تحدى المتسوقون البريطانيون الركود الاقتصادي وازدياد عدد المصابين بكوفيد-19 بأن زادوا إنفاقهم في سبتمبر (أيلول) للشهر الخامس على التوالي.
لكن خبراء حذروا من أن الأرقام الأخيرة ربما تعطي صورة عن الاقتصاد مفرطة في تفاؤلها، بينما أشار استطلاع منفصل إلى أن ثقة المستهلكين هبطت في أكتوبر (تشرين الأول) مع إعلان قيود جديدة.
وبينت أرقام رسمية أن مبيعات مواد البناء وترميم المنازل DIY بقيت جيدة في سبتمبر، في حين يعاني باعة الملابس بالتجزئة من القواعد التي حدت من الاختلاط الاجتماعي.
وازدادت الأحجام الإجمالية للمبيعات بالتجزئة بنسبة 5.5 في المئة مقارنة بفبراير (شباط)، أي قبل أن تضرب الجائحة البلاد، وفق مكتب الإحصاءات الوطنية Office for National Statistics.
وفي الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر، قفزت أحجام المبيعات بالتجزئة بنسبة 17.4 في المئة مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة التي حلت فيها ذروة الإغلاق. وكانت القفزة قد سجلت أعلى مستوى.
ومع تراجع تناول الأسر للوجبات خارج المنازل، ازدادت مبيعات البقالة، في حين سجلت مبيعات المواد غير الغذائية في المتاجر زيادة بلغت 1.7 في المئة مقارنة بفبراير.
ومن المتوقع أن تستفيد محال السوبرماركت أكثر مع تسبب حظر على اختلاط الأسر في مناطق كثيرة من البلاد بخفض عدد الناس الذين يرتادون الحانات والمطاعم.
وحذّر الشريك في "أوغما بارتنرز" مارك لينش من أن الأعداد تشير إلى مشكلات كبيرة لبعض المؤسسات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال "يشتري المتسوقون البريطانيون مزيداً من الطعام والشراب من محال السوبرماركت لأنهم ينفقون مالاً أقل على تناول الوجبات خارج المنازل.
"ويحزننا أن نرى عدداً متزايداً من المشكلات البعيدة الأجل تصيب مزوّدي خدمات الوجبات الجاهزة والطعام. والواقع أن مزيداً من المؤسسات التي تتعامل مع المستهلكين النهائيين ستفلس، بما فيها الحانات والمطاعم".
وأضاف لينش أن ذلك سيكون له أثر غير مباشر في المصنعين الذين ينتجون الطعام لصالح هذه المؤسسات.
وأدى تراجع التنقل بالسيارات إلى انخفاض مبيعات الوقود بنسبة 8.6 في المئة، مقارنة بمستواها السابق للجائحة، في حين ظلت أحجام مبيعات الملابس منخفضة بواقع 12.7 في المئة.
وقالت الرئيسة التنفيذية للائتلاف البريطاني للبيع بالتجزئة، هيلين ديكنسون، إن الانتعاش هش مع دخول قطاع البيع بالتجزئة فترة الأعياد الحاسمة والتي تمثل عادة خُمْس المبيعات السنوية.
"ومع مواصلة النمو القوي لبيع الطعام بالتجزئة والبيع عبر الإنترنت، عانى التسوق في الشوارع الرئيسية خلال الأشهر الأخيرة، فالإقبال عليها لا يزال متراجعاً بأكثر من الثلث.
"وأكثر ما أضرت به القيود الحكومية هي مبيعات الأزياء وقطاع التجميل، في حين استفادت من تلك الإجراءات المعدات المكتبية المنزلية والحاسوبية".
فالبيانات المنفصلة مدعاة للقلق حول مدى استمرار الانتعاش.
وفي هذا السياق سجل مؤشر "آي أتش أس ماركيت / سي آي بي أس" لمديري المشتريات IHS Markit/CIPS purchasing managers’ index PMI، وهو مقياس يحظى بمتابعة وثيقة، (سجل) 52.9 نقطة في أكتوبر، بعدما بلغ 56.5 قبل شهر. وتُعتبَر أي نتيجة تفوق 50 نقطة مؤشراً للنمو.
وأشار استطلاع منفصل أجرته "جي أف كي" إلى أن ثقة المستهلكين في الاقتصاد تراجعت في أكتوبر.
© The Independent