كشفت دراسة جديدة أن قرابة نصف النساء المقيمات في بريطانيا لا يفحصن أثداءهن بشكل دوري لتقصي العلامات المبكرة للإصابة بسرطان الثدي.
وأوضح التقرير، الذي أعدته جمعية "سرطان الثدي الآن" الخيرية، أن عُشر النساء لم يقمن قط بفحص أثدائهن بحثاً عن علامات جديدة أو غير عادية.
وأشار النشطاء إلى أن اكتشاف معظم حالات سرطان الثدي يرجع إلى ملاحظة السيدات تغيرات جديدة في أثدائهن. كما وجه أعضاء الجمعية نداء ملحاً للنساء كي يجعلن عملية فحص الثدي "عادة تستمر طوال العمر".
ويدعو النشطاء النساء لفحص أثدائهن مرة كل ستة أسابيع على الأقل من أجل الكشف عن السرطان. ويذكر أن هذا المرض يودي بحياة حوالى 11500 امرأة في بريطانيا كل عام.
وقالت بعض النساء للباحثين إنهن لن يقمن باستشارة الطبيب إذا ما لاحظن تغيرات غريبة في الثدي.
"أشعر بأن الأمر مزعج ومحرج". بينما أضافت ثانية: "لا أريد إزعاج طبيبي، المنشغل بما فيه الكفاية الآن بسبب وباء كورونا". وقالت أخرى: "أنا مشغولة للغاية".
في السياق نفسه، يُعتقد أن عدد المصابات حالياً بسرطان الثدي الثانوي في البلاد يصل إلى حوالى 35 ألفاً. ومعروف أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات المنتشرة في المملكة المتحدة، لكن التشخيص المبكر قد يحول دون وفاة النساء نتيجة للمرض.
وعند سؤال السيدات عن تفسير عدم فحصهن لأثدائهن، قالت قرابة نصف المشاركات في الاستقصاء إنهن "ينسين" ذلك ببساطة، في حين أن خُمسهن "غير متأكدات" من ماهية التغييرات التي ينبغي عليهن البحث عنها.
ووجد الباحثون أن خُمس النساء يقمن بالفحص بمعدل مرة كل ستة أشهر أو أقل من ذلك، في حين أن حوالى واحدة من بين كل عشرة نساء كانت تجري الفحص مرة واحدة أو أقل في السنة.
وقالت مانفيت باسرا، مديرة الصحة العامة والرفاهية في الجمعية الخيرية، إنها شعرت بصدمة شديدة عندما علمت أن سيدة من بين كل عشر نساء لم تفحص ثدييها على الإطلاق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أضافت: "فحص الثدي سريع وسهل وبإمكانه المساعدة في الكشف المبكر عن أي سرطان ثدي، مما يجعل فرصة نجاح العلاج أفضل. لا توجد طريقة فحص خاصة - قومي فقط بالتعرف إلى ثدييك وما هو طبيعي بالنسبة لك، حتى تتمكني من اكتشاف أي تغيرات جديدة أو غير عادية، وتذكري أن تفحصي منطقة الثدي بأكملها وصولاً إلى الإبط وعظم الترقوة بحثاً عن أي تغيرات... إن جعل الاختبار جزءاً من فعلٍ تقومين به بشكل روتيني- مثل الاستحمام أو عند وضع المرطب- يمكن أن يساعدك على الانتظام في الفحص. شجعي صديقاتك وعائلتك على القيام بذلك أيضاً، نرجوك ألا تشعري بالحرج من الحديث عن هذه الخطوة البسيطة التي يمكنها إنقاذ حياتك.
ربما تعرف الكثير من النساء أن وجود كتلة قد يكون عرضاً من أعراض سرطان الثدي، لكن من الضروري أن يعرفن بوجود علامات أخرى يجب الانتباه إليها أيضاً. قد تكون على شكل إفرازات من الحلمة، أو خفوت جلد الثدي أو تجعده، أو ظهور احمرار أو التهاب في الثدي، أو تورم في الجزء العلوي من الصدر أو الإبط".
وقالت إنه من الضروري قيام الطبيب العام بالكشف عن أي تغيرات جديدة أو غير عادية في الثدي "على الفور"، على رغم أن معظمها غير مرتبط بالسرطان.
أضافت السيدة باسرا "بإمكاني أن أؤكد لكم أن وباء كورونا لا يغير من الحال شيئاً- حيث وضعت العيادات تدابير الأمان لتقليل مخاطر انتشار فيروس كورونا، ويريد طبيبك ألا تتأخري في فحص أي تغييرات في الثدي".
بدورها أشارت البارونة ديليث مورغان، وهي رئيسة تنفيذية في الجمعية الخيرية، إلى أن قيامك بفحص ثدييك هو إجراء يمكن أن "ينقذ" حياة شخص ما.
أضافت المتحدثة "في حين أن معظم التغيرات في الثدي ليست سرطاناً، لكن عندما يكون الأمر كذلك، فإن اكتشاف المرأة علامة محتملة، وطلبها فحص هذا الأمر من قبل الطبيب العام، غالباً ما يكون ذلك الخطوات الأولى لتحديد المرض. فالتشخيص المبكر يزيد من فرص نجاح العلاج، الذي يمكن أن يجنب بدوره وفاة النساء بسبب المرض، ما يعني أنه لا يمكن التقليل من أهمية الفحص المنتظم للثدي".
لقد جعلنا وباء كورونا نعيش أوقاتاً غير مسبوقة، لكن شيئاً واحداً ما زال على حاله- يجب على جميع النساء أن يطلبن من الطبيب العام فحص أي أعراض محتملة لسرطان الثدي. ما زالت هيئة خدمات الصحة الوطنية NHS "تزاول مهامها" وتدعو الناس الذين لديهم أي مخاوف صحية إلى طلب المساعدة، وتطمئنهم بأنهم لن يكونوا عبئاً على كاهلها. بإمكان أي شخص التحدث إلى ممرضة مختصة بين طواقمنا من خلال الاتصال بخط المساعدة المجاني في إنجلترا.
وكانت "اندبندنت" قد نشرت أخيراً خبراً عن عدم تمكن حوالى مليون امرأة تعيش في المملكة المتحدة من الخضوع لفحوصات سرطان الثدي نتيجة لتداعيات وباء كورونا.
وتتنبأ جمعية "سرطان الثدي الآن" بأن حوالى 8600 امرأة من اللواتي ما زالت أسماؤهن على لوائح الانتظار المؤجلة، ربما يعانين من سرطان الثدي الذي لم يتم التعرف إليه- بسبب تأجيل تشخيصهن، نتيجة لاستنزاف الأزمة الصحية العامة الهائلة مواردَ هيئة خدمات الصحة الوطنية.
© The Independent