبي بفعل مخاوف من أن ارتفاعاً كبيراً للإصابات بفيروس كورونا المستجد في أوروبا والولايات المتحدة سيكبح الطلب في منطقتين من بين أكبر المناطق المستهلكة للوقود في العالم، بينما أضافت قوة الدولار الأميركي مزيداً من الضغوط على الأسعار، وفق وكالة "رويترز".
ويتجه الدولار الأميركي نحو أفضل أداء أسبوعي في هذا الشهر، حيث تسبب ارتفاع الإصابات بالفيروس وتعثر إحراز تقدم صوب خطة تحفيز أميركية، بسعي المستثمرين القلقين إلى شراء الأصول الآمنة.
وتخطط دول "أوبك +" لتقليص تخفيضات الإنتاج في مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل، بينما تخفض حالياً الإنتاج بواقع 7.7 مليون برميل يومياً للإسهام في تحقيق توازن في السوق ودعم الأسعار وخفض المخزونات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانخفض إنتاج النفط في الدول الأعضاء بمنظمة أوبك خلال شهر سبتمبر الماضي، فيما خفضت المنظمة تقديرات نمو الطلب العالمي على الخام للعام المقبل مع استمرار تداعيات كورونا.
وأظهر التقرير الشهري الصادر عن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، أن إنتاج الدول الأعضاء البالغ عددهم 13 دولة، تراجع بمقدار 47 ألف برميل يومياً خلال سبتمبر الماضي، على أساس شهري، ليصل إلى مستوى 24.06 مليون برميل يومياً خلال الشهر السابق له.
أما على صعيد الإمدادات، فواصلت شركات النفط الأميركية إضافة منصات للتنقيب في الولايات المتحدة للأسبوع الرابع على التوالي. كما أضافت منصة واحدة للتنقيب عن الغاز الطبيعي خلال الفترة ذاتها.
وبحسب بيانات صادرة عن شركة "بيكرهيوز"، ارتفع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بمقدار 12 منصة في الأسبوع المنتهي يوم السادس عشر من أكتوبر الجاري، ليصل العدد الإجمالي إلى 205 منصات. في حين شهدت منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي الأميركي زيادة بنحو منصة واحدة إلى 74 منصة في الأسبوع الماضي.